العَرش

33 6 54
                                    

____________________________________
"1868 الثَالِث والعِشرِون مِن مَارس قبل الفجر"

حَرَك نَسيمٌ عَليل اطَرَاف شَعَري مُصَاحِباً رَائِحة نَهَايات الشِتَاء الرَطِبة

إستَقَرت قَدَماي أمَام مَدخلٍ عِملاق رُصِع بَابُه بِجَواهِر لَمِعَت في الظَلام الدَامِس مُعطِيةً جَواً مُهِيباً
فُتِحَ البَاب مُصدِراً صَوتاً عَالياً

سِرتُ في وَسَط القَاعة المُظلِمة أضَع بَصَري على الجَالِس في نِهَاية القَاعة على كُرسيٍ ذَهَبي

احسَسَتُ بِعِظَامي تَرتَجفُ بَردَاً مَع ولوج صَوتُه الجَاف أُذُنَيّ

"آيرس. لِما انتِ هُنا بِهَذا النَوع مِن الثِياب؟"


أكمَلتُ سَيري بإتِجَاهِه مُتَجَاهِلةً إياه حَتي وَقفتُ أمَامه لأُقَدِم تَحيتَي وارفَعَ عَيني لأضَعَها في عَينيه الخَالِية مِنَ الحَياة "إعذِر زِيَارتي المُفَاجئة جَلالتَك انا هُنا لأخذِ شَيءٌ يَخُصُني"

إستَقَام مُتَوجِهاً نَحوي بِخُطُوات بَطِيئة قَائلاً "إبنَتي العَزيزة آيرس. هَل لِهَذا انتِ هُنا؟ كَيفَ خَدعتي مامون ليَدعَكِ تَعيشين حَتَى الآن أساساً؟"

إرتَجَف قَلبي بَينَما إلتَقت عَيني بِيعَنَاه. ورُغم الظَلام الدَامس الذي سَاد القَاعة كَانَت عَينَاه اكثَر ظُلمةً كَجُثةً تَم تَلبُسُها

وَضعتُ قِنَاعي وبَدأتُ اللُعبة وقَبلَ أن تَنبُس شَفتَاي بكَلِمة قَال إدوارد "انتِ لا تَفهَمين وَضعَكِ آيرِس. انا لستُ شَخصاً عَادياً ولم أكُن لأكونَ المَلك مِن فَراغ"
إستَقامَ خاطِياً بِبُطئٍ نَحوي يُكمِل "انتِ فتَاتي الصَغيرة. حَتى وان لَم اكُن والدَكِ الحَقيقي. انا مَن قَرأ لكِ القِصص قَبل النَوم في صِغرِك. انا من اطعَمَك بينَما جَلستِ في حِضنِه. انا مَن حَماكِ مِن قَسوة العَالم. هَل فَعلت اوريانا لكِ اياً مِن ذلِك؟ هَل هي حَقاً بِصفكِ أساساً؟"

اكمَل اثنَاء وَضعه لشَعري خَلفَ أُذني "هَل انا عَدوكِ الحَقيقي؟ آيرِس."

وَقفتُ مُتحَجِرةً في مَكَاني لدَقائِق انظُر في عَينَيه التَي بَدَت كبِئرٍ عَميق جَفَ مُنذ دَهر، كَلامُه... قَد يَكون صَحيحًا، بالتَالي انا لا أعرِف حَقاً اياً مِمَن يَدعون دَعمي. هَل يَجِب ان اثِق باشخَاص مِثلِهم بِكُل حَال؟أيًا كَان، الآن ليسَ بوقتُ الشَك.

ستَاورّوس / Staurusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن