خاضِع مُبتدِئ | TaeGi

ch.45

Taehyung pov:

لقد باتَت الأيامُ ثقيلةً ومُرَّة ، لقد إنطَفئَت روحي و قد خَيَّمَ على قلبي الألم ، لم يَعُد هُناك معنىً لأيِّ شَيء ، وقد كانت حالتي تزدادُ سوءاً كُلَّ يوم ، كُلُّ ساعةٍ تمضي لا أفكر فيها سوى بِه ولا أستطيع التوقف عن ذلك..

إنني مشتاقٌ له بشكلٍ لا يمكن وصفه ، أشتاق لكُل تفاصيله ، أشتاق لِـلَمسَته على جسدي، أشتاقُ لصوته الدافئ ، أشتاق للشاي اللذيذ الذي يَصنَعه..

كم كُنتُ أحمق عندما إعتقدتُ بأنني أستطيع النجاة من الوقوع له ، وقد كنتُ جاهلاً إلى أي مدى هو مُستحوذٌ على كُل جزءٍ من كياني..

هذا الإدراك يَزيدني سوءاً، ولا أعرف ماذا أفعل ، لا يُمكنني التوقف عن حُبِّه ، ولا أظنني قادراً حتى على الإعتراف له..

كُل ما أفعله هو محاولةٌ يائسةٌ لِلهرب منه ، لعلَّ مشاعري تَنطفِئ بالبُعد عنه، ولكنني لا أكفُّ عن التَفكير فيه ، ولا يزيدُني البُعدُ إلا إشتياقاً و ألماً..

إنهُ لا يتوقف عن إرسال الرسائل و قد تجاهلتُها جميعاً كما تجاهلتُ إتصالاتِه..

لا بُدَّ أنه قلقٌ علَي بسبب إختفائي المُفاجِئ هذا ، ولا بُدَّ أنني شخصٌ سيء لإيذائي الرجلَ الذي أُحِب..

هذا المساء.. كان مُختلفاً عن كُلِّ يومٍ أليمٍ آخر أقضيه، كانت ليلةً إستثنائية ، ولا أستطيعُ الإنكار إلى أيِّ مدى كنتُ سعيداً اليوم.. وكأنَّ روحي رُدَّت إلي ، وكأنني عدتُ حياً من جديد..

كنتُ أرتَجِف عند باب المنزل ، كان قلبي ينبِض بجنونٍ في صدري ، وقد تجمَّعَت الدموع على أطراف عيناي ، إنعقدَ لساني ، و شُلَّت أطرافي عن الحركة، تَجمَّدتُ مكاني وقد كنتُ على وشكِ السقوط على رُكبتاي أمامَه..

لم أتوقَع أن يأتي إلى منزلي هكذا ، لقد تَفاجأت ، وقد كانت مُفاجأةً عظيمة..

لم أستطِع تفسير نظراته تِلك، ولا قراءة ملامِحه، لكن القلق كان واضِحاً على محياه ، وقد رأيتُ لمعةً من الحُزن خلفَ حِدَّة نظراتِه..

صَوتُه المُعاتِب أصابَني بالوَهن حتى كدتُ أرمي بنفسي إلى ذراعيه حتى أتمكَّن من البُكاء في أحظانه كطفلٍ صغير..

"تايهيونغ ! ألَن تُخبِرَني مالذي يَجري معَك؟"

عضضتُ شفتاي وأنزلتُ ناظِراي عندَ قدماي ، قلبي يصرُخ راغِباً بأن أعتذر له وأن أرتمي لذراعيه ، ولكن لساني يفعلُ النقيضَ تماماً..

"هيونغ... أرجوك .. فالتُغادر .."

لا أعلم كيفَ قُلتُها ومنذُ متى وأنا قاسٍ هكذا ، كان صمتُه مُؤلماً ، وقد كانت كلماتُه التي تَلَت صَمتَه أشدَّ إيلاماً..

"لماذا تايهيونغ؟ هل تكرَهني لهذه الدرجة؟ هل هناك ما أقترفتُه بحقِّك؟ أخبِرني و أعدك بأنني سأغادر ولن أُريَك وجهي بعد الآن"