قد سلبوا مني اعز ما امتلك… بل انهم سلبوا كل ما امتلك… سلبوا جنوبي،وطني، أرضي، منزلي، عائلتي، المكان الذي انتمي إليه وترعرت فيه،الذي عشت طفولتي ومراهقتي فيه، مراهقتي التي انتهت في بدايتها في يوم تدميرهم لجنوبي،لقد كنت كطفلة تاهت عن والديها فأجهشت بالبكاء معتقدةً أنها لن تجدهما أبدًا ولن تستطيع العودة إلى منزلها وستبقى تائهةً في دروب الحياة إلى الأبد،ولكنها تجدهما في النهاية باكيةً في أحضانهما الدافئة…. ولكن هذه المرة هي حقًا تائهة وإلى الأبد تائهة عن والديها،عن منزلها،عن جنوبها،عن المكان الذي تعود إليه…إنها لمأساة حقًا،فإن الجميع يمتلك مكان ليعود إليه،وطنًا يحتضنه،منزلًا دافئاً،عائلة عطوفة،وأصدقاء لطفاء..إلِّا الجنوبين فقدوا ذلك كله..حرموا من أبسط حقوقهم…
ومن هم الذين سلبوا منهم ذلك كله؟
من الذي قام بتدمير جنوبهم ودمرهم معه؟
بالتأكيد من فعل ذلك أعداءهم وليس أحدًا من بني جنسهم، فمن الذي يجرؤ على إيذاء بني جنسه؟
ولكن سحقًا.. فالذي دمر جنوبهم هم الخونة من بني جنسهم الذين أعمى الجشع بصيرتهم…
sakur.a0017
أنت تقرأ
شعراء الجنوب.
Poetryمن الثورة نولد والى النار نعود كفتيل النار نشتعل دون انخماد. ______________________ هذا الكتاب كتب من قبل الغربان اهداء لرواية غراب للكاتبة رماد • جميع الحقوق محفوظة للغربان •