رجــلاً ...

24 1 0
                                    

هنـالكَ رجلًا أتعبتهُ السنين وقست عليه الظروفِ وغطى الشيبِ رأسهُ وصقلَ قلبهِ الحبِ بالعطـاء وعمل الـخيــر ، و رغــمِ تعبِ حالهِ لكــنهُ بقـى يسعى بالحيــاة جاهدًا لينال عيشًا هنيئًا مكرماً يستحقهُ ، هــذا الرجل هــو مثــالاً لكــلِ اباً فضـَل العيش بالحرمانِ وقسـاوةِ الشوارعِ وكلامِ الناسِ علـى بقـاء أولادهِ جياع والنوم فـي بيتًا باردًا يكسر الافئدة ، فضلَ إبقـاءِ ملابسـهُ مهتـرئة ورثـة لألباسِ أطفالهِ ملابسًا جديدة وعيش حـيـاة هنيئة ، مـع انحناءِ ظهرهِ لكــن كبريائهُ بقية شامخًا ولا يقبل آحــداً يعطف ويتصدق عليه ولو بالقليل ، رغــمِ الحرمان لكــن الخـوف مـن معصية اللـه لـم يمت بداخلهِ بل بقي يزداد ، يفضـل عيشِ المـر وخوض الصعاب علـى ان يرى نظرة الأسى بعين الناس ، رغــمِ ظهور التعبِ علـى ملامحِ وجههُ وقساوة الحيــاة علـى هيكلهُ الضعيف لِبيان سعيهُ الطويل الأمدِ ، لكــنهُ لـم يحبط أبــداً ، لـم يجعـل الحيــاة تنتصر عليه وأخذَ بأشعال وميض الأمل والفرحِ بداخلهِ ولم يكتفي بذلك بل أصبح ينشـر السعادة علـى كـل مـن يقابلهُ علـى شكلِ ورودًا تبهج القلب ،

- سـُــرى

كتابات / شجنـي ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن