الفصل الثاني عشر

2.1K 123 8
                                    

الفصل الثاني عشر

توقفت السيارة أمام البناية التي تقطن فيها صديقتها،  وقبل تستل حقيبتها جيدًا لتترجل منها، وجدت شقيقها يسبقها ليفتح لها باب السيارة بحركة مسرحية متمتمًا:

- مولاتي.
ضحكت وقدميها تحط على الأرض أمامه سائلة بسخرية:
- انت مالك يا عزيز؟ ليكون مش مركز ان انا اختك يا حبيبي، مش واحدة من اللي بتعلقهم.

استقام بجسده على الفور ينهرها برفق لتصمت؛
- اعلقهم ده ايه يخرب بيتك دا وقته؟ تعالي تعالي هتجيبلنا الكلام.

- أجيبلك الكلام .
غمغمت بها بدهشة ازدادت مع سحبه لها نحو الباب الخارجي للمنزل المفتوح، ليدلفا سويًا فقالت بحرج؛
- استنى شوية يا عزيز، اتصل ببسمة الأول ابلغها بحضوري يا......

توقفت الكلمات بفمها تنظر نحو الجهة التي وجهها اليها شقيقها وهي ركن بالحديقة مزين ومعد للإحتفال، طاولة عليها قالب حلوى كبير وفي الأعلى عبارة ارتسمت بالبالون على هيئة العدد 20
وصديقتها في الأسفل بابتسامة تسلب القلب بروعتها تتمتم لها :

- كل سنة وانتي طيبة يا لولو.
باستيعاب متأخر صدر صوتها بصيحة تلقفتها بسمة بعد أن ضمتها إليها، تجدد لها التهنئة:
- كل سنة وانت طيبة وبألف خير يا قلبي .

- انتي اللي عملتي كل ده يا بسمة؟
هتفت بها بذهول اعتلى ملامحها لا تصدق ما تراه بعينيها،
ردت تجيبها هامسة بجوار أذنها:
- مش انا لوحدي، في واحد تاني تعب معايا.

- هو فين؟
تمتمت بها باندفاع قبل أن تباغتها بسمة بقرصة خفيفية في خصرها لتستدرك وجود شقيقها، قبل ان توجهها بحرص نحو مدخل المنزل الداخلي، وأمير أحلامها يهبط الدرجات الرخامية بهيئة توقف القلب بوسامته، يهديها ابتسامة ساحرة، قبل أن يتجه مرحبًا بشقيقها،

وظلت هي أنظارها مثبتة نحوه حتى أنها نست التحذير لتعود بسمة هامسة لها مرة أخرى:

- يا بنتي خلي بالك بقى اخوكي قاعد.
ردت تزدرد ريقها بتوتر شديد، وابتهاج صاخب داخلها يجعلها تتعلثم في الكلمات بانفاس غير منتظمة:

- ما انا.. ما انا مش مصدقة اللي بيحصل قدامي، معقول، معقول يا بسمة انتي اللي عملتي كدة وممدوح مشترك معاكي في الخطة كمان.

اقتربت منها بخبث تجيبها بصوت خفيض قبل أن تسحبها معها:
- وعزيز كمان، ولا انتي مش واخدة بالك؟

- اه يا مصيبة انتي.
غمغمت بها ليلى بانبهار تام لها قبل أن تستجيب لسحبها نحو الاثنان الاَخران، والذي بدا التوتر جليًا من لغة الجسد بينهما، فهذا أول لقاء يجمعهما.

❈-❈-❈

وعند الشابين،  فقد تفاجأ عزيز بحضور هذا المدعو  شقيقها، وقد خاب ظنه ان يجدها وحدها في المنزل ، أو بوجود والدها الذي دائمًا ما يبقى في الخارج  نظرًا لظرف لانشغاله الدائم في أعماله الكثيرة.

كله بالحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن