|٥- يوم الجُمعة.|

81 10 5
                                    

مع بزوغ الشمس ارتفعت أصوات زقزقة العصافير، وارتفع كذلك صوت هيثم الذي نافسها في الإزعاج:

" اصحى يا كسول، اصحي يا كسولة إنتِ كمان؛ النهاردة الجمعة يا عيال! "

وأخذ يقرع الباب بصوت عالٍ ويصيح ويُغني حتى استيقظ يوسف مُنزعجًا وقال وهو يفرك عينيه بنُعاس:

" في إيه؟ في إيه يا أخويا على الصبح! عايز مِن أمي إيه؟ "

وقف هيثم ووضع يده في خصره بقول بقرف:

" وهكون عايز مِن وشك اللي يقطع الخميرة ده إيه يا أخويا؟ "

ثُم صاح بصوتٍ عالي انتفض يوسف على إثره:

" جرا إيه يا واد! هتقضيها نوم ولا إيه؟ لا وألف لا النهاردة الجمعة وقسمًا باللي خلقني هسحبك مِن رجلك للمسجد! "

ولكن لم يلقى مَن يوسف أي استجابة فزفر بضيق وأخذ يُفكر لتتسع ابتسامته الخبيثة، وتحرك بسرعة نحو المطبخ وعاد بعد بِضع دقائق واقترب مِن سرير يوسف وجلس أرضًا القُرفساء وتحدث وهو يحمل صحنًا مليئًا بالكُفتة:

" شامم ياض يا يوسف الريحة اللي تجنن دي؟ "

وأخذ يُقربها مِن أنف يوسف حتى سال لُعاب الأخير وهمهم ناعسًا:

" كفتة! "

ابتسم هيثم وقد بدأت خطته تنجح:

" أيوة كفتة؛ أبلة مروة صاحية بدري وعاملة كُفتة إنما إيه! تحب تدوق؟ "

هَزَّ يوسف رأسه وهو ما زال مُغمض العينين فضحك هيثم:

" تبًا لحبك للأكل وعشقك للنوم يا أخي!
بص يا يوسف عايز كُفتة يبقى تتخلى عَن النوم؛ أصل بنتنا منقبلش نخليها في المرتبة التانية أبدًا.. ياوتاخذ المركز الأول في قلبكَ يا تنساها خالص. "

أعطاه يوسف ظهره ولم يستغرق كثيرًا ليعرف أنه اختار النوم! نظر لصحن الكُفتة وقال مؤازرًا لها:

" متزعليش يا بنتي ربنا يعوضك بالأحسن منه. "

ثم تناول واحدة وقال ضاحكًا:

" أنا الأحسن منه. "

دلفت السيدة بسمة إلى الغُرفة ونظرت لهيثم الجالس على الأرض يتناول الكفتة، ويوسف النائم على السرير وحدثت نفسها بضيق:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 17, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غُرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن