|١- طبيبان.|

140 13 0
                                    

«إن غُربة الديار قد تؤدي إلى حدوث الكثير من التغيرات، ورفض عاداتنا وحُب عادات الغرب، وهذا ليس بيد أولئك الأطفال الذين عاشوا بعيدًا عن التقاليد والعادات، فاعذروهم!»

دلف إلى المشفى بخطوات ثابتة، لتُرحب بهُ المُمرضة مُبتسمة بلغة إنجليزية بريطانية اللهجة:

" كيف حالكَ أيها الطبيب چوزيف. "

بابتسامة أجابها:

" بخير، يمكنكِ البدء بإدخال المرضى. "

أومأت برأسها فتركها ومضى نحو غرفته حيث وجد صديقه يجلس بانتظاره، ابتسم چوزيڤ وصافح صديقه مايكل وهو يحييه فبادله مايكل التحية وجلس على الكرسي المقابل للمكتب، ارتدى چوزيڤ معطفه الأبيض وجلس على كرسيه وقال بجدية:

" مايكل أرجو أن تخرج حتى أُباشر عملي، سنلتقي بعد نهاية اليوم. "

دلفت المُمرضة تُخبره بانتظار أربعة نساء له فهزَّ چوزيڤ رأسه وطلب منها إدخال واحدة تلو الأخرى، خرجت المُمرضة بينما ابتسم مايكل وهو ينظر لچوزيڤ نظرة ذات مغزى وقال:

" دائمًا ما أتساءل لِم كُل مرضاك مِن النساء؟ لِم أنا مَن يأخُذ العجائز بينما أنتَ تحظى بالشابات اللآتي يطلُبنك بالاسم؟ "

ابتسم چوزيڤ ابتسامة جانبية وقال دون اهتمام لحديثه:

"اخرج مايكل! لدي عمل. "

وقف مايكل وعدَّل مِن معطفه واتجه نحو الباب يقول بعبث:

" هنيئًا لك يا صاح! لكن لا تنسى صديقك، حسنًا؟ "

قهقه چوزيف في حين انصرف مايكل، ومِن بعده دلفت فتاة في العشرين مِن عُمرها، فأشار لها چوزيڤ بالاستلقاء على السرير الطبي وارتدى سماعاته الطبية
يسألها بعملية:

" أخبريني مما تشكين؟ "

***
                              
«كونك وُلدت في بلادٍ مُسلمة ومؤمنة بالله وحده لا شريك له؛ هو مِن أعظم نِعم الله عز وجل عليك، وكونك وُلدت في كنف عائلة مُتدينة تعلم حدود الله وتحُث أبناءها على الخير هو مِن أجمل النِعم التي قد يحصل عليها إنسان، والتي تستحق الشكر ما دُمت حيًا.»

دلف للمشفى بخُطى مُتزنة ثابته، وابتسامة لطيفة هادئة، رحبت به المُمرضة قائلة:

" صباح الخير يا دكتور. "

غضَّ بصره بأدب وردَّ مُبتسمًا:

غُرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن