جنى
اغلقت باب غرفتي بقوه بعد ان دخلتها مسرعة أقفلت الباب وانا اتنفس بسرعة، اسحب شهيقا وازفره بهدوء محاولة تهدئة نفسي.
بدأت بالاتفاف حول الغرفه لتهدئه تنفسي كيلا ابكي ولكنِ فشلت ما ان سقطت دمعه خائنه على وجنتي، تلتها دمعت اخرى متساقطه.
لم استطع الاحتمال اكثر وبدأت ابكي بأرتجاف وانا اسير في الغرفة، التفت الى يميني فوجدت انعكاسي على المرآه، كان صمودي مزيف لذا انهرت امام نفسي في المرآه.
جلست على الارض وعبراتي تتساقط على وجهي بقوة تليها شهقات مختنقة عالقه بحنجرتي.
ولكن هنالك ثقل كبير يكمن في وسط حنجرتي يدعني ارفع رأسي الى ألاعلى في كل شهقه محاولة إدخال اكبر كم من الهواء الى رئتاي.
اجل لقد انهرت اليوم واخيرا بعد أشهر كثيرة من الصمود والضحك المزيف.
كان سبب انهياري واحد في كل مرة؛ علاماتي.
منذ أن كنت صغيره لم اضع في تفكيري انه يجب علي ان اجلب علامات مرتفعه ولكن امي كانت كذلك.
لم تكن تجبرني للحصول على علامات مرتفعة ولكنها كانت تريد أن تتفاخر بي امام اقاربي وأمام الجميع.
حتى في المرحلة المتوسطة لم اكن اعرف بأنه تتواجد مدرسة للاذكياء ولكن امي ارادت ان ادخل لها، لذا دخلت.
لم اكن يوما أبالي بشأن علاماتي ولكن لأجل امي اصبحت مهووسة بالعلامات المرتفعة.
في اول سنه لي في تلك المدرسة انصدمت! كل شيء كان غريب ومختلف وانا بمفردي.
حتى المواد العلمية كانت كلها بلغه أجهلها لم اكن اعرف من تلك اللغة سوى بعض القواعد التي تعلمتها في المرحلة الابتدائية.
ولكنِ صبرت لان امي أرادت ذلك.
كان الشيء الوحيد الذي يبقيني صامدة هو مكتبة المدرسة وتطبيق الروايات في هاتفي.
في اول سنتين لم اعاني كثيرا بسبب العبور ولكن في السنة الأخيرة في المتوسط كانت الصدمة.
لأول مره في حياتي اقابل كم كبير من الكتب بلغة مختلفة عن لغتي ويجب علي الحفظ لأستطيع الاجابة في الاختبارات.
كل شي كان غريب، المواد، المدرسات،الطلاب، الأصدقاء.
كل شيء كان يشعرني بالاختناق وينشر شعور عدم الثقة بداخلي.
أصوات كثيرة في رأسي تقول لي بأني لست مناسبة وإنني سأخيب ثقة والدتي بي، انا فاشلة لم اكمل بهذا الطريق، لما يتجاهلوني؟
لذا كنت في كل مرة أعود الى المنزل اتجه تلقائيا لهاتفي واتجه لتطبيق الروايات ابحث عن علاجي ؛الروايات.
أنت تقرأ
رصاصات رماد
Randomكُل روح مِن أرواحِنا حَلقَت بِحريَة في يَوم ما. بأجنِحة نسَجتها لنا رمادُنا بِأنامِل خيالِها. امتَلئ القلب بالحُب و التَقدير حتى لَم نستَطِع كَتمَه فَفاض و لطَخ عالمَنا بِخيوط زرقاء و رمادِية مشتَعلَة، تَركت أثَر كالبارودِ في عُروقِنا، تٌحَولنا إلى...