مِن أين جاء كلُ هذا الماضِي..!؟
══━━━━✥◈✥━━━━══
لا أستطيع النوم، لابد أن أكتب!
«اليوم السابع»
العالم ساكنٌ وَهادئ، حتى الأشباح إختارت الصمت
كل شيء يبدو فارغًا، الشيء الوحيد الذي يبدو ذا معنى في وقتٍ كهذا.. هو أن أكتبْ
أنْ أشعر بي أسيل مع كل حبر ينساب من القلم، أن تسيل روحي داخل الحرف
إنني أخاف من الكلام، اخاف أن أنفذ مع كل حرف يهرب من شفتي، دائما ما فضلت أن أفقد روحي على شكل سطور متراصة فوق بعضها فمنظرها فاتن مغري، كل شيء يصبح مغريا حين أكتب، الحزن، الكآبة، البكاء، وكل الأشياء التي تُرى قبيحة
حين أكتب، حين أدون، حين أحكي قصصًا..
قصصًا عن الزوايا المنسية في العالم، بقايا الطعام، الكلاب الضالة، عبوات العصير الفارغة، الحشرات المدهوسة، كل الأجسَام المهملة هنا، دائما فكرت.. لما أكتب عنها؟ لما أصنع علاقات بين قلمي وبين توافه العالم، أجعلها موجودة، أجعلها ذا قيمة، ألأنني أحلم بِأن يفعل أحد ما ذلك لي؟ أنْ يكتب عنِي.. فيحييني؟
أن يتورطَ أحد ما بي، يورطه فضول يُضَخ في أعقاب روحه فيقوم مفجوعًا صارخًا أريد إحياءهَا! أريد جعلها ذات قيمة! أريدهَا موجودة! كما حدث لي.. مَعك؟
هذا ما ورطنِي بك، الفضول الذي جرّني من أكمامي إليكِ راكضة وراء المجهول.. وراء المجهول الذي ظننته نعيمِي في الأرض..
لكنني أدركتُ متأخرًا أن الذي ظننتُه نعيمًا عالمٌ من وهم، عوالم كثيرة! صاخبَة، مدويَة، فاتنة!
رينا، جناحَاي الزرقاوان..
الأزرق هو لون الكدمَات تحت الجلد
لكن أزرقكِ، هو سَماء جنتي، سمَاء عالمي الوهمي، سمَاء كابوسي الدافِئ في ليلة صيفية باردة
لكن أحقا ورطنِي فضولي بك؟ أم أنكِ مِن فعلتِ؟ أخبريني رينا أنتِ الوحيدة التي أصدقها، ألستِ مَن أتيتِ إلي؟
أحقا أنا شيطان يسكنكِ؟ يستنزف روحِك؟ أخبريني، أين أنتِ رينا؟ لما تركتنِي.. رينا؟
رميتٌ الدفتر فدمعي يغلب نزيف روحي، رينا تركتني وما صَارت عندي روحٌ تقرأ حرفي بعد الآن..
مهلا! إني نكرة، إني لا شيء، إني لا أملك مني إلا حروف ثقيلة ألصقها ببعضها في الورق، في كل مرة أكتب ينفذ ما أملكه، تنفذ حروفي فتنفذ روحي، الكتابَة تستنزفني وتقتلني ببطئ، هذه خطتي في الإنتحار!