Muller

IV

هدوء عارِم مع كُمٍّ مختلط من الظّلمة والأصوات،
عدّة همسات تداخلَت بأذنه، ارتطام.. ثم صرير.
اِعتقد أنّ الزمن عاد حيث المدرسة، لكن السّكون المفاجئ إضافةً ليقظتِه النّصفيّة، أثبتَوا له العكس.

تفرّق جفناه بذبول، أخذ نفسًا ضائقًا.
متى نام؟

جلس ببطء وشيء من الصّعوبة، كلّ جزء فيه أنَّ على الفور، يخبره جسده أنّ عليه الاستلقاء فقط.

أدار بصره حول الغرفة بصمتٍ مضطراب، الغرفة المغلقة المظلمة، الفوضى العارمة بما حوله، بينما كان جالسًا هناك قرب المكتب أسفل التلفاز، ومن حسن حظّهم أنه ما تحطّم بدوره.

مكث في مجلسه عدّة لحظاتٍ أشاح فيها نظره لنفسه،
لم يُطِل التأمل إلا وأدرك، ضمّ نفسه في ارتجاف يستوعب سِعة الظّلمة من جديد.

-ربّاه...

همسٌ مهزوز خرج منه قبل أن يبعثر خصلاته بتشتّت شديد تمنّى زواله، بضع قطرات علقَت بين جفونه ليرفع بصره حوله. يُفترض أنه محبوس هُنا.

لا يدري، لكن جسده يؤلمه ويستطيع أن يحزر كدماته الجديدة الآن، إضافةً لثيابه المبلّلة لسيره طويلًا تحت المطر، لا يدري هل والدته هي المجنونة أو هو لعِناده.

ربما روري وجدَتِ الباب مقفلًا، أو تجاهلَته فقط.

بينما لا يمكنه سوى وضع ملامح ضائقة بالتفكير في أدريان، لا يفهم حتى لِم يكرههم..

عاد للخلف قبل أن يرتخي ببطء وقد رقد على جانبه.
التمس يشرد في خصلات غرّته الذهبيّة الرّطبة بينما يلمح الأضواء الخافتة من تحت الباب. ليس حسّاسًا ولا سريع المرض، غير أنه يستطيع الشّعور بالفوضى داخله وبطاقته تنخفض ببطء.

مجددًا تكاثفَت الدّموع في محجريه بينما يُعيد عقله سرد ما جرى، لا يدري ما هو التبعثر الذي يحسّ به،
لكنه خائف من الآتي والسّابق، إضافةً لكُمّ قهرٍ كبير،
يشعر بالخيانة، حتى لو كانت والدته بذلك السّوء،
هو ما توقّع ردّة فعلٍ كهذه أبدًا.

هو ما تخيّل أن يصِل شعوره بالأمان إلى هذه الدّرجة من الانحدار.. في حالة احتاج شخصًا ما، كانت هي الوحيدة الذي في باله كَونها تحت مُسمّى الوليّ ثانيًا
والأمّ أولًا، ولو كانت عنيفةً في المواقف البسيطة.

لكن الآن؟ لا يدري.. مثلما حدث مسبقًا حين لم تصدّقه، الجميع أيضًا ما فعلوا في المدرسة، لا أحد فعل..
حتى أنّ روري طلبَت منه الاعتذار!

مجددًا هو لا يدري، ربما أخطأ في شيء ما؟
صحيح أنّ ردّة فعله كانت خاطئة، لكنها لم تكن بتحكّمه، إضافةً أنه اعتذر!
ما الذي يُريدونه بعد؟