............ الفصل الأول............

390 7 0
                                    

يقولون ان التجول يجعل راسنا منشغلا بغير الحروب التي تدور بداخله.. وهذا مايلجأ اليه كثيري التفكير... ففي احد المولات التجارية في القاهره .. كانت هناك امرأه جميله ورقيقه ورغم تجاوزها الاربعين إلا أنها لاتزال محتفظه بنفس جمالها.. تلك العيون البنيه الساحرة والشعر الأسود الذي تتخلله بعض الخصلات البيضاء.. كانت تتجول بين ممرات المول التجاري وهي تتحدث ف الهاتف .. الو يا حبيبتي والله كويسه .. أنا بس خرجت شويه اتمشي.. مصر وحشتني .. ماشي ماشي مش هتاخر .....
حتى صدمت بشخص ما.. فقال كرم.. انا اس...
وتعلقت عيونه بها.. بينما هي فقد تجمدت ف مكانها للحظات تستوعب تلك اللحظه.. مهلا اهو حقا؟.. هنا امامي.. أراه حقا.. هنا أتاها صوت من الهاتف .. رورو يا حجه انتي يا اما..
فقالت روح بسرعه ... ه هكلمك تاني..
وأغلقت الهاتف.. وهنا ارتسمت ع وجهه ابتسامه حنين وقال بنبره خفيفه... ازيك ي روح..
روح بابتسامة خفيفه وهي تحاول الظهور بشكل طبيعي عكس التوتر التي شعرت به بمجرد رؤيته.. ا.. انا كويسه.. ازيك انت ي كرم..
كرم بابتسامه خفيفه.. اهو الحمد لله.. عاش من شافك بجد..
روح بابتسامة.. وانت كمان..
كرم بابتسامه.. تاب ايه هنفضل واقفين كدا كتير.. مش نقعد؟..
روح.. لا مافيش داعي.. انا.. انا اصلا كنت ماشيه..
كرم بابتسامه.. معقول كدا تمشي من غير مانشرب حاجة ع الاقل..
روح.. مش عايزه اعطلك بس..
كرم بابتسامه.. وماله انا موافق..
روح بابتسامه هادئه .. لسه زي ما انت..
كرم بابتسامة حنين.. مش لوحدي..
فابتسمت روح بخجل فتاة بتلك الابتسامه التي أظهرت توترها بسبب تلك الابتسامه والتي لازالت محتفظه بتأثيرها عليها وبالفعل ذهبوا الي احد الكافيهات التي ف المول وطلب لها كرم مشروبها المفضل.. فقالت روح بابتسامة.. لسه فاكر..
كرم بابتسامة.. عيبي ان الذاكرة حلوة.. المهم انتي عامله ايه واخبارك ايه..
اختفت ابتسامه روح لثواني ثم قالت بابتسامة خفيفه تكاد لا تري.. تمام الحمد لله .. وانت ؟!..
كرم.. اهو الحمد لله ماشي الحال
روح بابتسامه هادئه .. امم ومراتك وابنك.. عاملين ايه؟..
كرم بابتسامه خفيفه .. الله يرحمها.. باران كويس الحمدلله.. ف باريس دلوقتي..
هنا اختفت ابتسامه روح تماما وقالت بحزن ملحوظ .. أنا اسفه جدا مكنتش اعرف والله .. الله يرحمها ويصبرك..
كرم الذي لازال محافظا ع ابتسامته.. اللهم امين.. لا عادي ولا يهمك.. اهو بقالي ١٠ سنين أرمل..
مهلا ١٠ سنوات.. وهي ارمله منذ ٥ سنوات.. فقالت روح بصدمه امتزجت مع صوتها لتظهر كم الاسي والحزن بكلماتها .. عشر سنين!!..
كرم.. كانت تعبانه بالكانسر وللأسف مافيش حاجة جابت نتيجة.. الله يرحمها..
هنا وضعت روح يدها علي يده بتلقائيه وقالت بحزن .. ربنا يرحمها .. اكيد اتوجعت اوي عليها..
كرم بابتسامة حب وهو ينظر إليها نظره حنين.. مافيش وجع يجي قصاد الوجع الي حسيته من ٢٥ سنه..
وقعت تلك الكلمات عليها كنسمه هواء داعبت قلبها لتظهر علي خديها بلون مشمس قد شق وجهها وعلي عينها التي لمعت مع اتساعها بصدمه خجوله ..وهنا امسك كرم بيدها بحنيه وقال بنبره حب لم يستطع الزمن هزيمتها.. وحشتيني..
هنا لمعت عيناها رغما عنها وهي تنظر إليه بعدم تصديق رغم تلك الابتسامه التي شقت وجهها لتتحول تلك النظره وتظهر ما لم تبوح به حتي الآن وهو كم الحنين والاشتياق له.. صدق من قال ان العيون نافذة القلوب.. فقال كرم بابتسامة حب ونبره وجع .. لو كنت اعرف انه مات من زمان.. كنت جيت اخدتك من الدنيا كلها ولا كان هيهمني حد.. ليه.. ليه ماجيتيش لما مات؟.. كنت مستني.. مستني منك حتى اشاره لمكانك..
سحبت روح يدها وهي تحاول السيطره علي مشاعرها قدر الإمكان .. فات وقته الكلام ده يا كرم..
كرم.. لسه خايفه من مين تايب؟..
روح والتي كانت تلتقط هاتفها و مفاتيحها لتضعهم في حقيبتها .. معلش يا كرم أنا لازم امشي..
وبالفعل اخذت اشيائها وذهبت من أمامه كمن يهرب من براثن الوحش وهو كان يراقبها بعيونه.. لاتزال تهرب من المواجهه..وكانت روح حرفيا شبه راكضه للخارج حتى صعدت لسيارتها بسرعه لتغلق النوافذ وتنظر للامام بحزن شديد وهي تمسك المقود بقوه محاوله التماسك ولكن هيهات.. فقد خانتها عيناها واعلنت عن استسلامها اخيرا لتبكي بحرقه وهي تضرب المقود بوجع وحسره سنوات..وظلت هكذا حتى وجدته يخرج من المول ولانه لم يكن يعلم سيارتها... وجدته بعد قليل يقف بجوار السياره ويتحدث ع الهاتف.. كيف لم يهزم الزمن وسامته لهذا الحد؟؟... هنا نظرت إليه بحنين وشوق بحجم السنوات لا بل الايام لا بل الساعات .. كدنا نتجاهل الم قد فاق حجم آلاف الأجزاء من الثواني التي مرت عليها وهي تتمني فقط رؤيته كم اشتاقت لتلك الابتسامه التي رأتها منذ قليل .. لعينيه التي اسرتها منذ الوهله الأولي .. لصوته الدافئ رغم قوته .. لكلماته التي لم تفشل يوما ف تحريك براكين الشوق ف قلبها .. كم اشتاقت لتلك السعاده التي تغمرها بقربه .. لنبض قلبها بإسمه.. كم اشتاقت اليه.. وكانت دموعها وتلك النظره التي تبوح بكل تلك المشاعر يسيطران عليها وهنا لاحظت ف يده الخاتم.. ذلك الخاتم الذي اهدته له يوم ان أعلنت له عن حبها.. لازال يرتديه بعد كل تلك السنوات؟؟ .. وعندما انهي المكالمه لاحظت نفسها.. نعم صورتها ع هاتفه.. تلك الصورة التي التقطها لها ف اول موعد بينهم.. يا الهي كم من مرة ساقع ف حبه؟؟.. هنا لم تستطع السيطره علي قلبها وامسكت مقبض الباب.. نعم همت بفتحه ولم تبالي بأى شئ.. لم تبالي بكبر سنها أو ابنتها أو بهذا الخراب الذي يعم أرجاء جسدها.... همت بفتحه دون اللجوء للعقل الذي منعها طوال تلك السنوات من القدوم إليه ..ولكن مهلا.. لما ارتخت قبضتها بتلك السرعه؟؟.. لم اختفت ابتسامتها التي لم تتجاوز الثواني علي وجهها؟؟.. اين هي سيطره الحب عليها التي جعلتها تفكر الان فقط بالرقض إليه وضمه بكل قوتها؟؟.... كل تلك الأفكار والمشاعر المتضاربه لم تتجاوز الثواني ولكن مرت علينا كالسنوات .. لترخي جسدها وتضع يدها علي فمها تبكي بحرقه .. نعم لا تستطيع الذهاب.. لا يمكنها الاستسلام لن تكون بهذا الضعف مجددا لن تخسر من جديد .. كانت مجرد صدفه وستنتهي الان هنا مع المها لتكتفي بتلك الثواني التي جددت شوقها اليه.. نعم لن تراه من جديد ..كانت مجرد صدفه عابره لا أكثر.. وراته أمامها يذهب إلى سيارته ويبتعد من أمامها.. ظلت تنظر فقط.. كما كانت ف السابق.. كما ظلت صامته واقفه ترى ذهابه بعيدا عنها... ها هي من جديد تحلم أحلامها المتتاليه التي كانت رفيقتها طوال تلك السنوات .. حلم ان تراه أمامها.. ولا تستطع حتى الاقتراب منه.. ستذهب من جديد مبتعده عنه ولكن ما اثقل هذا الشعور بالفراق وكأن القدر أراد منها أن تعيش كم هذا الالم من جديد ..وكأن جرح واحد ليس بكافي لها..
.....................................
ومرت الايام بعد ذلك اللقاء.. غاص كلا منهم ف حياته الروتينية.. الفرق ان واحدا أراد من القدر تكرار اللقاء والآخر لم يرد ان يتذكر اللقاء السابق او حتى التفكير فيه.. ما أصعب أن تكن بين اشتياق وكِبر.. وذات يوم عاد كرم الي المنزل..فوجد سياره باران.. يبدو أنه عاد.. وعندما دخل وجد ماتوقعه.. تلك الساحرة جالسه بين احضان ابنه بلا حياء او خجل.. وقف كرم ع الباب بجمود وقد عقد ذراعيه.. ما أن رآه باران حتي اعتدل ف جلسته بسرعه ملحوظه ولكنه لم ينهض من مكانه او حتي يبتعد عنها ولكن نادين ما ان رأته نهضت من احضان باران.. فهي لا تحاول اغضاب كرم ف حضوره ع الاقل فهو مديرها..
نادين.. انا كنت بوصله بس..
كرم بجمود.. اه ماانا عارف..
باران بابتسامه مستفزه .. ازيك يا كرم..
نادين.. تاب همشي انا..
وتركتهم وذهبت للخارج.. وكان كرم ينظر اليه بجمود..فقال باران بابتسامه برود .. كده طيرت المزه ..(فلم يبدي كرم اي رد فعل)...امممممم مافيش حمدالله علي السلامه طيب..
كرم بجمود.. العتهه دا آخر مرة يحصل ف بيتي..
باران بصدمه مصطنعه وقد وضع يده علي قلبه .. اوتش .. جرحت احاسيسي يا كرم .. بيتك ؟!.. هو بيتك لوحدك ولا ايه؟..
كرم بجمود.. انت معتبره فندق ي بيه.. عمال تتصرمح ف كل بلد شويه وفاكرني هصدق ان كل سفرك دا شغل.. ليه شايفني مختوم ع قفايا..
باران وقد ارخي ظهره علي الاريكه قائلا ببرود .. وهو أنا قولتلك صدق اصلا..
كرم بنظره سخريه.. مستني منك ايه يعني..
وتركه وذهب الي الحديقه وهنا تنهد باران بحزن وصعد هو الآخر لغرفته.. رغم جمود تلك الملامح إلا أن تلك التنهيده اباحت بما يحمله ف قلبه.. كثيرا ما يكن البرود قناع لشئ ما.. ترى ماهو؟..
.......................................
ومر المساء وحل الصباح يحمل معه احداثا جديده وكعاده باران عندما يعود من سفر.. يذهب ف الصباح التالي الي اسطبل عمه الراحل أكرم .. والده من يديره الان من ضمن اعماله.. وله حصان خاص يسمي رعد.. له مكانة خاصه ف قلب باران.. فهو قد كان آخر هدايا والدته الراحله.. ولكن ف ذلك الصباح لم يجده.. اين ذهب؟.. هنا صرخ بأعلي صوته .. يا عييييييد...
هنا اتي له أحد عمال الاسطبل ركضا..وقال عيد بتوتر.. ايوا ايوا ي بيه..
باران بانفعال .. رعد فين؟؟..
عيد بتوتر.. والله ي بيه سايبه ف مكانه.. استنى الا تكون البت خدته؟.. انا منبه ع العمال ماحدش يفتحلها مكان رعد والله..
باران بجمود .. بت ؟! ..( ثم تحولت ملامحه تماما وهو يقول بانفعال) .. أنا مش قولت مليون مره كله الا رعد.. ممنوع يتلمس ولا حد يركبه غيري..
عيد.. والله ي بيه بقالها اسبوع عايزاه ونبهت عليها ان ممنوع ونبهت ع العمال ماحدش يديهولها..
باران بغضب شديد .. تعالي وريني هي فين ..وحسابك معايا بعدين انت وشويه البهايم الي شغالين هنا ..
وبالفعل اخذه عيد الي الميدان ف رعب من رد فعله.. وعندها وجد باران فتاه ذات شعر بني يتطاير خلفها ترتدي زي رياضي عباره عن بلوزة كات لمنتصف البطن وبنطال وتركض برعد ف الميدان باحترافيه وتقفز به الحواجز أيضا.. فظل مكانه بتلك النظره الجامده .. حاده كالسيف تتابع كل شئ في هدوء مخيف وما أن راه رعد.. أشار له باران بيده بطريقه معينه فهمها رعد فورا.. ونفذ الأمر بأن يجلس فجاه وبكل قوته وعندما جلس فجأه هكذا كادت كيان ان تقع لولا أن أمسكت بلجامه جيدا.. فقالت كيان بتعجب.. ايه دا.. قوم قوم تايب انت تعبت ولا ايه..
هنا اتجه باران إليها بخطوات ثابته بملامح خاليه من اي مشاعر وخلفه العمال ووقف أمامها مباشرة ليصدر الفرس صهيلا يوضح مدى سعادته برؤيته..كانت كيان تنظر اليه بتعجب.. وقالت.. مين حضرتك؟..
امسك باران اللجام وهو يقول ببرود .. أنا صاحب الفرس ده .. باران الجارح ..
وسحبه لينهض بقوه وكادت كيان ان تقع..فقالت بعصبيه.. ااه ايه ي متخلف انت براحة هقع..
هنا امسك باران بذراعها بقوه وجعلها تهبط رغما عنها ..وقال ببرود.. الوقعه هتعلمك يعني ايه تاخدي حاجه مش بتاعتك..
ابعدت كيان يده عنها بغضب وقالت..انت اتهبلت ابعد ايدك دي.. ليه كنت حافر اسمك عليه؟..
نظر باران لعيد بجمود وهو يقول.. مشي البت دي من قدامي وحسابي معاكوا بعدين..
كيان بغضب.. بت لما تبتك ماتحترم نفسك انت ماحدش مالي عينك..
باران وهو ينظر لها ببرود وسخريه.. والمفروض انك انتي بقا الي تملي عيني؟... انتي عارفه أن الي انتي عملتيه ده جريمه ولا هو عشان أنا اتساهلت معاكي ومردتش ادخل البوليس ف الموضوع هطولي لسانك..
كيان.. ودا ليه بقا ان شاء الله.. شوفتني سرقته ومشيت وبعدين مين طلب منك تسكت.. كلم البوليس كدا وريني..
باران وقد عقد زراعيه وهو ينظر إليها بجمود تام .. لما تدخلي مكان ملكي وتاخدي الفرس بتاعي من غير إذن دي اسمها ايه..
كيان بابتسامة مستفزه.. سرقة.. انا حراميه ايه رايك.. وريني هتعمل ايه..
عيد وقد وقف ف المنتصف حتى لا تزداد النيران اشتعال.. خلاص ي بيه المسامح كريم اهي عرفت ومش هتتكرر تاني..
باران بجمود وهو ينظر مباشره لعيونها وهو يمرر يده علي شعر رعد .. خودها واخفوا من وشي..
عيد.. تعالي تعالي ي بنتي..
كيان بغضب.. بني آدم همجي..
وذهبت من أمامه..وظل ينظر إليها بجمود حتى ابتعدا من أمامه..

من أول نظرة🖤Where stories live. Discover now