الدموع مازالت تنهمر غير مصدقة حقيقة ما سمعت. لم أصدق و لن اصدق رغم أنني كنت على يقين أن هذا اليوم قادم لا محالة، لقد كانت مجرد مسألة وقت. لم يكن يربطنا شيئا من الأساس لكن مخيلتي اللعينة صنعت قصصاً لتخفي بها مرارة الواقع و تضفي حلاوة زائفة ترغمني على تذوقها.
نعم لم يكن يربطنا شيئا بالنسبة له ربما مجرد أداة ليحصل على ما يريد لكن بالنسبة لي كان كل شئ أملكه بعد أن فقدت كل ما أملك في هذا العالمأشعر أنني سأجن ليته لم يخبرني. كنت في فوضى اريد معرفة الحقيقة كما في نفس الوقت أريد أن ارفضها بكل ما أملك
أمسكت راسي في ألم أحاول أن اتماسك قدر المستطاع، سينفجر الآن سينفجر في أي لحظة.. وضعت يدي اليمنى على رأسي و يدي اليسرى على الجدار
كلما حاولت النطق بحرف واحد انهمرت دموعي و الغصة في صوتي تعرقلني. نضرت إليه نضرة الغيظ و الغضب مصحوبة بالخوف. و بعد أن توقفت اخيراً عن البكاء و قد جفت دموعي استجمعت كل قواي لتسأل ابلد سؤال
- روكي ارجوك هذه المرة فقط، أخبرني أنك تمزح أخبرني ... أنك تمزح انا لا اصدق ... هذا ابعد من أن يكون حقيقة... انت تمزح صحيح ؟
لم يجبني بل نضر الي نضرة الشفقة والرحمة كان لديه كلام كثير لكنه احتفظ به لنفسه.
نضر إلى السماء ثم تنهد فتح فمه ليقول شيئا لكنه اغلقه و قد تردد في الإفصاح عن ما يجول في خاطره كنت انتضر، انتضر بوحه بأي شيء يعكس ما رأيته و سمعته لا اريد ان اصدق، أريده أن يكذب علي رغم أن كلانا يعرف الحقيقة.
طال انتظاري و انا أشعر أن كل ما يجري الآن مجرد حلم بل كابوس بشع و ساستيقظ في أي لحظة
لا يمكن أن تكون حياتي منذ بداياتها إلى الآن مجرد كذبة رخيصة و مسرحية قد اتقن كل فرد فيها دوره و ما قد حصل الآن هو نزول الستائر معلنة نهاية العرض.
استدار خلفه و ترك ضهره عار أمامي
- يمكنك أن تفعل ما تريد الآن، إذا أردت قتلي فلن اعترض. لكن إياك أن تندم يوما.ضغطت بيدي و قد كنت ممسكاً شفرة الحلاقة، طعنة واحدة في ضهره كافية لتشفي غليلي و تهدأني و لو لثانية حتى استنشق بعض الهواء الذي قد غاب عن رئتي. لكن كان هناك شيء يمنعني شيء في قلبي يمنعني من إيذاءه و لو بكلمة و لو بتعبير وجه.
كنت أتساءل في تلك اللحظة هل يعتبرني مثل ما اعتبره هل يعتبرني أهله، صديقه، عالمه، كنزه، كل ما يملك. كنت اريد أن أسأله لكني لم املك الشجاعة الكافية فأنا لا أريد أن اصدم بالايجابة التي كانت واضحة وضوح الشمس.
قال و هو مغادر
- كما أنني لست آسفا على ما اقترفتهانهرت بالبكاء بعد أن غادر و قد جثيت على قدمي انادي بإسمه كالمجنون و ألعن تارة و اترجى تارة أخرى
أنت تقرأ
غرفة في الجحيم / Room In The Hell
Mystery / Thrillerليتني لم أعلم من انا. ليتني لم أعلم من أنت. ليتني لم ألتقك . ليتني ... ليتني ... لقد أصبحت ضائعا بين احزان الماضي و التاسف على الحاضر و خشية المستقبل قصة قصيرة يرويها بطلنا ريتشارد حينما تحول ماضيه و حاضره إلى كذبة تجرعها حياته بأكملها متوقفة مؤقتاً...