الجزء الثالث

348 23 4
                                    

بدأ صوت الدراجات النارية يعلو و يعلو أكثر فقام فريد بسرعة بسحب شهاب و جلسا تحت المنضدة و التزما الهدوء التام، دخل رجلان ضخمان يحملون مضارب مدببة و يرتدون الدروع و سكاكين في أحزمتهم... فريد خائف جدا أما شهاب فلا تعابير وجه له لا زال على نفس العبوس كأنه يعرف أنه سيموت عاجلا أم آجلا، انتظر فريد لبعض الوقت حتى يأخذ أولئك السفاحون ما يريدون و يرحلوا، إن عثروا على الصبيين فسيأخذونهما و من يدري قد يأكلونهما و لن يفيد حتى التوسل فهذا العالم فقد الرحمة تماما بعد هذه الحرب الطاحنة...
👤1 : هل وجدت أي شيء يصلح للأكل؟

👤2 : لا... للأسف الطعام كله أفسد بسبب الإشعاع النووي، كل الطعام الذي في أكياس البلاستيك قد أتلف
👤1 : ماذا عن الطعام المعلب؟
👤2 : لا أعرف لكني لن أخاطر بتناول هذا
👤1 : مهلا انتظر!
👤2 : ماذا هناك؟
👤1 : هناك رائحة.... رائحة أطفال
فريد 😱 :* كشف أمرنا!! *
👤2 : أنا أيضا... يمكنني شمها إنها بالقرب من هذه الجهة
فريد 😱 : * لا لا لا... مستحيل... عثروا علينا!! *
👤1 😈 : هيا!... أخرجوا أيها الصغار!! تعالوا لا تخافوا

تمسك فريد بشهاب بقوة و خوف، هؤلاء الناس ليسوا بشرا و لا ينوون خيرا بأي بشري خصوصا الأطفال إذا أمسكوا فريد و شهاب قد يؤذونهما و يأكلونهما تماما كما فعل أحدهم مع طفل رضيع و كان فريد يشاهد بأم عينيه كيف صار البشر يأكلون لحوم بعضهم البعض من أجل النجاة في هذه البيئة المرعبة، اقترب الرجل الضخم المخيف نحو المنضدة التي كان يختبئ تحتها الصبيان خاف فريد أكثر فقرر أن يقوم مخاطرة و هي أن يسحب السكين و يدقها في رقبة الرجل، ظل ينتظر اللحظة المناسبة و أفلت يد شهاب ببطء ليتجهز للقفز على العملاق الذي خلفه إلى أن....
👤3 : أنتما!! ما الذي أخركما؟!!
👤1 : هناك أطفال هنا!
👤2 : أجل هناك أطفال في هذا المكان
👤1 : آه انتظر... لا.... مجرد مسحوق
👤2 : إذا بودرة الأطفال من كانت تصدر تلك الرائحة.... أجل هاهي على المنضدة
👤3 : تحركا!! أنتما تضيعان وقت الزعيم!! هيا حصلنا على ما نحتاج لنرحل من هنا

حبس فريد أنفاسه و ظل هكذا إلى أن تأكد من ابتعاد العصابة عن المحل أخذ ينتظر و يسمع في صمت الدراجات النارية و صوتها ينخفض تدريجيا إلى أن تلاشى... استجمع فريد شجاعته و قرر أن يتفقد الوضع فألقى نظرة صغيرة حول المكان و بعدها تنهد بكل راحة و نظر إلى شهاب
فريد 😞 :هووفف!.. نجونا بأعجوبة! كان على وشك رؤيتنا
شهاب : .....
فريد 😞 : * سحقا الطعام الذي كان في العراء كله فسد... أتمنى أن يكون الطعام المعلب صالحا للأكل.... *
لم يكن أمام فريد خيار آخر سوى أن يخاطر لذا قرر أن يفتح أحد علب الطعام و أن يأكل منها قبل أن يعطيها لشهاب، جلس فريد و انتظر أن يحدث أي شيء أو أن تظهر أعراض جانبية عليه مرت 15 دقيقة.... 30... ساعة.... ساعة و نصف... و لم يحدث شيء لم يتقيأ و لم يصب بتوعك و لا آلام، شعر فريد بالإرتياح و أخذ كل ما تبقى من الطعام المعلب في حقيبته و حمل بيده علبة ليطعم بها شهاب و ما إن استدار حتى وجد الفتى أزرق الشعر نائما وسط حطام المتجر، لم يرغب فريد في إيقاظه فحمله على ظهره و انطلق ليبحث عن مكان آمن ليمكثا فيه قبل غروب الشمس

بعد ساعة تقريبا توقف فريد يحدق في الأفق فرأى منزلا وسط الصحراء القاحلة، أخيرا مكان آمن للبقاء فيه هذه الليلة أسرع فريد من وتيرة سيره كي يصل بسرعة دون أن يوقظ الفتى النائم على ظهره.... بعد مدة وصل فريد أخيرا كان يبدو المنزل كاملا من بعيد و لكن بالنظر إليه الآن لم يبق الإنفجار إلا على الحمام و المطبخ و نصف أريكة فوضع شهاب فوقها و راح يبحث عن أي شيء يصلح للأكل لكن للأسف المطبخ فارغ لا شيء فيه سوى الأدوات و الصمت المرعب لكن هذا لم يكن سوى الهدوء قبل العاصفة
فريد 😧 : ما هذا؟!!
👤 😈 : عجبا عجبا انظر من هنا!! هل أنتما تائهان أيها الصغيران؟!

تجمد فريد من الخوف بمجرد رؤيته للرجل الضخم يحمل خنجرا عملاقا يريد أن يقطعه به، نسي فريد أنه عليه دائما أن يفتش أي مكان قبل المكوث فيه و إلا سيحدث هذا..... ركض فريد نحو شهاب و حاول حمايته لكن الرجل أمسك به قبل ذلك و رماه بعيدا و اقترب من الفتى الآخر.... استيقظ شهاب مفزوعا و رآى أمامه ذلك الوحش المخيف، حاول الرجل المجنون قتله لكنه نزح إلى زاوية أخرى فقام الرجل بحمل الأريكة و رميها عليه و من حسن حظ شهاب تمكن من تفاديها تقدم الرجل إلى الفتى العاجز و لكن فجأة قفز فريد من الخلف و أمسك برقبته و بقي الرجل يلوح كالمجنون لينزل فريد من ظهره لكن فريد قام بطعن الرجل في رقبته عدة طعنات و لم يتوقف إلى أن سقط ذلك الرجل و صار جثة هامدة ممزقة، نظر فريد إلى يديه اللتان كانتا ملطختين بالدم و كذلك ثيابه بالإضافة إلى أنه يشعر بالدماء في وجهه و فمه، انزلق السكين من يد فريد و استدار ليطمئن على شهاب فوجده فاقدا للوعي.... المسكين لم يتحمل رؤية ما حدث خصوصا أن ذلك يعيد لذاكرته مشاهد فظيعة شعر فريد بالألم تجاهه فقام بجرّ الجثة بعيدا ثم حمل شهاب و وضعه في حوض الإستحمام و استلقى بجانبه و نظر إلى الأعلى من خلال السقف المدمر نحو السماء ليرى السواد و الظلام فقط، الدخان الذي سببته الحرب يغطي كل شيء لكن بالرغم من كل هذا ما زال فريد يملك قليلا من الأمل بأن الأمور ستتحسن قريبا..... هل فعلا ستتحسن في هذا العالم الحقير؟

يتبع

بي باتل بيرست || قصة بعنوان : أنت و أنا❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن