من أول نظرة🖤

....... الفصل الرابع........

كثير من الناس من يسلموا أمرهم للقدر.. غير مباليين او متمردين.. رغم ان القدر بالدعاء قابل للتغير.. فما بالك بالدعاء والسعي؟.. هذا ما فعله كرم اليوم.. لحظة تمرد تمني لو كان يملكها منذ ٢٠ عاما.. ولكنه ليس بغبي.. بمجرد ان لمعت أمامه الفرصه.. استغلها وتمسك بها كالغريق المتمسك ف طوق النجاه...كان طوال الطريق ممسكا بيدها وكأنه يعلن انتصاره ع القدر.. فزت بها رغم معاناه واهوال السنوات.. أصبحت ع اسمي اخيرا.. وماهي الا دقائق حتى وصلا أمام العمارة التي شهدت بينهم اول تخطيط لحياتهم معا..ثاني أحلامهم بعد اجتماعهم تحت رباط الحب.. دخلت روح إلى الشقه لتصدم من ما رأت.. كل تفصيله اختارتها درجات الألوان الديكور الصور الاكسسوارات كل شئ.. كما تخيلته بالظبط..كانت أعين روح تجوب المكان .. وتنتقل بين كل شئ ببريق الحنين ف عيونها ونظره امتلأت بالسعاده رغم لمعانها بتلك الدموع التي برزت معني المحبه ومكنون الأمل الذي ضاع منها عبر السنوات.. هذه هي ما تعرف بدموع السعاده .. والتي لم تسيطر علي أعينها فقط بل احتلت نبره صوتها أيضا وهي تقول بسعاده وعدم تصديق وهي تنظر اليه:هو الي أنا شيفاه ده بجد ؟! .. كرم انت لسه فاكر؟!.. معقول؟!..
كرم بابتسامه حنين وهو ينظر الي المكان:مااقدرش انسي.. لما جيت عملتها لاقتني فاكر كل تفصيله قلتيها.. كل حتة ف البيت كان نفسك تبقى ازاي.. عملتها زي ما عينك كانت شايفاها عشان لما اهرب من الدنيا واجي هنا.. ابقى جايلك انتي.. بترمي ف حضنك انتي..
روح بابتسامه وهي تمسح تلك الدمعه التي فرت من عينيها اثر كلماته: كنت دائما اقول ان خيالي بيسرح ويجيلك .. لان دا المنطق الوحيد للي بيحصل دا.. هتصدقني لو قولتلك أن البيت زي ما تخيلته بالظبط..انت كنت قاعد في خيالي ولا ايه ؟!..
كرم بابتسامه حب وقد وقف أمامها :تؤ ف قلبك..
روح بضحكه خفيفه :كرم بس.. مش كبرنا علي الجو ده بقا..
كرم بابتسامه مزاح :مين؟.. فشرتي ي هندسه مش عشان ابني زي البغل ابقى كبرت.. دا انا لسه شباب..
نظرت روح بابتسامه هادئه اليه وقد تذكرت.. فامسكت بيده وقالت بنبرة حب:كويس انك فكرتني .. تعالي اقعد..
جلس كرم بجوارها ع الاريكة وقال بتعجب:ايه ف ايه؟..
روح بابتسامه حب: مش قولنا أننا هنيجي هنا واخدك ف حضني وتحكيلي ايه الي حصل بينك انت وابنك..
هدات ابتسامة كرم قليلا وقال :يعني ينفع اول حاجة اقولها كدا تبقى العك الي انا فيه دا..
اختفت ابتسامه روح لعلمها معنى أن تكن ابتسامته بهذا الهدوء ويحاول تغيير الموضوع لتقول :مالك يا كرم؟؟..
لازالت ابتسامة كرم ع وجهه بنفس الهدوء ولكن نبرته كان لها رأي اخر فقد كانت نبرة وجع: انتي ام.. هتفهمي وجعي.. تخيلي معايا كدا ابنك الي بالنسبه ليكي الحاجة إلى مهونة عليكي حياتك.. إلى انتي عايشه بس عشانه.. يبعد عنك ويكرهك وبيعمل ليكي كل مصيبه والتانيه عشان يوقعك ويوقع الاسم الي فحتى ف الصخر عشان تبنيه..
روح بصدمه وتعجب من كلامه: باران يعمل كده فيك ليه ؟!..
كرم بوجع: عشان فاهم ان انا اب وحش.. ان انا مش بحبه وهو مش مهم عندي.. وان انا لما كنت بطلب من أمه تقلل دلعها له اني كدا ماكنتش بحبه وعايز احرمه من حب امه له.. اني ماعرفتش انقذله امه من الموت.. اني سبتها تموت.. شايف ان انا سبب موتها.. عارفه بعد ١٠ ايام من موتها قالي ايه؟..
رغم ثقل هذا الحديث علي قلبها إلا أنها ابتسمت بحنان لتقل: قال ايه يا حبيبي؟..
كرم بوجع ولمعان عيونه بالعبرات: ياريتك كنت انت الي موت وهي الي فضلت ماكنتش هزعل..
وقعت تلك الجمله علي قلبها كالجمر لتضغط علي يده بقوه وتقل بعيون لامعه: ازاي قدر يقول كده؟؟..
كرم بابتسامه رغم لمعان عيونه هو الاخر: كان مراهق لسه.. امه توفت وهو عنده ١٥ سنه.. بعدها مشي وسابني.. فضلت ٧ سنين اتابع اخباره من بعيد لاني حاولت كذا مرة اكلمه واتواصل معاه وهو كان بيرفض.. لحد ما رجعلي تاني.. بس مش ابني.. عدوي..
روح بأعين لامعه وقد ضغطت ع يده بحنيه اكثر: خلاص ي كرم كرم .. لو مش عايز تكمل خلاص..
كرم بابتسامه وقد طبع قبله حب ع يدها وقد اختلطت ببعض عبراته: بالعكس انا لو اتكلمت هرتاح..
روح بابتسامه حنونه: خلاص اكمل يا حبيبي أنا سمعاك...(ثم تابعت متسائله).. طب كرم انت قلت انه كان مراهق .. بعدها قلت بعد عنك مده رجع عدوك.. تاب ليه؟.. وكان فين؟....
كرم بابتسامه.. هقولك..