_٢٠٢٣.١٠.١٠
_أتنفس بصوت مسموع بينما أراقب ما يحدث هنا، أعمار الماكثين هنا تتراوح بين الرابعة عشر إلى الرابعة و العشرون. المكان مقزز، مليء بالثلج المتسرب من الشق في السقف، و رائحة الدماء تطغى على رائحة العرق و الصدأ.
أطرافي متجمدة، بردًا و خوفًا. أنفاسي تجلطت داخل رئتي، و بدأت أشعر بجسدي يتخدر. ألقيت نظرة على كلٍ من نوبليكس و فونتين، الأول كان يمتلك ملامح حادة بينما يراقب المكان بكثب، بينما الأخيرة و رغم الملامح الهادئة التي تحاول صنعها إلا أنها ترتجف بقوة واضحة.
كان من يمر من أمامنا ينظر إلينا بأسى، أسى و شفقة على أننا سننظم إلى مجموعة الغير محظوظين الذين سينتهي بهم الأمر موتى في أي لحظة.
كلٌ كان في همه يسري، فمنهم من يصرخ طلبًا للماء، و منهم من ينام على الأرض متجمدًا من البرد، و هناك أيضًا جثث متعفنة في زوايا المكان..
«هل علينا البحث عن غرف؟» سأل نوبليكس بنبرة هادئة سببت لي قشعريرة أخرجتني من شرودي في المكان، نظرت له، أدرس ما قد يمكننا فعله هنا حتى يحين موعد التتويج.
«ليس لدينا خيار آخر، لكن لا اعتقد أن هناك المزيد من الغرف هنا.» نطقت أشير إلى مجموعة من المراهقين الذين ينامون على الأرض.
«سيتعين علينا تحمل النوم على الأرض لعدة ليالي.» أردفت بهدوء. و عندما إلتفت لرؤية رد فعلهما كانت فونتين قد سقطت على ركبتيها بملامح جزعة.
«كان علي قتل نفسي بدلا من المجيء إلى هنا.» وضعت كفيها على وجهها تغطيه بينما تمتم ببضع جمل غير مفهومة، و في كل مرة يزداد صوتها حدة و ألمًا.
لم يكن بيدنا شيء سوى الوقوف متسمرين في أماكننا، شخصان يحاولان التحمل و عدم الإنفجار و فتاة منهارة على الأرض تتحدث مع نفسها بطريقة مشبوهة، او إن صح التعبير فهي طريقة طبيعية لأي شخص قد يواجه موقفًا مثل هذا، فرد الفعل الوحيد المنطقي هو الجنون.
خطوت عدة خطوات إلى الأمام أتفقد المكان، الساحة الوسطى كانت كبيرة ممتدة إلى السقف، و هناك ثلاث طوابق لهذا المبنى إن استبعدنا الطابق الأرضي، و الغرف في كل طابق تتعدى العشرون غرفة ربما.
يوجد بيت خلاء واحد، يوجد على أحد الجوانب بعض الأحواض المليئة بالمياه الضحلة ذا اللون الداكن، و بما أن هناك ملابس مرمية بجانبها فعلى الأغلب هي مكان للغسيل.
مقزز.
إبتلعت ريقي أحاول عدم التقيؤ، أغمضت عيني قبل أن أستدير مجددًا عائدًا إلى نوبليكس و فونتين. لسبب ما أشعر أنهما تحت مسؤوليتي بما أننا قدمنا معًا.
«ما رأيكما في جولة حول الغرف؟ ربما نجد شيئًا مفيدًا أو مجموعة من الناس ليساعدونا؛ يبدو أن من يجلسون هنا غير متعاونون.» نظرت بطرف عيني إلى الأشخاص الذين يرمقوننا بنظرات حذرة بينما أتحدث.
![](https://img.wattpad.com/cover/332537758-288-k360799.jpg)
أنت تقرأ
قِرْمِزيّ الزِّنْجَفْر، كارمن || Carmine
Ficção Científicaحين يختفي القرص الذهبي وراء الأفق و تبدأ الأصوات بالعلو، هناك من يرتجف تحت سريره خوفًا، و هناك من يقف أمام الباب ينتظر مصيره بصدر رحب، أيهما أنت؟ [تحديث بطيء] - [رعب-دموي-خارق للطبيعة] تاريخ النشر: ٢٠٢٣/١/٢٢ تاريخ النشر الفعلي: ٢٠٢٣/٤/٢٧ ملاحظة: ...