ثمانية، الملك ليس هنا.

31 7 0
                                    

_
٢٠٢٤.١١.٥
_

إن كانت فيير تخطط فعلا للثورة، فهذا يعني أنها كرّست الأربع سنوات الماضية كلها في التخطيط، وهذا شي يجعلني أُكن لها احترامًا شديدًا للغاية.

«إذًا... الملك يخطط للثورة، أو على الأقل هذا ما يبدو عليه الأمر.» نطق نوبليكس متحسسًا الكلمات على الحائط، بدا وكأن عينيه قد لمعت، ولستُ أدري أكان ذلك حماسةً أم خوفًا أو ربما كلاهما.

«بالمناسبة، كيف كان الملك؟» سأل نوبليكس بينما يبتعد عن الحائط عائدًا إلى مكانه، لم يكن فضوليًا في الواقع، بل كان حذرًا يحاول دراسة محيطه.

«لم يكن ملكًا، بل ملكة.» أجبت.

«حسنًا... هذا مثير للاهتمام. يبدو أنهم لا يمتلكون ملكًا بعد كل شيء.» تمتم بينما يستلقي في فراشه محدقًا بالسقف، مستعدًا للنوم، أو للغرق في أفكاره.

  وبالمثل فعلتُ أنا، غرقت بأفكاري التي لا نهاية لها، أحاول ربط الكثير من النقاط التي جمعها عقلي في حزمة تحتاج لإعادة سياقتها.

لم تكن سوى ساعات قليلة منذ أن دخلنا لهذا المكان، لكن الأمر يبدو كدهرٍ من الوقت، لازلت لا استطيع استيعاب الأمر بشكلٍ جيد.

من وجهة نظر أخرى، يبدو الأمر كفيلم كوميدي سخيف، عن بشر أغبياء للغاية، تقودهم مخاوفهم نحو الهلاك، ذُكر في الكتب أن البشر هم أكثر المخلوقاتِ ذكاءً، يا للعار، لقد تخطى الأمر الغباء حتى.

ولستُ مستثنى من هذا الأمر، فأنا كذلك بذات الغباء، الجبن، والسخف الذي يتمتع به أفراد جنسي، وكم أشعر بالعار لذلك، مخلوقاتٍ ليست بحيواناتٍ أو بشر تقوم بخدعة بسيطة كهذه لنيل ما تريد.

كم سيكون من المخزي أن يُكتب هذا في تاريخنا، ما سيقرأه الجيل الذي بعدنا، عار، عارٌ كبير.

كم أتمنى لو علمت بهذا مسبقًا، لربما استطعت تغيير شيء بسيط في هذا المصير، لكن على من أكذب؟ لطالما كنتُ جبانًا فماذا سيتغير إثر معرفة هذه الحقيقة؟ حتى وان كانوا ضعفاء، فأنا واحد، وهم كثيرون.

فرقعتُ أصابع يدي بتوتر، بقلق، بعصبية، لم أعد أعرف ما قد يحصل في الثواني القادمة، الأمر يشبه لعبة حظ عشوائية، لا شيء ثابت في هذا المكان، يمكنك توقع أي شيء، أو لا شيء، وهذا يثير القلق فيّ.

كان نوبليكس يكافح النوم، إلا أنه متعب كفاية لدرجة استسلامه له، وبقيت أنا وحيدًا مستيقظًا في هذه الغرفة المظلمة رغم كون الشمس قد أشرقت بالفعل منذ مدة.

-

شارفت الشمس على الزوال، والنوم أبى أن يلُمَّ بي، أُرهِقت عيني في تتبع تشققات الحجارة القديمة المرصوصة فوق بعضها، وأُرهق عقلي في تفكيره المفرط طوال السبع ساعات الماضية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قِرْمِزيّ الزِّنْجَفْر، كارمن || Carmineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن