بعد فواتِ الآوان

1.2K 102 79
                                    

الفصل الثاني والعشرون:بعد فواتِ الآوان
***************

طوالَ هذا الوقت كان الهُدوء عنوان حياتي..

كنتُ طفلًا هادئًا ومِن ثُمَّ مُراهقًا يسعى إلى إعالة جده ومِن ثُمَّ أصحبت رجُلًا مشغولًا بعمله،كُنت مُحملًا بالمسؤوليات مُنذُ صِغري

ولم أتذمر يومًا مِن ذلك بل كُنت مُتقبلًا لِكُلَّ ما يحدث معي تحملت ظروفي السّيئة عندما كُنت طالبًا ومصاريف دراستي الجامعية و نفقة يومي إلى إفتتاح شركتي

وحُصولي على شركتي الخّاصة لا يعني بأنِّي أصبحتُ أقل مسؤولية فقد إزدادت مسؤوليتي وحرصي على كُلَّ مايحدث في داخل المبنى وخارجه

كُنت مسؤولا عن كُلَّ موظف يعمل تحتَ عاتقي وكُلَّ ورقةٍ أقوم بتوقيعها وكل قرارٍ أقوم بإتخاذه..

كنت شخصًا مُحملًا بالمسؤوليات طوالَ حياته والشّيء الوحيد الذي نسيته هُوَ تحمُّلَ مسؤولية نفسي أو الإهتمام بها!

أعني بعد التفكير بالأمر هو أنني لطالما بذلت ما بوسعي لِمَن هُم حولي ولكن ماذا بِشأني؟

لَم أذهب يومًا إلى حفل عيد ميلاد صاخب لكي أحظى ببعض المرح ولم أُسافر يومًا لمتعتي الخاصة بل مِن أجل العمل طوال الوقت فقط كُنت أحظى بالقليل مِن اللحظات التي أشعر بها بالدفئ مُجددًا..

أخرج مع يونغي في مُعظم الأحيان و أزور العم جون في كل فرصة سنحت لي وزيارة قبر والديَّ في كل أسبوع مرَّة واحدة على الأقل واللعب مع توثليس..تلك هيَ لحظاتِ الدافئة.

ولَم أكن أهتم لأيِّ شيئًا آخر في الوقت الحالي لأنّي اعتقدت بأنَّ لديَّ العُمر بأكمله لكي أعيشه وأنَّ الأشياء الجميلة ستنتظرني.. 

حتّى تلك اللحظة التي تغير فيها كُلَّ شيء..

عندما نظرتُ  إلى ورقة التحاليل و بدأت بِقراءة تلك الجُملة المثبتة أعلاها
"سرطان الدّم الليمفاوي الدرجة الثالثة"

اعتقدت بأنَّ ما بي مُجرد الآمٍ اعتدت عليها وأنّ الأمر سينتهي بأقراص مسكنة كما اعتدت ولكن هذه المرة ماذا؟
سرطان الدم الليمفاوي؟
وفي الدرجة الثالثة؟
كيف انتهى بي المطاف مُصابٌ به حتّى!

ما الذي يجب علي فعله الآن إذًا؟
ماذا عن العمل؟
ما الذي سيحدث معي مستقبلًا؟

كُلَّ تلك الأمور كانت تدور في ذهني في آنٍ واحد.

"يجب عليكَ الخضوع إلى العلاجات لا أظُن بأنّ تناول الدواء سيكون كافيًا."
هذا ما أخبرني الطبيب به عندَ زيارتِي له ولكنِّي رفضتُ ذلك..

Let Me Beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن