الأوقات الصعبة

1.9K 128 351
                                    

الفصل التاسع والعشرون:الأوقات الصعبة
****************
يعني تتوقعو يمر يوم عيد ميلاد جيمين مِن دون هدية؟

***********

لم أستطع النوم طوالَ الليلتين الماضية فـأمضيتها حبيسة ذاتي دونَ حديث دونَ نوم دونَ رُؤية أي شخص..

أنظر نحو ذلك الفراغ وتمنيت لو أني أعود إليه كما السابق دون معرفتي لجيمين ولا لقائي به..

رُبما كانت ستكون الأمور على مايُرام!
رُبما كان سيكون بخير وأنا بعيدة عنه !

لذا كنت أعقد صفقة مع فراغي
"خذيني نحو عالمك مُجددًا وأعيدي جيمين نَحوَ عالمه الدافئ دون ألم دون مرض.."

بقيت هكذا لِـليلتين متتالية حتّى وجدت نفسي و بمشاعري المُبعثرة وفكري المُنهك وشوقي إليه أمام منزله..

حتّى وجدت ذاتي تطرق بابَ مَن يسكن بِجواري.

لم يدعني أنتظر كثيرًا إذ فُتح الباب لي وظهر مِن خلفه بِلهفةٍ واضحة..

و خطَّ عتبة منزله هي ماتُفصل بينَ جسدينا ونظراتنا الصامتة هيَ ما كانت تتحدث بالنيابة عنّا..

فـكلانا كانَ مُتعبًا مِن كُل شيء..

فـبالرغم مِن لهفته الواضحة لرؤيته لي إذ أن عيناه كانت تحمل الكثير بداخلهما

كانَ ضائعًا حزينًا خائفًا قلقًا مُتألمًا..

أخذت وقتًا كافيًا وأنا أتأمله بـصمت حتّى همست بصوتٍ مُنهك
-لنذهب إلى المشفى..

رؤية إنعقاد حاجبيه لِمَا قلته كانت تُعبر عن رأيه ولكن ملامحي أيضًا كانت تُعبر عن إصراري للأمر..

فـليس عليه البقاء بالمنزل بحالته تلك!
بل لم يكن عليه مُغادرة المشفى مُنذ تلك الليلة!

ولأنني من تسببت بكل تلك المتاعب حتّى الآن فيجب إلي إصلاحها واحدةً تلوَ الأُخرى.

كُنت أجلس بالمقعد الأيمن الذي يُقابل الطبيب مُنصتةً لما يقوله مِن جُملٍ مُثقلةً على قلبي
-سنعيد إجراء الفحوصات والتحاليل ومِن ثُمَّ سنقرر ولكن كحالته سيكون أول خيار لدينا هو الكيماوي وعلى الأرجح سيتلقى جرعتين في الأسبوع..

أنهى الطبيب كلماته الأخيرة وهُوَ يُرسل المُمرضة نحو الخارج بعد أن أخذت مِن دماء جيمين

كانَ جيمين يُعيد إرتداء معطفه ليَنظُر إليهِ طبيبهُ بإبتسامة صادقة
-أنا سعيدٌ للغاية لتغيير قرارك حتّى وإن كان مُتأخرًا

Let Me Beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن