-
« لـيـله مُمطره »
تـيـجان جلست على الكرسي وبيدها كوب فيه مشروب دافي يناسِب برودة الجو، لفّت نظر عيونها الورده الذابـله وإبتسمت من تذكرت إنها ما اسقـتها ولا عادتها لـ الحياه، اخذت الورده تتأملها: صاحبك تركك ؟
لفت انظارها لـ الحوش تشوفه جالس بالارض وقطرات المطر تسقط عليه وكان يقرأ كتَاب: يعني مايوقفك شي ؟ حتى بالمطَر ؟
جاء بخاطرها تقوم له تروح له حتى لو مايسولفون بس تبي تكون عنده عقدت حواجبها تهاوش نفسها: وش قـلة الادب هذي تيجاني! عيب صراحه!
وقفت تاخذ سكارف وماقوَت تطلع من القرفه من كثر الخجل وجلست على الكنبه تغطي وجهها اللي تلّون باللون الاحمر وماتدري ليش! بس لانها فكرت انها بتجي جمبه وتقعد قريب منه، وقفت تيجان تحط السكارف على راسها وتمشي تشد على يدّها وعلى ساق الوَرده فتحت باب الحوَش تلمح ظهره وماحَس بمشيّها أبدًا والواضح انه غارق بالكتاب والقراءه لـف أنظاره ومن شافها نزل نظره لـ الورده وإبتسم يناظر الوَرده: تـوقعت.
تساؤولت هو وش توّقع ؟ معقوله توقع جيّتي ؟ انتبهت لـ انظاره على الوَرده وعرفت قصده انه توقع انها مابتعتني فيها تنهّدت تجلس وسكّر الكتاب
تيجان: لك سَاعه وإنت بنفس الصفحه
رفع حاجبه يبتسم يهز راسه بالنفي وتكلمت تثبت كلامها: ألا كنت أشوفك؟
طلعت منه ضحكه خفيفه يلف نظره لها: كنتي تـشوفيني ؟
تداركت نفسها: أقصد يوم جيتك الحين
توّاق رفع سبابته يأشر على شِباكها: تـكذبين كنتي تشوفيني من هنا.
شتت أنظارها تحس قلبها يرجف لانه يكشفها بطريقه هي تخافها وماتحبها أبدًا:وش تقرأ ؟
توّاق: كتاب يتكلم عن واضح كان يحارب الحياه لجل يحقق حلمِه بالاخير توّفى وهو لا عاش حياته ولا حقق حلمّه.
تيجان: اتمنى تتعلم من الكتاب
ضحك تـوّاق: يعني أصيّر ضعيف ؟
تيجان: لا لكن خلّ الحياه تمشي على كيفها مو لازم تعكسها وتخليها تمشي على مزاجك! بتخسِر وماراح تعيش حياتك
تـوّاق: يا تجي الحياه على كيفي وزي ما انا اشتهي يا مالي حاجه فيها
تيجان رفعت حاجبينها: يعني بتموت؟
تـواق: تبيني أموت ؟
توّقع الاجابه تكون إي لكن أنصدم من سكتت ترفع راسه لـ السماء من خفِت قطرات المطر
تيجان: عيّش الحياه زي ما هي مو لازم تعكسها أنت حاول واذا ماصار الشي اللي تبيه خلاص عيشها زي ماهي
تـواق: سويت نفس ماقلتي طعتهم وعصيت نفسي رغبتي وشوفيني أدفع الثمن أداوم بـ وظيفه ما أحبها وماكنت ابيها
-
تيجان إبتسمت: حتى أنا ماكنت إبي ادخل تخصص كيمياء بس حبيّته مرره كل شي خيره أنت حاول تحب دوامك أحسه مُمتع وإحبه
تواق: تحبينه؟
هزت راسه وإبتسم: وأنا ؟
تيجان: وشو أنت ؟
تـواق إبتسم يقول اللي بعقله بدون تفكير:حبيني ونتزوج ونعيش بعيد عن هالمُجتمع الزفت على قولتك
توسعت عيونها تتلون بلـوّن الورد بـ ذهول لانها ماتوقعت كلامه ولا توقعت كل هالكلام يجي دفعة وحده يصير وقعها عليها مُهيب ويخجلها بشكل هي رجفت اناملها توقف وضحك ينزل نظره يتكّي راسه على ذراعه: لا إله الا الله!
إبتسم يغرق فيها ويتنهد ماتختفي الابتسامه على مبسمه تجيَه دقائق وتروح وتبقى بعقله ساعات ماتختفي عن باله أبدًا .
