الفصل العشرون
داخل حرم الجامعة
بخطواته السريعة يخترق التجمعات، ويقطع المسافات، يجول بعينيه على وجوه الطلاب في أماكن جلوسهم خارج مبنى المدرجات، يبحث عنها وسطهم، وقد تأكد من شقيقته انها اليوم حاضرة، وبهذه الساعة بالتحديد، ليس لديها ما يعيقه عن مقابلتها من محاضرات او التزامات أخرى.بحث كثيرا حتى وقعت عينيه عليها، جالسة على احد مصاطب الرخام ، حول حوض الزهور الصغير، والذي أنشيء كزينة بجانب المبنى، تقلب في دفترها بعدم تركيز، بجوار هذا الشاب الذي يثرثر بلا توقف ، وهي تستمع له بإنصات.
استفزه صمتها واستفزه الطريقة التي كان يتحدث بها الشاب، والتي بدا منها الاعجاب الواضح، فهذه الهيئة لا تخفى ابدا على رجل خبير مثله.
- السلام عليكم.
بادر بلقاء التحية يجفلها بحضوره، في غمرة انشغالها مع هذا الفتى والذي سبقها بالرد:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مين حضرتك؟رمقها بنظرة حادة فور ان التقت ابصارها به، بعد ان فاجئها بحضوره، لتطرق رأسها بعدم اهتمام وهو يجيب الفتى بفظاظة:
- انا عزيز يا حبيبي، قومي يا بسمة عايزك .
التوى ثغرها، لتشيح بوجهها للناحية الأخرى، ببرود تقصده اشعل بقلبه حريقًا، ليرتد فعلها بأثره على الشاب، ويتعامل معه بحده:.- حضرتك هو انت تعرفها منين؟ جاي كدة بتفاجأئنا، وعايزها تقوم معاك على طول، فيه ايه؟
- وانت مالك ؟
لفظها بحده قبل ان يتوجه اليها بانفعاله:
- انتي هتعملي نفسك مش عارفاني، ما تتعدلي بقى وفهمي صاحبنا دا اني مش فايقله.- صاحبنا، هو جاي تهزأني يا جدع انت .
هتف بها الفتى بانفعال، قابله الاخر بزمجرة شرسه متحفزة نحوه، اجبرتها على التدخل، تنهرهما بحزم:- ثواني انت وهو، هتعملوها خناقة ولا أيه؟
- كنتي قول لنفسك الكلام ده من اول، بدل ما انتي سيباه يلطش معايا بالنيابة عنك
حديثه الحاد نحوها زاد من حنق الآخر، والذي أصبح يردد خلفه بعدم استيعاب:- أيه ده أيه ده؟ ده ماله واخد الثقة في نفسه كدة؟ هو انت صفتك أيه بالظبط؟
خرجت منه عبثيًا ولكنها اصابت الهدف بحق، لتمتقع ملامحه، وتعزو ابتسامة منتشية ثغرها، وتجيبه هي بانتشاء:- هو ملهوش صفة والله يا لؤي، بس احتمال ان شاء الله، يبقى في ما بينا علاقة نسب، بجواز اخته من اخويا ،
- حتى دي، احتمال ما يبقاش خالص برضوا، عادي يعني .
لوح بتهديده كرد لها اغضبها، لتعتلي الشراسة ملامحها ،وتبادله حرب النظرات، امام زميلها الذي استخف قائلًا:- حتى دي كمان مش مضمونة، انا مش فاهم بجد، هو جايب الثقة دي منين ؟
تداركت هذه المرة تتولى هي لملمة الأمر، امام تحديه السافر لها؛
- خلاص يا لؤي، استناني انت هنا وانا هروح اشوفه عايز ايه؟
أنت تقرأ
كله بالحلال
Mizahفي حالة الحب والحرب كل شئ مباح، لا أدري إن كانت هذه حكمة ام مقولة عابرة، فقد تبدوا جملة عادية لمن سمعها ولكنها عميقة جدًا لمن فهمها وسارت هي عنوانه في مرحلة فاصلة لاقتناص الفرصة في القرب لمن أحب، وإن كانت الحكمة مفيدة في معظم الأوقات؛ فلمحة من الجنو...