الفصل الخامس : اختفاء سارة

54 4 4
                                    

نضرت إليه من مكاني على الكنبة لقد مضت خمس سنوات لا بل تسع لا أتذكر عدد السنين التي مرت و نحن على نفس الحال. منذ أن كنت خادمه إلى أن أصبحت أخاه بعد وفاة والدي و الإنتقال للعيش معه تحت سقف واحد و انا أجلس هنا ليوبخني على ما قمت به و ما لم اقم به أراد أن يصنع مني نسخة مثالياً منه لكنني لست روكي و لن أكون يوما روكي

ضربت أشعة شمس الضحى في عيني مباشرة تخللت عبر ستار النافذة لقد كانت حارقة بالنسبة لشمس شهر ديسمبر فشعرت و كأنني عشت هذه اللحظة من قبل ... ااه لقد تذكرت قبل تسع سنوات كنت صغيرا انتضره في مثل هذا البهو في بيته الريفي القديم ليخرج من غرفته فأدخل انا و والدتي لتنضيفها جلسنا بنفس هذه الطريقة بعد أن وبخت والدته أمي عندما لم تجد خاتم الزواج و ضنت أن والدتي قد سرقته. كنا ننتضرهم خارجاً عند البهو و كانتا تتشاجران داخل الغرفة سمعنا كل حديثهم حينها لكنني لما رفعت رأسي وجدته يبتسم لي و كأنه يقول لي لا تقلق الذنب ليس ذنبك

ربما فعلا سرقته والدتي لقد كانت أمي غريبة تقوم بما تريد دون أن تفكر كانت تحسب جميع الأشياء تخصها، ربما لهذا السبب كان أبي سريع الغضب و متقلب المزاج. . . . لقد تغيرنا نحن لكن ضل كل شيء كما هو. مهما كبرنا و مهما تغيرت نضرتتا للحياة و مهما تجرعنا من قساوتها يضل البيت نفسه، نعيش تحت نفس السماء و نستنشق نفس الهواء. . . .هل يا ترى لو تغيرت السماء و سافرنا إلى مكان آخر هل سنغير شيء في حياتنا

شعرت و كأنني غصت في ذكريات الماضي لفترة طويلة نضرت إليه لقد كان يتصفح أوراق الجريدة لا أدري لما أصبح مولعا بالجرائد أكثر من السابق يقرأها كل حين. ألقيت نضرة خاطفة على العنوان الأحمر العريض: طلاق مغني الراب باراك بعد زواج دام سنة واحدة
استجمعت قواي و تشجعت أخيرا أن أفتح موضوعا لأدافع به عن نفسي قبل أن تسوء الأوضاع لكن الكلمات ابت أن تخرج . . . أردت أن أخبره أن من الطبيعي أن أذهب إلى الحانة بين الحين والآخر ما الخطأ في هذا انا الآن بالغ. . . . لماذا يحب دائما أن يتصرف كالملاك أن يكون فضيلا في كل شيء. خرجت أخيراً تلاثة كلمات

- كان صوتها لطيفاً

رفع رأسه و نضر إلي يحاول أن يفهم ما انبس به فاكملت

- غنت بالأمس بلغتها الأم. . . . انا لا اجيد اللاتينية لكن أجزم أنها غنت عن آلامها فبدى صوتها لطيفاً و خرجت الكلمات من أعماقها

- كيف تجزم و أنت لم تفهم كلمة

- استطيع ان أشعر بها

عاد لقراءة الجريدة و بدى عليه الملل و بعض الراحة ربما وجد الخبر الذي أراده و ربما لم يجد خبرا كان يبحث عنه
- انسى الأمس. . . . أين تمضي وقتك بعد أن تركت الجامعة

لم أرد أن انبس ببنت شفة لكن إن لم اجبه سيغضب أكثر، فموضوع الدراسة حساس بالنسبة له.
أردت أن آتي بكذبة أخرى لكنني سأجعل الوضع اسوء فبقي خيار الحقيقة و في طيات نفسي كنت أكره هذا الخيار أحب أن أكذب و أكذب حتى أجد مخرجا و حمدا لله على ذاكرتي القوية فأنا لا انسى كذباتي لكن هذه المرة قررت مصارحته
- اعمل مع شركة بناء و أحيانا ابيع الصحف والمجلات عند محطة القطار

غرفة في الجحيم / Room In The Hell حيث تعيش القصص. اكتشف الآن