الجزء الثاني

413 20 2
                                    

في مدينة مدمرة وسط الصحراء، يمشي صبيان بين الشوارع الهشة الأول فتى في 14 ذو شعر برتقالي و خصلة حمراء يمسك بيد فتى في 11ذو شعر أزرق و عيون بنية و يسحبه خلفه.... فريد و شهاب إثنان من بين فئة قليلة من الناس الذين تمكنوا من النجاة و الإختباء من الإنفجار النووي، هاهما الآن ينتقلان من مكان لآخر بحثا عن مأوى من العصابات المجنونة التي لا تزال منتشرة في كل مكان و الذين يبحثون أيضا عن الطعام و الماء و يسرقونه من الناس الأبرياء و الضعفاء... فريد يسحب شهاب من يده و يحاول منحه بعض الأمل بالرغم من أن شهاب عبوس و جامد الوجه
فريد يتكلم :
أحاول أن أمنحه قليلا من التفاؤل و الإيجابية، أستمر في قول النكات و قص قصص مضحكة لعل هذا يجعل شهاب يبتسم و لو قليلا لكنه على نفس الحالة، عيونه ميتة تماما البراءة و اللمعان الذان اعتدت رؤيتهما في وجهه الصغير قد... تلاشت بالكامل و لم يبق منها شيء لا شيء على الإطلاق لم ينطق بكلمة واحدة منذ الحادثة قبل الحرب بساعات حيث دخل الجنود فجأة إلى منزله و قتلوا عائلته و صديقه العزيز ماهر و أصابوه في عينه اليمنى، لست طبيبا كل ما فعلته هو أني استخرجت الرصاصة بيدي من عينه ثم ضمتها، جيد أنه كان غائبا عن الوعي لكان قد شعر بألم شديد جدا لكن تلك العين أُفسدت لن يتمكن شهاب من الرؤية منها مجددا يجب إستئصالها على أي حال لو بقيت في مكانها ستصبح الإصابة أسوء لكني أحمد الله أن الرصاصة لم تصل إلى الدماغ لكان قد قضي عليه.... تتساءلون كيف وجدت شهاب و لماذا أخذته وحده إلى ذلك الملجأ المرعب و أين الآخرون..... حسنا..... عندما كنت في الحديقة سمعت صوت صفارات الإنذار و الناس كانت تهرب بفزع حتى سمعت صوت إطلاق النار بالقرب من المنطقة التي يعيش فيها شهاب مع أسرته لذا هرعت بسرعة لأطمئن عليه و عندما دخلت  وجدته يصرخ من الهلع و أسرته كلها ميتة بالإضافة إلى ماهر الذي كان يسبح في دمائه و رأسه مفتت تماما كان شهاب يمسكه بين يديه و يصرخ بشكل هستيري كان قد فقد صوابه و أغمي عليه ، أخرجته في الوقت المناسب و حملته إلى أقرب ملجأ و بعد نهاية الإنفجار كان قد فتح عينه و كان ميتا من الداخل بالكامل و لم ينطق بحرف أصيب بصدمة نفسية شديدة و لم يعد يرغب في الأكل أو النوم أو الكلام و هذا ما أقلقني .... بالطبع تسألونني عن الآخرين.... حسنا لا أعرف ما إذا كانوا أحياء أم لا.... لكني أحاول أن أبين لشهاب أنهم أحياء و أننا نبحث عنهم
فريد : انظر يا شهاب!! هناك محل قد نجد فيه طعاما ألست متحمسا لهذا؟!
شهاب :😞💔
فريد : هيا يا شهاب قد نجد شيئا تحبه... * أرجو فقط ألا يتأثر الطعام بالإشعاع النووي *
فريد ☺️ : هيا يا شهاب لندخل

دخل الصبيان إلى المتجر المدمر و بدأ فريد يبحث عن طعام و بعض الأدوية من أجل شهاب الذي لا يزال يعاني من بعض الألم في عينه اليمنى جلس شهاب في أحد زوايا المتجر ينتظر بينما فريد يفرغ من تدبير الأشياء بعد فترة قصيرة توقف فريد... لأنه الآن يسمع صوتا مألوفا.... أجل إنه صوت محرك الدراجات النارية التي تخص تلك العصابة و هو قادم باتجاه فريد و شهاب
يتبع

بي باتل بيرست || قصة بعنوان : أنت و أنا❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن