_
هناك مع زوال ديسمبر تقريبًا،
سنة أخرى من عُمره هبَّت.لاعبَ النّسيم البارد الخصلات الشّقراء الكثيفة لمُبهم الملامح، يستقرُّ جالسًا بسكونٍ فوق السّطح وفي الصّفّ الأوّل من مسرح مخيّلته الصغير، مباشرةً قبالة الفجر الراكد، يترقّب ظهور المشهد السّحريّ في الأفق.
أمامه تشكّلَت لوحة بهيّة تلوَّن فيها أمواج الغَيم
بالحُمرة والأرجوان مع بزوغ الشمس، ليرتخي جسده ببطء مع دفئها كما لو أذابت الجليد فيه.ابتسامة صغيرة شقَّت وجهه.
.
المنزل الواسع ذو الطّابقين مع حديقته الصغيرة وأحواض جانبيّة لشجيراتٍ موسميّة. كما بدا من الطّراز العاديّ غير المزخرف، على الأقلّ.. كَونه لم يتّبع ديكورًا مبهرجًا أو حديثًا.
بواجهة غير مُلفِتة للنّاظرين، ورغم سكن أربع أو حتى خمسٍ فيه، كانت تسكن عاملة واحدة ثلاثينيّة هناك مع ابنتها الصغيرة، إذ لازمَتِ العمل معهم مذ بِيع، أشبه بالمُربّية لكَون وليّ المكان لم يُرَ عدا أيّام قليلة في الأسبوع وأحيانًا الشهر لانشغاله الشّديد.
كان المنزل دون مالكه برئاسة ثلاث أنفار:
الفتاة الوُسطى وشقيقَيها.أو هذا ما افتُرِض..
تلك البنت الوحيدة، صبيحة بداية الأسبوع، يومث الإثنين الكئيب لكلّ طالب، كانت تفرش أسنانها رفقة نظراتٍ ملولة تجاه المرآة الدائريّة، بينما غُرّتُها الشقراء ملتفّة حول مشبك شعرها تُظهر جبهتها، ما إن أتمَّتِ الغسل حتى مسحت ونزعت مشبكها لتبدأ بتعديل الغُرّة التي اِلتوَت بفِعل الشّدّ.
ضاقَ جفنَاها مع بسمة خفيفة.
التفّت حول نفسها بينما تكمل تسريحه لذيل حصان ملتوي الأطراف بطبيعته، ثيابها المدرسيّة الإعداديّة دون البزّة الرّسميّة، لم تكن تلبس جورب مع تنورتها حتى، لكنها وفقط قفزت كراقصة باليه تعلم مدى فشلها، مع هذا تُرضي جمهورها الوحيد: هيَ.
-كح..
تمسّكَت بإطار باب دورة المياه إذ كادت تسقط مع اقتحام فردٍ ما الغرفة بذراع معقودة.
لم تخفي شتيمتها لهذا الإزعاج، عدّلَت الغرّة متخصّرة.-ماذا تريدين؟
وأولَا تعرفين كيف تطرقين الباب؟
تسك، كرهتُ كلّ العاملات بسببك..حملقت تجاه خادمة المنزل بندقيّة الشعر، والتي قطبت جبينها في استنكار لقلّة أدبهت رغم كَونها وفقط في الرابعة عشر، لا تعرف كيف ستصير هذه الفتاة لاحقًا.
أنت تقرأ
Muller
Mystery / Thrillerربما عائلة. المصمّم: -_Stranger_- ▪︎عائليّ، روائيّ، نفسيّ. ▪︎ليست لجميع الأعمار (مشاهد نفسيّة). [جانبيّ 1]. Published: 9/Jan/24 Op: 7/Oct/23 End: 9/Oct/23 -To Ryan.