طلعت من دورة المياه وهي تحاول تتذكر وين اخر مره حطت جوالها، رفعت راسها وشافت عزّام واقف بعيد تقريبًا لكن شافته وعرفته ماتشوف ملامحه زين بسبب الظلمه لكن تقدر تميّز ملامحه رجعت خطواتها لدورة المياه ودخلت تسكر على نفسها وسمعت ضحكته المذهوَله سمعت خطوات الى ان وقف صوت الخطوات وسمعت صوته: إطلعي ياميار.
وقفّ نبضها وارتجف كل مافيها ومالحقت تستوعب. الا وهو فاتح ااباب يسحبها امامه: ميار اجل؟ ميار دربك صعب و إنتِ بـ آخر الدنيا وياللي صعب اني اتزوّجها طلعتي بنت عمي؟ بنت عبدالرحمن؟ مايردّني عنك شي؟ وتشوفين اني كيف متعذّب وشايل هم فوق متوني عشان ايش؟ عشان اللي احبها دربها صعب وصعب علي كل شي كل طريق يوديني يمّها صعب وعثَر ومزروع اشواك وحتى اسم ابوك ماكنتي تقولين ليش؟ عشان ابيّن لـ العزام ان دربي صعب! وكاذبه علي بـ أسمك؟ اصلًا إنتِ وش في شي ماكذبتي فيه!
نادين: عزّام
عزّام: يا كَم مره طريتي ببالي وقلت ماتحبّني! لكن اهاوش نفسي! اهاوش ذاتي ماتطرَي علي هالفكره! كيف هان عليك تشوفيني أُقتل الف مره من الهم!
نادين: والله مو نفس ما انت فاهم!
عزّام: اسكتي اسكتي! كارهَك
نادين كانت تشوف قهره من عيونه وتشوف كيف كل مازاد قهره يهزّها من ذراعها
عزّام: إجل اللي بالكوفي مو ميار؟ إنتِ! اجل اللي طلعت من الكوفي عشانها وسحبت على العيال وكل واحد يعاتبني بس طلعت عشانها! إنتِ! و وطيّت راسي ما اناظر ابن امه عشان مين؟ عشانك إنتِ! عشان ماتطيح عيني بعينك!
نزلت دموعها ودفها عزّام وطلع جوالها يحطها يمده لها لكن ما اخذته ورما على الارض يبتعد عنها يمشي وتاركها وراه مُنكسره.-
مشى وهو لو بيطيع قلبه توّجه لـ عمه عبدالرحمن وخطبها جلّس على الارض ماطاعته رجله يكمّل مشي قعد يفكر مره سجد لـ ربه عشان يسهّل دربها كم مره تصدق بنيّة تصير من نصيبه كم مره كان يجلس بالمسجد يدعي الى ان عرفه الأمام. كان محاوط ثغره بكفوفه يغرق بالتفكير حسّ بـ إحد يمشي وراه لكن ما اهتم ولا حتى اهتم مين يكون
نادين: إنت بس اسمعني والله الموضوع مو نفس اللي ببالك قسم.
عزّام: كم مره قلت لك قولي لي بنت مين إنتِ بجي اخطبك؟ كم مره قلت لك واحلف لك اني شاريك؟
نادين: كنت خايفه
عزّام لف انظاره لها: مني؟
نادين هزت راسها بالنفي تمسح دموعها بكف يدها: من كل شي بس مو منك
عزّام: كارهَك،
وقف عزّام يتوّجهه لـ الرجال-
كانت تراقبهم، وتسمع كلامهم
-
وتسمع كلامهم واعصابها ثارَت على نادين! كان كل الايام اللي فاتت تللحظ عم عزّام اللي مايقوله ولا يظهره ويخبيّه لك يظهر عليه من هواجيسه واصلًا هي كانت عارفه ان عزّام يحب وحده اسمها ميار لأن قد طاحت عينها على جوالها وشافت وقد مرت قدام غرفته وسمعت حديثه
وقفت قدام نادين ورفعت راسها نادين تشوف كنوز: ليش نادين؟
نادين: كنوز
كنوز: ليش معيشته بـ هّم؟ مالك عذر
نادين: مدري كنوز اسمعيني
كنوز: وش أسمعك؟ لا تقولين مدري إنتِ تعرفين وتشوفين كيف عزّام شايل هّم وتشوفين بعد ماتفرقتوا كيف انهدّ حيله وانهد حيل العائله كلها ولا حتى خطر ببالك انك تطمنين قلبه وتقولين انا نادين بنت عمك! إنتِ تحبينه؟
نادين هزت راسها بالايجاب ماتقدر تتكلم من الخنقه اللي تتوسط حنجرتها
كنوز: تكذبين! اللي يحب مايسوي سواتك ابدًا
نادين: كنوز اسمعيني
كنوز: ماتوّقعتك كذا! دايم اشوف اختلافك اذا جبنا طاري عزام بس ما افكر بالموضوع وان عزام يحبك و انتي تحبينه ليش؟ لان عزّام مغرم بـ ميار! طلعتي إنتِ ميار!
حطت نادين كفوفها على وجهها تُجهش بالبكاء
كنوز: ما بسامحك على القهر اللي بعزام والهمّ والحزن اللي نهش روحه!
