الحدوتة الثّامنة.♡

38 3 2
                                    

-لا تُفلتي يَدِي أبدًا،
تمسّكي بيدّي للنهايةِ،
وأنا سأُصلِح كُلَّ ما يُخربه
العالم."

-عمرو الوَكيل.
مُراهق آل الوَكيل الأفعواني.♡
_________

استند بمرفقيه على سور سطح البناية التي يقطنها جمع آل الوكيل، وهو يُمرر يده بين خُصلات شعره السوداء وبنظره كان يُطالع الأجواء من حوله.
حَيٌّ هادئ، البِنايات متناسقة ومتراصة بجانب بعضها يفصلها ممرات، والأهم من ذلك لا يرى وجودًا للتكدسات السُكانية التي تُصيبه بالصُداع.

قطع وصلة تحليله اقتراب عِدة خطواتٍ منه وصوت أنفاس مهدورة تلهث وهي تهتف.

_قاطع نفسي وراك في كُل مكان كدا، مفيش مرة نتقابل زي الناس العادية بدل مرمطة السلالم دي!

تتذمر للمرة الألف كالعادة،
إنها "نَورز عادل" فتاة في سنتها الأخيرة للمرحلة الثانوية، تمامًا في مثل سنته، ما يُفرقهما هو أنه يكبرها بعِدة أشهر فقط.

ابتسم، والتفت نحوها ليجدها تشُد من جانبّي الغطاء الصوفي حول وجهها وبيدها الأخرى تُمسك كوب شاي ساخن؛ لتتقدم منه تضع الكوب على حافة السور وأتبعت ذلك بقولها.

_بمُناسبة قطع النفس وكدا، جيتلك وفـ إيدي شُغلانة من نوعك المُفضّل.

اتسعت ابتسامته في تلك اللحظة وتبعها بقهقاتٍ حتى قطعها صوت أخيه "يوسف" آتيًا من الشُرفة التي بالأسفل.

-إنزل ذاكرلك كلمتين يا بايظ، "نَورز" هتعلّم عليك دي دحيحة احذر منها!

قلّبت الأخرى عينيها بضجرٍ مما تسمعه دائمًا منهم في كُل مرة يراها أحد أبناء الوكيل تقف مع أصغر فرد لديهم

_مش مُتفاجئة خلاص اتعودت، بقت عادة من يوم ما عرفتك والله.

لم يُجب أخاه، بل التفت ناحيتها سائلًا ويده جذبت الكوب منها يرتشف منه.

-خير، سمعيني الجديد.

_أبدًا يا هندسة، في بِت واقعة تحت ضرس عيّل فرفور هكرلها فونها وبيهددها بصور عليه.

امتعض وجهه لثانيتين قبل أن يهتف.

-الشاي بتاعك سُكر زيادة ليه!!
طالب منها كام الواد دا

سحبت منه الكوب هذه المرة تتذوق قبل أن تُبعد الكوب عنها بملامح مُنكمشة كأنه لفت نظرها.

_بيقولها عايز 10 آلاف جنيه.
-لا دا احنا نبعتلُه 10 آلاف عفريت يجننوه.

ثم اتبع قوله بابتسامة رزينة، هادئة، لطيفة جدًا لا تتناسب سوى مع وجهٍ كوجه "عمرو الوكيل" الطفولي وأكمل.
-الباقي، فين باقي الشُغلانة؟

حواديت عائلة الوكيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن