دلف إلى منزله بوجه معالمه تنم عن الضياع لا يصدق أنه بعد أن عاش حياته كلها يهرب من المشاكل والوقوع في أي مأزق.. أتاه المأزق إلى حيث هو!
أغلق عاصم باب شقته خلفه يتأكد أن محكم الغلق ثم تقدم يبتلع لعابه الجاف ليجد ابنه الذي لم يكمل عامه الثالث بعد ياسين يتقدم نحوه ببراءة ليجاهد عاصم على الابتسام ورفعه ليحمله.. ابتسم ياسين يقول بصوته الطفولي: دادا.. دادا جه
فابتسم عاصم تكاد عيناه تدمعان ليحتضنه يشد على احتضانه وكأنه يحرص على إدخاله بين ضلوعه يقبل وجنته.. أتاه صوت آخر كان ناعمًا ولكنه فزع يصيح: حاسب يا عاصم هتخنق الولد!
أخذت راندا الطفل من عاصم تمسد على ظهره تسأله بنبرة منزعجة: كنت فين لحد دلوقتي
فرد عاصم مرتبكًا: كنت في الشغل.. أنتو اي اللي مصحيكم بدري كدة.. دة الساعة لسة مجتش 7 الصبح
فقالت راندا بضيق: كويس إنك عارف إننا 7 الصبح.. يعني الناس لسة بتصحي وتروح الشغل مش بترجع منه.. ممكن تفهمني شغل اي دة اللي لحد دلوقتي يا عاصم
فتقدم عاصم يقبل رأسها مربتًا على كتفها يقول بإرهاق: هفهمك كل حاجة بس أنا محتاج أرتاح شوية.. ممكن ننام
طالعت راندا إنهاكه متنهدة تردف بلامبالاة: مش فارقة.. ادخل نام.. أنا عندي شغل وهخلي ياسين عند ندى
فأمسك عاصم يدها قبل أن تذهب يقول راجيًا بعينيه: خليكي معايا النهاردةرفعت راندا حاجبها متعجبة تنظر ليده التي تمسك بكفها مردفة بسخرية: أنا لما طلبت منك نفس الطلب استخسرته فيا.. وكنت محتاجالك جنبي.. سيبني يا عاصم مش عايزة أفتح في القديم ع الصبح
زاد عاصم من مسكته على ذراعها يقول راجيًا: خليكي أنت أجدع مني.. عشان خاطري يا راندا متنزليش
زفرت راندا بضيق تزيح يده عنها مردفة: خش نام يا عاصم وبلاش شغل العيال دة
التفتت ذاهبة وعلى وجهها الضيق ولكن منعها من الرحيل صوت الارتطام القوي والذي اتضح أنه عاصم الذي سقط لتحتضنه الأرض
هرعت راندا تصرخ فزعة: عاصم!
ليختلط صوتها بسيل الذكريات الذي غزا عقله
Flash Back 29 days ago.
_عاصم.. عاصم قوم يا حبيبي صباح الخير الساعة 8 هتتأخر ع الشغلفتح عاصم عينيه على صوت زوجته وصراخ طفله الباكي والمنبه ليقول ولا زال صوته ناعسًا: صباح الخير يا حبيبتي
نهض عاصم إلى الحمام ثم خرج يضع المنشفة على السرير لتقول راندا بضيق: ميت مرة أقولك علق الفوطة ورا الباب عشان متبلش السرير.. وبعدين اي دة!
أشارت إلى بنطاله ذي القدم المرفوعة إلى ركبته والأخرى المفرودة ليعدلها عاصم وتقول هي منزعجة: مش ممكن يا عاصم العشوائية دي بجد
أنت تقرأ
الآجندة| اصنع أثرك ♡ «مكتملة»
De Todoمن بين كل الصدف اللي ممكن أقابلها في حياتي أنا فتحت الآجندة على تاريخ وفاتي