غرفة في الجحيم / Room In The Hell

الفصل الرابع: الحانة

منذ الحادثتان اللتان هزتا العاصمة بأكملها و أصبح الجميع خائفا آخذا حذره خصوصاً الفتيات  فلم تسنح لي الفرصة لرؤية سارة إلا عندما تناديها والدتها ليخرجا معا لقضاء حوائجهما

كان اليوم الخميس و العرض المميز في حانة القطط البيضاء يبدأ في الثامنة ليلا لذلك كنت افكر كيف سأذهب في الموعد دون أن يعلم اخي بالأمر

لا أريد أن أرى تلك النضرات أو التعابير مرة أخرى فأنا لا أكاد اتحملها

طلب مني إيداع رسالة في تلك البناية مرة أخرى و كلما فكرت في الذهاب الى هناك أتذكر كارين و ترثرتها التي تنتضرني 

ذهبت مسرعاً إليها عند الخامسة فوجدتها مستعدة للمغادرة ناولتها الطرد و عدت في عجلة من أمري لا اريد ان افوت حضور النجمة لليلة

بعد انتهاء الحفل وفي وسط صخب الحانة جلست المغنية قرب النادل و كأنها تعرفه لفترة طويلة من الزمن تبادلا أطراف الحديث برموز سرية بينهم غير آبهين لجلوسي بقربهم و كأنهم متأكدين أنني لن افهم شيئا و إن علمت مغزى حديثهم و قد كانو صائبين كانو يتحدثون عن عمال ثم عن بعض الأمور السياسية و في الأخير تحدثا عن الجريمتان التي حدثتا مؤخرا

حتى سمعت إسما أعرفه جيدا فبدأت بالإنصات لقد تحدثو عن كارين أجل كارين سليانو ربما كانت هناك فتاة أخرى تحمل نفس الاسم و اللقب لكن يبقى وجود احتمال انها نفس الشخص وارد. فاسترقت السمع لحديثهم أكثر

-كلنا نتمنى، نتمنى صنع عالمنا الخاص، نتمنى خروجنا من هذا الواقع المر لكن لا نستطيع لذلك فالاستسلام قبل المحاولة مربح أكثر من محاولة ستبوء بالفشل

لاعبت المغنية شعرها الأسود و حركت كأس النبيذ قبل أن ترتشف منه
-لقد قمت بمغالطة كبيرة فلسنا لا نستطيع أن نغير عالمنا بل لا نعرف كيف و متى، عندما يأتي الوقت المناسب و تجد الوسيلة المناسبة سيكون كل شيء بخير و ستستطيع أن تبنيه

-لا لن تستطيع أن تبني عالماً لوحدك بقناعتك الخاصة و جميع العالم ضدك، مهما كنت قويا إذا احاطك مجموعة من الوحوش ستخسر حتى الجاموس عندما تجتمع عليه الضباع يخسر و هو اقواهم

-ربما قد يخسر و ربما قد يفوز و إذا خسر و مات كان موته ذو قيمة و بعزة أما الضباع فستبقى ضباعا و إن فازت. و الفرق بينك و بين الجاموس انك انسان و كما قلت سابقا ستحلل ما يجري حولك لتنتقي الفرصة الملائمة و الوقت المناسب لتغير ما تريده و إن كان الجاموس يقاتل كل الضباع دفعة واحدة فهذا خطأه و غباءه يكلفه حياته. فالافضل له أن يطيحهم واحدا تلو الآخر

نضر إليها باستصغار و غلض صوته ليهيمن على المحادثة
-لكن تبقى انتي اصغر من العالم هناك الكثيرون ضدك حتى لو كنت مع جماعة عليك أن تمتلك قوة كبيرة للمواجهة

-إذا كنت تعلم انك على صواب فلا يهم من تقاتل ضدهم عليك السعي قدما و لا تنضر خلفك أبدا و بعد أن تصل للقمة اصلح الخلل الذي بقي بمحي ما تبقى من الضباع كي لا تعاد الكرة.

-ربما بالنسبة لك الأمر كذالك لكن كيف للنظام أن يكون خاطئا كيف للجميع أن يتبع نضاما خاطئا بينما أنت الوحيد الذي تمتلك الإجابة و الحل ربما لأنك متيقنة انك الوحيدة الصائب هنا، لكن الجميع محق كل بطريقته

-هذا ببساطة لأنني أرى العالم ابيض و اسود بينما تراه انت رمادي. مهما حاول الأسود أن يصبح ابيض سيضل أسودا و عندما سيحاول أن يتصنع البيوضة سيصبح لونه رمادي منافق يخبأ أسفله حقيقته السوداء. عندما حكم الضالمون العالم ضن الجميع و منهم الصالحون أن الضلم هو العدل.

بعد محاولات باءت في الفشل في فهم مغزى الحديث غادرت الحانة بصمت و أنا انضر بين قدمي فبدى لي حذاءه الجلدي

- أخي أنت هنا ؟

- ما الذي تفعله هنا ؟

- أوه حسنا

- اجب

نضرت خلفي فوجدت كل من المغنية و الرجل جوارها ينضران إلينا و كأنهما أرادا قول شيء و تراجعا في آخر لحظة

- آتي إلى هنا بين الحين والآخر لأخفف....

- لتخفف ماذا ؟ أنت لا تنتمي لهذا المكان

جرني من معصمي و أخذني إلى البيت لم استطع ان أعترض