قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آْذاهَا فَقَدْ آذانِي)
مقتل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تأليف السيد ياسين الموسوي #يازهراء #عاشوراء_فاطمة #الَّليْالي_الفَاطِمِيَّـة💔😭
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
# مقتل فاطمة الزهراء (عليها السلام ) الحلقة : ١١ (يتبع ):
*فأين مريم ؟ *
وقد جاء في بعض رويات القوم أن الإستثناء لم ينصب على شخص مريم (عليها السلام )، وإنما تعلّق بما اختصت به وهي الحمل من غير رجل ، فروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال لفاطمة (عليها السلام ) : *« إنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران » *(١) ، يعني إلا ما كان من حمل مريم بنت عمران من غير بعل فإن ذلك مختص بها وحدها من دون نساء العالمين . * وللإنصاف فإن النظر البدوي لفهم الإصطفاء لمريم بنت عمران (عليها السلام )
الذي ورد في قوله تعالى : { وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ( ؟ ) ، قد ولد الاستفهام القائل :
*إذا كانت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله) سيدة نساء العالمين ، فأين مريم بنت عمران ؟ ولكن الإصطفاء على نساء العالمين هو غير السيادة على نساء العالمين ، فإنه يأتي مقام و منزلة دون السيادة وذلك لأن النفس الإصطفاء مراتب وليس هو بمرتبة واحدة ولذلك تكرر في الآية الكريمة ، ولو كان بمعنى ومرتبة واحدة لما تكرر ، ولاستحال تكرره في كلام الله المجيد لأنه غير فصيح ، ولا يمكن أن يكون شيئا من الفصيح في القرآن الكريم . قال الفخر الرازي في تفسيره : « ولا يجوز أن يكون الإصطفاء أولاً من الإصطفاء الثاني لما أن التصريح بالتكرير غير لائق » (٣). *
ولذلك فقد يصطفي أحد العالمين بشيء قد لا يكون عند من هو خير منه ولا تناقض في ذلك ؛ باعتبار أن الكمال مراتب متفاوتة فلربما كمال يمكن أن يتحقق عند من هو في مرتبة في الكمال ولكنه لا يمكنه أن يتحقق عند من هو في مرتبة أعلى من أصحاب الكمال لأنه يكون مناقضاً لمرتبته وذلك لأن ذلك الكمال الأدني يتناسب مع مرتبة الكمال الأدنى ولا يتناسب مع مرتبة الكمال الأعلى ، ومن ذلك قيل : حسنات الأبرار سيئات المقربين . وعليه فيمكن أن تكون مريم (عليها السلام)
قد اصطفيت بشيء لم يكن عند من هو خير منها بشرط أن لا يكون ذلك الشيء الذي اصطفيت به له مدخلية في كمال الأعلى ، وهذا واضح بالنسبة للحمل من غير أب فإنه لا مدخلية له بالكمال وإنما كان الحاجة إليه كمعجزة لنبوة عيسى (عليه السلام)ليس ألا ؛ وهذا هو ما قاله المفسرون عندما فسروا الإصطفاء الثاني بذلك ، قال الفخر الرازي في تفسيره : . . .
وأما الإصطفاء الثاني ، فالمراد أنه تعالى وهب لها عيسى ( عليه السلام ) من غير أب . . . » (١) . وقال الزمخشري في كشافه : « و واصطفاه آخراً وعلى نساء العالمين بأن وهب لك عيسى من غير أب ، ولم يكن ذلك لأحد من النساء . . .
وقال الطبرسي ( ره ) في مجمعه : « وقال أبو جعفر : معنى الآية اصطفاك من ذرية الأنبياء ، وطهرك من السفاح ، واصطفاك لولادة عيسى ( عليه السلام ) من غير فحل ، وخرج بهذا من أن يكون تكريراً إذ يكون الإصطفاء على مختلفين » (٣) . ولعله ( ره ) قد أخذه من قول الشيخ الطوسي في تبيانه حيث قال في تفسير الآية : « . . وإنما كرر لفظ اصطفاك لأن معنى الأول : اصطفاك بالتفريغ لعبادته بما الطف لك حتى انقطعتِ الى طاعته ، وصرت متوفرة على اتباع مرضاته . ومعنى الثاني : اصطفالِ بالإختيار لولادة نبيه عيسى (عليه السلام ) على قول الجبائي . وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : *اصطفاها أولاً من ذرية الأنبياء وطهرها من السفاح *.
والثاني : *اصطفاها لولادة عيسى(ع) من غير فحل . . . (١) .*
*** 📚المصدر / مقتل فاطمة الزهراء (عليها السلام) تأليف *السيد ياسين الموسوي . * (١) دلائل النبوة / البيهقي / ج 7 / ص 166 . وفي : كنز العمال / المتقي الهندي / ج 16 / ص ۲۷۱ / ح . 19 . وفي : ذخائر العقبي / المحب الطبري | ص . 4 . (۲) الآية ٤۲ من سورة آل عمران . (٣) مفاتيح الغيب / الفخر الرازي / ج ۸ | ص 45 - 46 . (١) مفاتيح الغيب / الفخر الرازي / ج ۸ / ص ٤٦. (٢) الكشاف / الزمخشري / ج ۱ / ص ۳٦۲ . (٣) مجمع البيان / الطبري / ج ٣/ ص ۷۷ . ( 1 ) التبيان في تفسير القرآن | الشيخ الطوسي / ج 2/ ص 456 - 457.
