ch.43

5.3K 163 16
                                    

صوتُ جريان الماء هو كل ما يَسمعه يونغي داخل صَمت الغرفة.

وتِلك الكلمات التي قالها تايهيونغ تَتردَّد في أُذنيه مرةً ثُمَّ اخرى ..
'لَن أنسى هذهِ الليلة ما حييت' ..

يَتنهد يونغي وهو يشعر بِمسؤولية كبيرة تجاه تايهيونغ، إنهُ مسؤولٌ عن كل ما شَعَر به تايهيونغ سابقاً وكل ما سيَشعر به الأصغر من الآن فصاعدًا.

على الرَغم من أنه لا يزال جاهِلاً بما فعلَه بقلبِ تايهيونغ ، و لا يُدرك إلى أي مدى هو يؤثِّر على الأصغر..

لكنه يتمنى بأنه لم يفعل أمراً سيندم عليه لاحقاً..

مع تنهيدةٍ أخرى ، يترك يونغي غرفة النوم ويتوجه نحو المطبخ لإعداد الشاي، وما زال قلبُه يتلوى في صدره بشعورٍ سيء كلما طال مكوث تايهيونغ في الحمام..

في ذلك الحمام.. كان تايهيونغ شارداً تماماً تحت دُش المياه الدافئة التي تنهمر على جسدِه المُتجمِّد..

رأسه قد دخل دوامةً من الأفكار والذكريات، حتى أنه بدأ يَشعر ببعض الغثيان..

يتجمد مكانه ويُفكر..

ماذا سيفعل من الآن فصاعداً؟

ولماذا هو يَشعر بكُل هذه الوحدة؟

لقد بدأت الدموع تَهبط من عينيه ، عندما يضربه الإدراك بأن مين يونغي لا يحبه.

ذلك شيءٌ لن يتغير في المستقبل ! فمالذي هو فاعله ؟

إلى أي مدى سيسمح ليونغي بترك آثارٍ لا تُمحى في جسده، حياته ، وذكرياتِه..

بينما مين يونغي لا يُحبه ولا يراه بذات الطريقة التي ينظر بها تايهيونغ إليه..

مالذي تغيَّر منذ عرفَ تايهيونغ يونغي إلى الآن؟ لم يتغيّر شيء بالنسبة ليونغي ، فتايهيونغ مجرد عميل آخر من عملائه، ولكن بالنسبة لتايهيونغ فقد تغيّر الكثير..

بل إن كل شيء قد تغيّر ، لدرجةِ أنهُ لا يكاد يعرف نفسَه دونَ يونغي..

وكأنه لا شيء بدون يونغي..

لم يكن شيئاً قبل أن يتعرف عليه..

كانَ تايهيونغ مُجرَد فتىً جاهِل، يعيشُ حياةً روتينيةً باهِتة ومُملة..

عندما أتى إلى يونغي أولَ مرة ، كان خائفاً ومُرتبكاً.
أخذه يونغي من يده و اظهر له عالماً مختلفاً، تذوق فيه تايهيونغ اللذة والإثارة ، وتعرف فيه على نفسه، وصولاً إلى اليوم الذي فقدَ فيه عذريته..

لقد كانت كل لحظةٍ قضاها مع يونغي ، فيها تجربةٌ جديدة لتايهيونغ لا يمكن نسيانها..

يكاد يشعر بأن يونغي قد أصبح جزءاً من ذاته، والتفكير في ذلك يجعله يشعر بالخوف.

إن لم يوقف نفسه فسوف يصبح حُبُه ليونغي جحيماً لا نهاية له، ولاسيما أن يونغي لا ينظر إليه بذات الطريقة..

خاضِع مُبتدِئ | TaeGiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن