الفصل الثاني: اللقاء

74 4 0
                                    

-لازلت كما انت يا ريشارد لم يغيرك الزمن

نضر الي و قد انحنى رأسي في خجل و عار لم استطع النضر في عينيه، فكلما نضرت إليهما شعرت أنهما يستجوبان روحي دون علمي و يعلم أمورا عني لم اكن أحيط بها علما. ربما اكتسب هذه الخبرة من خلال مجاله في علم النفس و ربما مجرد هبة من الإله اكتسبها بالفطرة

- لقد تركتك لمدة شهرين لوحدك ضانا انك قد تتغير للأفضل و تصبح مسؤولا عن أفعالك أكثر و لكن...

اخذ بطاقة الحانة يتفحصها بانامله. فنطقت و عيني لم تفارقا أرضية البيت

- انا اسف اخي

اقترب مني أكثر يتحسس ملابسي و كأنه والدتي

-لازلت ترتدي نفس الاثواب الخفيفة في هذا الطقس ما الذي صنعته بالمال الذي أرسلته لك ؟

اكتفيت بالصمت و النضر إلى قدمي

رفع رأسي لانضر إليه مباشرةً فهو يعلم جيداً أن الفم يجيد الكذب لكن العيون تفضح السرايا و تقول الحقيقة

-هل كنت تلهو في الارجاء ؟ هل هناك أمور تقوم بها خفية عني؟

-انت تعلم يا سيدي أنني لن أجرأ على أن اخفي عنك أمرا، روكي انا ممتن لأنك ...

تغيرت نضراته إلى أخرى منزعجة فتوقفت في وسط كلامي اتحقق مم نطقت به بينما عاد إلى مكانه و التزم الصمت العقابي مرة أخرى

- انا اسف كانت مجرد زلة لسان لن أكررها

-لا تهتم، لكن تأكد من ما تتفوه به في المرة القادمة، فالكلمات التي تنزلق دون وعينا نعاقب عليها أيضا، لكن مع ذلك فأنا ألتمس لك العذر فلا قدرة لنا على التحكم في اللاوعي

- حاضر ساتاكد من مناداتك اخي المرة القادمة

تنهد ثم مسح تلك العبوسة عن محياه و ابتسم بتكلف

- ليس و كأننا نبدو أخوين على كل حال فنحن بعيدين كل البعد عن أن نكون شقيقين لكن إن سألك أحدهم قل له أننا أخوين من نفس الأم أو أي كذبة أخرى فأنا متيقن انك ستجيد تزيين الكذبة كما اعتدت القيام به

كل ما بدأنا هذا الحوار أتذكر أننا لسنا شقيقين و اتمعن جيداً كل مرة و كأنها المرة الأولى أن لاشيء يربطنا من الخارج أو الداخل. فأنا اشقر على عكسه، هو يمتلك عينين سوداوتين و حادتين بينما عيني زرقاء و واسعة، بنيتي الجسدية هزيلة بينما هو يمتلك عضلات قوية ربما يرجع الفضل لأصوله الآسيوية بينما انا اوروبي محض، لديه إرادة قوية و عزيمة صلبة بينما في المقابل تجدني انا لا اكترث لهذه الحياة و لا يهمني سوى العيش براحة دون أن أحمل أي مسؤولية

غرفة في الجحيم / Room In The Hell حيث تعيش القصص. اكتشف الآن