4/ جريمه لا تغتفر

16.8K 323 12
                                    

جريمة لا تغتفر
اذا كانت كالي ترغب بالهرب والعودة الى منزلها في كانساس ,فان الاهانة التي وجهها اليها نيكولاس , اخمدت هذه الرغبة ,انه رجل دائم الشك لذا, سوف تبقى وان احترق كل ما حولها, كيف تجرا على مناداتها بالانهزامية , لو ان احدا غيرها لقي المعاملة نفسها لاستاء واعتبر محقا اذا ما تخلى عن العمل وغادر .
هاهو الذنب خصمها القديم , يربت على كتفيها مذكرا اياها بشكوك نيكولاس , شكوك ناتجة عن الخبرة عن جراء الوعود التي قطعتها له . شعرت بطعنة موجعة في معدتها لكنها ذهبت وسرحت شعرها تحضيرا لاول يوم كامل من العمل في المنزل.

نظرت الى نفسها في المرأة التي تشبه النجمة وقالت :" حسنا لديه الحق بان يشك بي ".
ثم رمت الفرشاة بعنف على طاولة الزينة وهي تقول:"لكن لا يمكنه ان يتوقع مني ان اخاف من حقده ".

ربطت شعرها بقوة وربطة يصعب فكها كانت تتصرف بسرعة وتشنج , القت نظرة على ما تلبسه ينطبق مع مزاجها .
سروال اسود وبلوزة سوداء وحذاء اسود.
قالت تحدث نفسها :" كفى , حان وقت العمل !"
وقفت تنظر الى الساعة في يدها , انها السادسة والنصف صباحا ولكنها خالتها اكثر بكثير , فلكثرة ما اتصلت في فراشها ليلا شعرت وكانه مضى اسبوع على وجودها في ذات البيت .

وبما ان كبير الخدم اعلمها ان فطورها سيكون جاهزا منذ السابعة قررت ان تقوم بجولة سريعة في ارجاء المنزل كانت كالي تحب ان تستيقظ باكرا في الصيف , لترى الشمس الساطعة تعلن عن بدء يوم منعش جديد.

مع ان الشمس اشرقت , الا انها تكن محرقة بعد بل كانت ترسل حرارة خفيفة في الجسم . لعل نزهة سريعة قبل الفطور تهدىء من تشنج الاعصاب الذي تشعر به .

خرجت كالي من غرفتها متجهة نحو السلم . نزلت كل درجتين معا الى ان وصلت الى باب المنزل ومنه الى الرواق , ولكن حين وصلت اليه لم تستطع رؤية شيء, بدا لها وكان الدخان يلف المكان كله.

اعتقدت لثوان ان المنزل يحترق لكنها لم تشتم اي رائحة وتنشقت الهواء وادركت انها لم تكن قادرة على الرؤية ابعد من اصبعها , قالت :" الضباب! اذا هذا هو ضباب سان فرنسيسكو الشهير!"

اخذت ترتجف , اذ لم يكن الهواء رطبا فحسب , بل باردا ايضا وراحت تحدق قي المنزل فلاحظت انه اصبح رمادي اللون يصعب تمييزه , اندفعت في الظلام الموحش والبارد , مضطربة وكئيبه . لم تتمكن من المشي في هذا الضباب الكثيف فهي لم تكن تعرف المكان جيدا, اي خطوة خاطئة قد تسبب لها اذى كبير .

اخذت تفرك يديها من البرد :
" انها صدمة كبيرة لمن يعشق اشعة الشمس.

وشعرت بالاستياء والبرد فقد ساقها قدرها لتلتقي باخر شخص في العالم تود ان تلقاه.

اجفلت وقالت :
" اه رجلي!"
ثم تعثرت وهي تتراجع خطوة الى الخلف ووقفت فانسحقت اصابع قدميها ونظرت الى الاعلى لترى خطيبها السابق على علو اثنتي عشرة قدما. لكنه لم يبد سعيدا , هل هو من يجلس على الارض لذلك عظام قدمها المسحوقة؟.
- ماذا تنتعل في رجلك, حذاء حديديا؟.
بدا لها منزعجا وكان هذا طبيعيا وليس السبب كرهه لها , بل الشلل الذي الحقه بها , فتعجبت لانزعاجه كحالها.
- اسفة انسة انجليس , لم اتوقع يدخل احد الى هنا بهذه السرعة الفائقة, دعيني اساعدك!

روايات احلام/ عبير: عروس الوقت الضائعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن