00:03

107 11 4
                                    

نسيمة

السماء تزينت بألوان ساحرة كأنها لوحة فنية وأشعة الشمس الذهبية تنزل منعكسة على زجاج السيارة و نسمات رياح الغروب خفيفة تلمس القلب كأنها تجلب السعادة أو فقط ما زلت في نشوة سعادة اليوم الذي هو على وشك الانتهاء لكن ذكرياته سترافقني للأبد...

أغمضت عيناي أريح رأسي على الكرسي أستمتع بالجو ذاكرتي تأخذني إلى اللحظة التي عرفت فيها أن كاتبتي المفضلة "رماد" ستقوم بحفل لقاء معجبين يوم عيد ميلادها...

كنا مجتمعين كالعادة مع عائلتي بعد يوم طويل في الخارج كل فرد يروي ما مرّ عليه في يومه و التلفاز يدوي وحده بصوت منخفض...قمت لأحضر المزيد من المكسرات من المطبخ وانا أجهز الصحن سمعت أمي تهتف لي "تعالي أليست هذه الكاتبة التي تتابعين كل أعمالها إنها على شاشة التلفاز" رجعت بسرعة من المطبخ اترك ورائي الصحن متحمسة لأرى الخبر فبعد النجاح الذي حققته صارت تقوم بالعديد من المقابلات...

لكن حتما لم أتوقع أن الخبر المذاع هو إعلان عن حفل لقاء المعجبين صرخت بحماس و بعدها بسرعة قمت برفع صوت التلفاز و ألوح بحركات عشوائية بيدي محاولة إسكات عائلتي...

اقتربت أكثر من التلفاز أركز على كلام المذيعة التي أعلنت أن الاختيار سيكون بطريقة مميزة عن طريق إرسال دعوة عبر الايميل لمن تم اختياره رجعت أصرخ من جديد بحماس أكثر فهذا يعني أنه عندي فرصة لمقابلتها..

إلى أن سمعت صوت أخي الذي حطم أحلامي و هو يقول "هدئي من حماسك إنه فقط إعلان و لم يتم اختيارك" ليضيف أخي الأكبر "وكلنا نعلم لست فتاة محظوظة لدرجة أن يتم اختيارك بين الآلاف" حسنا هذا حقا أثر بي معهم حق هدأت فجأة و رجعت لمكاني فحضنتني أمي من الجانب و بابتسامة أخبرت اخوتي التزام الصمت فلا أحد يعرف ما سيحدث و ربما أكون من المعجبين المحظوظين...

بعد إنهاء جلستنا و دخولي لغرفتي لأنام سمعت إشعار من هاتفي قلبي دقّ بحماس فمنذ رؤيتي للخبر و أنا أقفز كلما أسمع إشعار هاتفي حاولت تهدئة نفسي فيمكن أنه مجرد إشعار من مجموعات الكروز لكنه كان حقا إشعار من الايميل..

قلبي زادت دقاته و أحسست بالحرارة تصعد معي و راحة يداي تتعرق فتحت الرسالة وأنا كلّي أرتجف أتمنى أن تكون الرسالة المنتظرة قرأت بعشوائية كلمات متقطعة يشرفنا..الكاتبة نور...لقاء معجبين صرخت و وقفت بمكاني ثم رجعت لاتأكد من الرسالة إنها حقا دعوة لحضور حفل المعجبين لم أستطع التفوه بأي شيء أعدتها مرة و مرتان إلى أن حفظت الكلام هاتفي سينفجر بالإشعارات من مجموعات الكروز يبدو أن الكل وصلهم ايميل الدعوة بنفس الوقت...

لم أستطع كبت حماسي أكثر خرجت من غرفتي أصرخ "لقد تمت دعوتي حظي أخيرا ابتسم لي..أخي سوف تأخذني رغما عنك" وبعدما أزعجت أهلي كفاية بالموضوع رجعت لسريري غير قادرة على إيقاف حركتي المفرطة بسبب الحماس ولم يجافيني النوم ليلتها...

رصاصات رمادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن