الفصل السادس

2.6K 127 4
                                    

الفصل السادس

بخطوات واثقة، وهيئة أنيقة تلفت الأبصار نحوه أينما حل، تفعل تأثيرًا ليس هينًا في قلوب الجنس اللطيف، ليزداد زهوًا واهتمامًا بالنفس، فهذا اكثر ما يسعده، عينيه المتربصة لا تغفل عن أي واحدة، إن كانت تمر من أمامه، أو جالسة بمحلها او حتى تتحدث مع صديقتها التي تتوقف هي الأخرى بالنظر إليه، ذكي، ويعرف جيدًا كيف يسرق انتباههن، وكيف لا يفعل؟ وهالة من الضوء الجاذب تحاوطه، بوسامة طبيعية ورثها عن والده، وجسد عضلي، وطول فارع ، مجموعة من الصفات لا يمتلكها إلا القليل،
مهمتها شاقة، وتعرف بحجم المجهود الذي ينتظرها في الاحتفاظ به، هذا ان تمت خطوتها الأولى على خير بسحبه للارتباط بها.
ولكنه رائع، يستحق بالفعل المغامرة

هذا ما كان يدور برأسها اثناء مراقبتها له بخبث اثناء ادعاء الحديث مع ليلى، والتي كانت مندمجة بالتمثيل معها، حتى اذا وصل إليهم يلقي التحية شهقت تدعي المفاجأة.

- عزيز ، معقول! انت هنا من امتى ؟

- إيه يعني؟ خضيتك؟
تمتم بها رافعًا حاجبه بمرح قبل أن يتجه بأنظاره نحو الأخرى يخاطبها:
- ازيك يا بسمة؟

تبسمت برقة واتزان رغم طبول الفرح التي تدوي داخلها، لتجيب تحيته بصوت كالهمس:
- اهلا يا بشمهندس عزيز ، اتفضل اقعد معانا انت مش غريب.

- اه طبعًا مش غريب.
غمغم بها، يسحب كرسي بجوارهما، ونظراته الجريئة رغم حديثه المتوازن، تكاد أن ترديها قتيلة:
- انا كنت معدي قريب من هنا قولت اطل اخد جولة، يمكن اشوف حد من صحابي قدامي هنا، قوم اتفاجأ بيكم.

كادت تفلت ضحكة عالية من الاثنتان، لعلمهما بكذبه المكشوف، وهما صاحبات التدببر للجلسة من الأساس.

تكلمت ليلى بعفويتها تجيد الدور:
- وعلى كدة بقى لقيت حد من صحابك ولا لسة بتدور؟
رمقها بابتسامة خبيثة وكأنها يفهمها متمتمًا:
- لأ يا ستي، لسة ملقتش حد فيهم، أنا اساسًا يدوب داخل.

تركها ليعود ألى بسمة التي تناولت هاتفها تدعي الانشغال به، حتى لا يظنها مهتمة بالحديث الدائر بينهما، فخاطبها بتساؤل، يسرق بصرها إليه:
- وانتي بقى يا بسمة، بتمارسي أي نشاط لما تيجي هنا ؟ ولا فاشلة وكسولة زي اللي قاعدة جمبي دي .

- بس متقولش كسولة.
هتفت بها ليلى باعتراض، ليعلق على قولها بتفكه ضاحكًا:
- يعني مهمكيش كسولة، وحرقتك أوي فاشلة ، يا فاشلة.

استفزها لتصيح به حانقة:
- بطل بقى غلاسة، انا بتعصب بجد والله .
- اتحرقي حتى.
تمتم بها ليزيد من غيظها، ثم عاد للأخرى والتي تابعت هذه المرة بابتسامة لمزاحهما، قبل أن تجيبه:

- ما هو مش لازم اكون بمارس رياضة معينة، عشان مبقاش فاشلة، انا عن نفسي بخاف اوي من أي نوع يفقد البنت أنوثتها، يعني المشي أهو رياضة حلوة أوي ، والجري برضو ما يضرش،

كله بالحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن