-ستترك الدّراسة المنزليّة وتصبح مثل شقيقتك بدءًا
من السّنة القادمة، رِيان.-هاه؟!!
اصطدم المعدن بالأواني في ذلك الصباح الصّيفيّ الحارّ. تجمّع عند مائدة الغداء أربع أنفار إضافةً لطفلة تجلس بعيدًا في المطبخ بانتظار والدتها التي تغسل الصّحون من خلف البار الأسود.
استمرّت روري بمضغ الطعام بعبوسٍ وفي قرارة نفسها لم تحبّ أنها تأكل من يد المدعوّة كاثرين، أحيانًا تتشكّك بأنه مسموم، وكان هذا هاجسًا سبّب لها متاعب في فترةٍ ما من طفولتها.
رفعَت كارمن نظراتها المحملقة لذي الحادي عشر عامًا.
هو فهم، ليأخذ الملعقة بسرعة، حتى رغم أنها لم تمتنع عن فرض رأيها بالثرثرة.-ما ردّة الفعل هذه؟ إنه لعارٌ أن لا يكون أبنائي متعلِّمين رغم كلّ هذا الجهد الذي أبذله، أتفهم؟ يتضمّن ذلك الاختلاط بالبشر، لا ينقصني أن تكون انطوائيًّا مثل آدريان.
أدارت بصرها لشقيقه الأكبر وألقت بلعنة نحوه، بينما كان ذو الخصلات السوداء على شفة من قلب الطاولة -كونه كان مرتاحًا لفترة من الزمن بعيدًا عن هذا التجمّع المقيت-، لم يبادلها النظر، بل وصفع بالملعقة على الطاولة في عنفٍ وانصرف تمامًا.
وقفَت والدتهم ترمق ذهابه البارد بسخطٍ تكاد تُخرجه علنًا لولا إغلاقه للباب. تكره اللامبالاة فيه.
حدجت في صحنه الممتلئ لتزفر وتعود للقعود، في حين قطعَت روري -ابنتها الوُسطى- الشّحنة التي تركها آدريان، بل وضاعفتها بقولها.
-ما الذي سيستفيده من الاختلاط بأولئك المغفّلين؟
صدّقني، لا يزيدونك إلا سوءًا.منحت رِيان نظرة بديهية ورفعت الشوكة نحوه.
امتدّت يد كارمن لتشدّها بعُنف.-روري!
إن كنتِ جانحةً، متوحّدة، تكره الناس،
فلا داعي أن تنقلي لشقيقكِ كلّ شيء!-أكره ذلك..
رفعَت كارمن حاجبًا لنبرة ابنتها الهادئة المفاجئة، سحبت الأخرى يدها لتُبدي تقاسيم جادة.
-ماذا تفعلين هُنا؟ ألستِ امرأةً مشغولة؟
أم أتيتِ للعب دور الأمّ في هذه العائلة السّعيدة؟رِيان انتفض في داخله، وأدرك، هذا خيط بداية.
تركَت كارمن الأكل ممعنة في مضمون حديثها، فما الذي ترمي إليه بينما تحاول جعل العائلة تسير بنظامٍ بالفعل على حساب أعصابها؟
أبناؤها لا يرون ذلك، لا يفعلون أبدًا..
أنت تقرأ
Muller
Mystery / Thrillerربما عائلة. المصمّم: -_Stranger_- ▪︎عائليّ، روائيّ، نفسيّ. ▪︎ليست لجميع الأعمار (مشاهد نفسيّة). [جانبيّ 1]. Published: 9/Jan/24 Op: 7/Oct/23 End: 9/Oct/23 -To Ryan.