الفصل الثاني والعشرون: طفولة هووي

0 0 0
                                    

في بُعد النور... الأميرة السابقة تمسك طفلها الرضيع في الحديقة وهي جالسة على كرسي خشبي متأرجح.... في ذلك الجو العليل... وأمامها طفل 5 سنوات يلعب بكرته... يحملها.. يلقي بها بعيدا... ويلحقها...

منظر طبيعي لأم تحمل طفلين هما في الحقيقة ذات الشخص....

تتدحرج الكرة لتتجه نحو باب البهو الخشبي.... والطفل ينظر إليها بدهشة.... فهو لأول مرة يرى هذا الباب... وبالتأكيد سيفتحه بكل قوته ويدخل... المكان مظلم لكن بلا غبار... وأمامه درج طويل يقود للأسفل المظلم... ينزل بعدم اكتراث فهو لم يربى على الخوف... ينزل درجة درجة... ثم سئم وبدأ ينزل درجتين ثم ثلاث ثم بدأ يقفز... حتى وصل للأسفل... وفجأة تضاء الشموع.... ليرى قبو بحجار زرقاء والمكان دائري كأنه في قعر بئر... يستمر بالتجوال.... هناك حجر ليس في مكانه متقدم عن البقية... وفقا للغريزة البشرية فهذا كان أول حجر أراد لمسه.... وفجأة فتح من أسفل قدميه فتحة لكنَّه شعر بحركة غريبة تحت قدمه فاستطاع الابتعاد قبل فتحها بثانية...

فجأة يسمع صوت تصفيق قادم من الأسفل....

ينظر الطفل من الفتحة ليرى شقًّا بداخله نور... وصوت فتاة تضحك..... لفت هذا انتباهه فهو لم يرى مخلوقا غير أمه والطفل الذي لم يكبر بعد... فقرر النزول ليتفقد الشق... لكن سقط عليه مباشرة لينتقل إلى بعد الأميرة البيضاء نيفت....

يفتح الطفل عينيه ليرى فتاة تشبه أمه تماما... لكن بشعر أبيض وفستان أبيض.....

الطفل-بإنبهار-:
ماما!

نيفت-ضحك-:
لا لست ماما... حسنا أنا هي لكن لست هي فمن أكون....؟...أتعلم.. أنا أعلم تماما من تكون... لكن.. ما هو أسمك في هذه الحياة..؟

الطفل-يقترب منها ليتأملها-:
كاموي....*يمسك فستانها الأبيض ويتفحصه*.... أبيض!...

نيفت-ضحك-:
أتحب اللعب بالفساتين... أه لحظة.. دعني أرك شيئا.. *تبتعد قليلا ثم تدور وينفش الفستان معها*...ما رأيك..؟

يصفق الطفل بانبهار ويجري يحاول لمسه وهي تجري وبدأت أولى بوادر الصداقة بين كاموي ونيفت...
اتفق مع نيفت بأن لا يخبر والدته بهذا المكان السري... وسار كل يوم يلعب فيه يأتي إلى هنا ويستكمل اللعب مع نيفت...

وعندما صار في 12 سنة... أخبرته والدته بالقصة.. وكيف أن نيفت شريرة وهي تحاول تغيير هذا المصير... لكنه بالفعل يرى نيفت صديقته الوحيدة... فما كان يستطيع إخبار والدته عن نيفت.. ولا يستطيع إخبار نيفت بما قالته والدته.... لكن ما تغير هو طريقة لعبه معها... فقد سار أكثر عنفا... ويريد مبارزتها وفي كل مرة يخسر لكنَّه لا يستسلم... ولاحقا علَّمته السحر وفنون القتال....

وعندما صار في 15من عمره كان جسده الداخلي في 5... وهنا قررت والدته الذهاب لتبحث عن زوجها.... وتركتهما... من حسن الحظ أن كاموي لا يأكل ولا يشرب في هذا البعد... وهووي بالفعل يستطيع الاعتناء بنفسه... رغم محاولات كاموي التقرب لهووي فقد كان يبتعد عنه بحجة الدراسة أو التدرب.... فهو لم يكون معه أي علاقة خلال تلك السنوات الماضية.... وكان يختفي ليذهب لنيفت.... 

حقيقة الأسطورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن