كثير منا يعلم الآيه الكريمة التي تقل (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم).. ولكن يالصغر عقل الإنسان الذي لا يستوعب اين خيره؟!.. كذلك هو حالنا جميعا ولكن الذكي هو من يعلم ضرره النافع.. ولكن ترى هل ما يحدث الان.. اهو نافع ام ضار.. سنرى ذلك.. وضعت كيان العقود أمامه وبدأت ف شرح له البنود التي قد تجعل الشركة المتعاقدة تحتكر تصاميم باران الي الأبد واذا رفض اي شئ تطلبه سيكن مصيره السجن لان الشرط الجزائي أكبر من اللازم ولكن ما صدم كرم.. ان تلك العقود ليست ما راجعها.. لم يرى ايا من ذلك من قبل.. من أين اتت تلك البنود؟.. وبعد أن انتهت من الحديث.. قال كرم بهدوء يخفي خلفه براكين غضب ع وشك الثوران... ناديلي مازن بسرعة..
خرجت كيان وعادت ومعها مازن الذي قال بلهفه.. خير ي عمي.. ف ايه ؟..
كرم بنفس الهدوء.. الورق ده مين راجعه بعدي من الشؤون القانونيه؟..
مازن بتفكير.. معتز..
والذي كان إحدى أقارب نادين الذي جعله باران يعمل هنا بطلب من خالته.. ساله مازن بعدم فهم.. ليه ي عمي حصل ايه؟..
كرم بانفعال .. هاتهولي من تحت الارض دلوقتى حالا.. ماتدخلش المكتب الا بيه..
مازن.. تاب اهدا ي عمي صحتك هجيبهولك اهدا..
كيان.. اهدا ي مستر بس صحتك..
كرم بانفعال .. أنجز وهاته وشوف باران راح فين ابعته..
مازن.. حاضر حاضر..
وخرج بسرعه الي الخارج متجها الي مكتب باران ودخل بسرعه بعد أن إذن له.. باران..
باران بهدوء.. خير ف ايه؟..
مازن.. عمي عايزك ضروري..
باران بضجر ولامبالاه.. ليه تاني؟ .. قوله لو عايزني امشي يقولهالي ف وشي يا مازن وانا امشي ونخلص..
مازن.. باران شكل ف مصيبه جامدة.. ابوك متعصب روحله عشان لو تعب وانا رأيح اشوف الاطران الي اسمه معتز دا..
نهض باران بهدوء عكس ما كان عليه من قلق بمجرد ان تخيل تعب والده.. تمام
واتجه لمكتب والده فوجد كيان أمام مكتب والده.. ي مستر اهدا والنبي ضربات القلب هتزيد..
كرم انفعال.. اهدا ازاي.. اهدا ازاي عارفه يعني ايه ابني لو كان وقع العقد دا كان هيحصله ايه..
باران بتعجب من حديثهم.. في ايه تاني ؟!.. انت متعصب كدا ليه؟..
أعطاه كرم العقود وقال بغضب.. اتفضل اقرا العقود الي قريب ست هانم نادين كتبهالك..
باران بجمود بعد أن قرأ العقود والبنود.. امممم.. تمام.. تاب ممكن تهدأ..
كرم بانفعال.. اياك اسمعك بتدافع عنهم بعد كدا فاهم ولا لا..
وماهي الا دقائق حتى وصل مازن ومعه معتز... معتز بابتسامه.. خير ي كرم باشا؟..
جلس باران بهدوء ليمد يده بالعقود لمعتز .. راجعلي العقود دي كده ي معتز..
اخذ معتز العقود بتوتر لم يستطع اخفائه لكنه قال بابتسامة.. مااحنا مراجعينها وحتى مستر كرم مراجعها قبل ماتجيلي..
كرم بهدوء.. تخيل وانا ببص لاقيتهم عقود تانيه خالص الي انا راجعتهم..
باران بجمود ونظرة حادة.. مين الي قالك تعمل كده ي معتز؟..
معتز بتوتر.. اعمل ايه.. انا.. انا مش فاهم حاجة..
امسك كرم بقميصه بقوة.. والاه انا ساكت عنك لحد دلوقتي.. انطق بدل مااخليك انت والاسفلت حته واحدة..
اتجه باران اليه ليمسك بيده يحاول ابعاد والده عن معتز قائلا بنفس الهدوء.. كرم سيبه.. اظن الورق يخصني انا..
تركه كرم بعد أن سدد له ضربة براسه.. ليمسك به باران بنفس الهدوء قائلا.. ها يا معتز مين طلب منك تعمل كده؟..
معتز بوجع وهو ممسكا براسه.. وانا..انا ايش ضمني مش هتعملوا فيا حاجة بعد مااقول؟..
باران بجمود ونظرة أكثر حدة.. قدامي دقيقتين وهقوم اديك الضمان الي يوصلك للاخره بأيدي.. أنجز وماتلعبش ف عداد عمرك..
معتز بخوف.. لا لا خلاص هقول.. نادين نادين.. الي قالتلي اعمل كدا..
باران بهدوء رغم وقوع الكلمة صدمة ع نفسه.. معاك دليل يثبت كلامك؟!..
معتز.. اه.. هي خلتني احذف الفيديو الي بينا من الكاميرات بس انا سبته معايا نسخة ع الفون عشان لو غدرت بيا..
واعطاه الهاتف وبدأ الجميع ف مشاهدة وسماع ذلك الاجتماع القذر بينهم وكيف تخبره ان يضع كل مواد القانون التي تجعل باران ف خطر.. ليقل باران بهدوء وهو يتابع .. تمام .. اخر مره اشوفك هنا .. ده مبدائيا .. مازن صفي شغل نادين والشرط الجزائي عليا انا..
كرم.. يعني ايه عليك؟.. دي لازم تاخد جزائها..
كيان.. ي مستر حتى لو غلطها كبير هي ف النهاية قريبته اكيد مش هيدخلها اسجن..
كرم انفعال.. ي سلام وهي عملت بالقرابه اوي.. لو كان الحوار كمل وهو الي دخل السجن كنت أعمل إيه انا بقا ساعتها..
باران بجمود .. بما أن الموضوع يخصني محدش يدخل..
كرم انفعال.. يعني ايه ماحدش يدخل..
باران بغضب .. يعني محدش يدخل... أنا مش عيل صغير مستني الي ياخدلي حقي.. طول عمر وحقي بيتجاب بدراعي.. فمش مستني مساعدة حد..
كان كرم ع وشك التحدث ولكنه وجد الم خفيف ف صدره لذلك خرج الي الشرفه ولم يكن يعلم ماذا يفعل لذلك الشاب حتى يعلم مدى حبه له؟ .. كان يقف بغضب وقام بضرب سور الشرفه عدة مرات.. وبعد أن خرج كرم الي الشرفة.. اطلق باران العنان لغضبه.. فامسك باران برقبه معتز ليقول بجمود وغضب.. قولي بقي مين الي خلي نادين تعمل حاجه زي كده؟.. لان هي اتفه من أن دماغها توصلها للعبه زي دي..
معتز بخوف وهو ممسك بيد باران وعيناه تترجاه ف ان تتركه.. خ.. خالتك..
باران بجمود رغم وقوع الكلمة كالصخرة ع قلبه وقد قربه منه يضغط علي رقبته أكثر.. ليقل بصوت أكثر غضبا وهدوءا.. ليه ؟!..
معتز بخوف وهو ممسك بيده.. عشان.. عشان يخلوك تحت أيدهم.. عشان.. عشان مهما يطلبوا من ابوك يوافق من خوفه عليك..
فضغط باران أكثر ع رقبته.. من أمته وانتوا متفقين عليا كدا؟..
كان معتز يختنق حرفيا فلم يستطع التحدث.. هنا اتجه مازن الي باران وازاح يده بصعوبه عن معتز الذي بدا يسعل بقوة ولكنه قال.. من.. من ساعه ما هي اخدتك تعيش معاهم.. نادين كانت دايما تقولي انك لعبة ف ايدهم.. انهم كرهوك ف ابوك عشان مهما يقولك انت مش بتصدق غيرهم.. حتى لما.. حتى لما تعب ومازن اتصل بيك.. نادين ردت عليه ببرنامج تغيير صوت وقالت بصوتك ان.. ان مش فارق معاك يعيش يموت ماعادش فارق معاك..
هنا أغلق مازن عيونه بوجع عندما تذكر هذه المكالمه والكلام الذي قيل.. فقال باران بهدوء تام .. ايه يثبت كلامك دا؟..
معتز.. مستعد اسمعك دلوقتي بنفسك..
اخذ منه الهاتف واقترب الثلاثة منه ليستمعوا واتصل بنادين التي اجابت.. ايه ي ابني متصل ع الصبح كدا..
معتز.. بقولك العقود جاهزة بس سمعت انهم اجلوا الاجتماع..
نادين بقلق.. ايه اجلوه ليه؟.. اوعا يكونوا عرفوا حاجة ي معتز؟..
معتز.. لا عيب عليكي بس الوفد مشغول فقرروا يخلوا الاجتماع يوم تاني بس لسه ماعرفتش امتى بالظبط.. عامة العقود كدا كدا جاهزة.. مش حابه تضيفي حاجة عليهم انتي عارفه ثغرات القانون كتير..
نادين .. وانا هعرفهم منين انا؟.. اظبطها انت .. باران معدش زي الاول حاسه بدأ يفلت من ايدينا ولو واجه ابوه بكلامه هيعرف أن ابوه ماقالش حاجه من دي ولا كان يعرف حاجه اصلا عن الي بيحصل..
معتز.. اه فعلا علاقته بابوه ف تحسن.. بس لازلت مستغربك.. منين عايزه عقود توديه ف داهيه وانتي بتحبيه؟..
نادين بضحكة ساخرة.. ماهو مش عايزني.. سيبك من جو الحب ده باران مالهوش فيه اصلا.. هو معايا عشان العشره والجو الاهبل ده.. إنما جواز وحب ولا ف دماغه اصلا.. دا عند ف ابوه بس..
معتز..وانتي عايزه تضمني حقك يعني.. بس مش خايفه ي نادين لو لقدر الله اتقفشنا هيعمل فينا ايه؟..
نادين بثقه.. متقلقش مامنه نفسي.. مستحيل يعرف وحتى لو.. مش هيصدق..
معتز.. ماشي هروح اشوف بقا الاجتماع امتى.. سلام..
وأغلق الخط معها.. ليقل باران بجمود .. مازن بلغ البوليس وقدم المستندات الاصليه ودي معاهم وأثبت اللعب ف الورق الرسمي..
مازن بابتسامه سعادة.. اكيد.. قدامي ي حيوان..
واخذ معتز من يده بقوة وخرجوا من الغرفه.. كانت كيان تقف أمام باران بهدوء ولكنه رأي ف عيونها حزنا.. أهذا الحزن لي أم شفقه على؟.. ليقل باران بهدوء .. شكرا يا انسه كيان..
كيان بتعجب فلم تتوقع هذه الجملة منه.. ع ايه انا.. انا عملت شغلي وواجبي..
باران بنفس الهدوء.. شكرا علي ده.. ده حقك .. هقوم أنا وأما مازن يجي ظبطي معاه العقود واقطعي العقد بتاعها ولو سألت ع الشرط الجزائي قوليها تشتكي لو معاها تشتكي بقا..
كيان.. تمام.. بس.. بس هو انت مش هتشوف باباك؟..
باران بهدوء .. لا هدخله اكيد..
اكتفت كيان بابتسامه خفيفه وراته يذهب للداخل الي والده.. كان كرم ع حاله ممسكا بسور الشرفه بغضب غير مبالي بهيجان ضربات قلبه.. كيف تجرات ان تفكر ف فعل ذلك باران؟. الم يكفيها ما فعلته طوال ٧ سنوات.. ماذا تريد الان؟.. فوجد باران يقف بجواره قائلا .. مالك يا كرم ؟! ..
كرم بغضب وانفعال.. ازاي ازاي فكروا انهم يوذوك.. ماكفاهومش اني اتحرمت منك ٧ سنين عايزين يحرموني منك عمري كله.. ايه هما ايه عايزين مني ايه.. ياخدوا كل حاجة بس انت لا.. كله الا انت..
ووضع يده بحب وخوف ع وجه ابنه وهو يحاول اقناع نفسه انه بخير ولن يتم ايذائه..ليبتسم باران بهدوء.. وانا مش عايزك تركز ف كل ده .. صدقني أنا قادر اتخطي الي حصل واعلم ع الكل وبعدين كل واحد بيدفع تمن غلطاته..وانا كان لازم ادفعهم..
احتضنه كرم بقوة و لا يعلم من منهم الذي يريد أن يطمئن.. فضمه باران متنهدا بوجع.. خليك جنبي يا بابا.. خليك معايا..
اغمض كرم عيونه بوجع وسعادة لم تسري ف روحه منذ سنوات وقال بحنيه.. طول عمري جمبك..
رفع باران عيونه ليراها تقف خلف باب الشرفه وهي تنظر اليهم بابتسامه وعيون لامعه من الدموع.. فاغمض عينيه براحه ضاما إياه أكثر وكأن والده سيهرب منه.. وعايزك طول عمري الجاي تكون جنبي..
كرم بابتسامه رغم المه.. ماعنديش غيرك ي حبيبي..
كانت كيان تنظر إلى ذلك المشهد التي اعتادت تخيل نفسها فيه او مشاهدته ف الأفلام.. كم يبدو رائعا لمجرد النظر.. ترى كيف سيكن ف الواقع؟.. ابتعد باران قليلا عن والده وتسائل بقلق.. مالك ي بابا؟..
كرم بابتسامه رغم ظهور بعض إمارات الوجع ع أسرار وجهه.. مافيش بس.. عشان اتعصبت بس..
مسحت كيان دموعها بسرعه واتجهت اليهم وقالت.. اناديلك ياسر؟..
أجاب باران بسرعه .. ياسر ايه.. انا هاخده ع المستشفي..
كان كرم ع وشك التحدث ولكنه وجد الم قوي ف كتفه الايسر وامسكه بقوة..
كيان بقلق.. أسند علينا ي مستر وتعال ننزل بسرعه..
قام باران بتسنيده بسرعه خارجا معه واللهفه تسيطر عليه وكذلك فعلت كيان وعندما هبطوا للأسفل صعدت هي الي مقود السيارة وباران بجوار والده وقادت كيان بسرعه شديدة ليقل كرم رغم تعبه.. اهدي يخربيتك احنا ف سباق..
كيان.. هو دا وقت نصايح ابويه لما نوصل ابقى هزقني..
امسك باران بيد والده وقال.. ي عم ركز في الي انت فيه الأول..
وماهي الا دقائق حتى وصلا الي المستشفى ودخل كرم غرفه الفحص وكانا هم بالخارج.. اتجهت كيان اليه وقالت.. ماتقلقش هيبقى كويس..
ووضعت يدها ع يده بتلقائيه ليشعر بنار حقا ع يده..ليمسك بيدها بقلق .. مالك؟.. (وتحسس وجهها برفق) .. انتي مولعة كدا ليه؟..
كيان بابتسامه خفيفه رغم دهشتها من رد فعله.. انا.. انا كويسه..دا سخونيه خفيفة..
الهذا تأخرت؟.. اللعنه ع لساني الاحمق وغضبي هذا..ليقل باران .. طب قومي نخلي حد يشوفك شكلك تعبان خالص..
كيان بابتسامه تعب.. انا كويسه و..
وكانت ع وشك السقوط لشعورها بالدوار حتى وجدته يحيطها بذراعيه.. ليقل باران .. مش باين خالص ..تعالي نشوف مالك..
وحملها برفق بين زراعيه متجها بها إلى إحدى غرف الفحص.. وضعها ع الفراش وماهي الا دقائق حتى دخل اليهم طبيب وما أن رأي كيان حتى ابتسم ابتسامة يعلمها الشاب جيدا.. ليقل الطبيب سيف.. خير القمر بيشتكي من ايه؟..
كيان بتهكم.. نعم😒🤨..
باران بهدوء .. امممم هي بدايه واضحه.. اطلع بره وابعت دكتوره..
سيف بابتسامه.. اعتبر مافيش حد هنا غيري..
كيان.. انا بقول نمشي احسن..
باران بهدوء.. هات اي دكتوره واخلص طوارئ أو غيره اخلص ف يومك دا..
سيف.. هو حضرتك جوزها؟
هنا نظرت كيان اليه لترى بماذا سيجيب.. ليقل باران بجمود .. يخصك ف حاجة؟..
سيف.. اصل طالما مش قريب ليها يبقى وجودك هنا مش مستحب اصلا..
رأت كيان يد باران تقبض كانه يستعد لضربه.. لتمسك بيده بسرعه.. ليقل باران بضيق .. خطيبها يا ظريف لخص وهات دكتوره.. انت لسه بحاول اتكلم بلساني لحد دلوقتي..
اتسعت اعين كيان قليلا من وقع الجمله.. كان من الممكن أن يقل أقرباء..لما قال تلك الجملة؟..
سيف.. انت بتضيع ف وقت ع الفاضي بس تمام عن اذنك..
وتركهم وذهب.. ليقل باران بضيق.. بني آدم سمج..
وهنا رأي يدها التي لاتزال ممسكة به ليقل بضحكة خفيفه.. خلاص مشي..
ابعدت كيان يدها عنه بخجل وقالت.. احم.. مااخدتش بالي..
ابتسم باران بخفه .. ولا يهمك..
كيان محاوله اخفاء خجلها... ممكن تروح لباباك انا هبقي كويسه ماينفعش تسيبه لوحده..
باران بابتسامة خفيفة.. اطمن عليكي واروحله .. اعتبريه اعتذار يا ستي ع الي عملته..
كيان بابتسامه.. ع انهي عملة بالظبط؟..
باران بابتسامه.. لا اكيد معملتش كتير يعني أنا قصدي علي النهارده وغلاستي معاكي ف الشركة إنما حوار رعد ده حاجه تانيه..
كيان بمزاح... فكرتك بتعتذر ع غلاستك معايا ف الاسطبل وطردك ليا من الاسطبل و...
باران .. نعم ي اختي وانا هعتذر ليه؟.. انتي الي غلطتي.. رعد عندي خط احمر والاسطبل ده مملكتي الي محدش يقدر يمشي فيها من غير اذني..
كيان بابتسامه خفيفه.. عندك حق ماكانش ينفع اخده من غير اذنك.. فأنا الي بعتذر ع دا..
باران بابتسامه خفيفه.. امم.. وانا كمان اسلوبي وقتها مكنش احسن حاجه بس الموضوع حساس شويه بالنسبالي..
كيان بابتسامه.. وانا كمان.. يعني الرياضه سواء الفروسيه او السبق بالنسبه ليا حياه.. فأنا ببقى مندفعه لما بحس ان ممكن اتحرم منهم.. عشان كدا كنت اندفاعيه معاك شويه..
الا يوجد ف حياتها سوا الرياضه حقا؟.. انها حقت تركيبه غريبه.. ولكن لما التعجل؟..بالتاكيد سيأتي الوقت الذي ساعلم فيها.. ليقل باران بابتسامه .. خلاص كده اتصافينا؟..
ومد يده إليها لتقل كيان بابتسامه خفيفه أظهرت نغزتيها.. اكيد..
وصافحته بهدوء.. وهنا دخل الطبيب سيف ومعه ممرضه ليقل لباران.. انا لفيت مالقتش فهي الممرضه هتعمل الي هقوله..
باران بهدوء.. تمام ... اتفضلي..
وبدأت الممرضه ف فحصها واخبار الطبيب وهنا قرر ان يعطيها مغذي ليخفض درجة الحرارة ولكن كيان بمجرد ان اقتربت منها الإبرة امسكت بيد باران بتلقائيه وقوة.. فربت علي يدها برفق .. متخافيش..
اغمضت عيونها بقوة وعندما دخلت الإبرة ذراعها قالت بطفوليه .. ااه براحة..
فضغط باران علي يدها برفق وقال للممرضه.. براحه شويه معلش طالما خايفه..
الممرضه بابتسامه.. دا من توترها بس متخافيش انتي ماسكة ف جوزك اهو..
تبسم باران بهدوء رغم وقوع الجمله بشكل غريب علي قلبه.. لا يعلم اذلك شعور سعادة ام رجاء للتحقق؟.. انتهت الممرضه وذهبت وقال الطبيب.. هي كدا هتقعد حوالي ساعه وشويه وان شاء الله المحلول يخلص وتقدر تمشي..
كيان.. تمام شكرا..
باران .. تمام تقدر تتفضل..
وما أن ذهب حتي قال لها بابتسامه.. حاسه نفسك احسن ؟!..
كيان بابتسامه.. شويه الحمدلله.. ممكن بس تروح لباباك و.. وممكن اطلب منك طلب..
باران .. اه طبعا اتفضلي..
كيان بابتسامه.. انا عارفه ان مش من حقي اقولك كدا.. بس ممكن ماتزعلهوش تاني.. انت بجد مش عارف بيحبك قد ايه يابختك بيه.. فبلاش تخلي بينكم تاتشات وانت مالكش غيره.. مش دايما الواحد بيبقى محظوظ بأب حنين كدا..
ابتسم باران بهدوء.. احقا تبدلت الأدوار ليتلقي هذا الكلام من شخص غريب.. وقال بابتسامه.. تمام .. هروح اشوفه وارجعلك تاني..
اكتفت كيان بابتسامه خفيفه له.. تركها واتجه الي غرفه والده.. لا يعلم لما شعر ان قدمه تابي الدخول ام هو قلبه الخائف كالطفل ام هو عقله الذي لا يريد رؤيه كرم الجارح هكذا.. ولكنه ف النهاية فتح باب الغرفه ودخل ليجد والده عاري الصدر ملصق بصدره عده اسلاك متصله بجهاز القلب وصوت نبضات قلبه تدوي ف تلك الغرفه الصامته وع وجهه قناع الأوكسجين ومغمض العينين.. فاتجه إليه ليجلس بجواره ليبتسم بهدوء قائلا .. عامل ايه دلوقتي؟..
وضع كرم يده ع راس باران بابتسامه حتى يطمئن عليه.. لم يعلم أن تلك الحركة البسيطه هي بدايه انهيار حصن ابنه الذي بناه ف سنوات..اكتفي بابتسامه هادئه جاهد في رسمها ولكنها لم تدم لثواني حتي أعلنت عيناه عن استسلامها اخيرا أمام كل ما يحدث.. لتنهمر الدموع من عينيه ممسكا بيد أبيه مقبلا إياها بلطف ولهفة كأن تلك القبل هي اعتذارات ع كل لحظات عمرهم الضائعة.. نظر له كرم بابتسامه حب وحاول مسح دموع باران ولكن باران كان ممسكا بيده بقوة كانه خائف من تركه.. ضم يده بقوه ليميل واضعا رأسه علي صدر والده وقد ترك العنان لقلبه وعينيه ليعبروا عن مدي اسفه.. ولكن اي كلمات يمكنها وصف ما يجول بخاطره.. اي كلمات يمكنها التعبير عن هذا الصراع وتلك النيران التي تم اشعالها في قلبه لسنوات .. وان عبرت الكلمات.. فكيف ستحكي عن ما عناه من ضياع وفراغ قد خيم علي قلبه .. وان وصفت.. فكيف ستصل ف الوصف لهذا الخراب الذي حل عليه الآن وكأن كل تلك السنوات كانت هبائا.. فماذا سيحدث أمام اسفه الآن؟.. وضع كرم يده ع راس باران وازاح القناع قليلا وقال وهو يمرر يده بحب ع خصلات شعره... يااااه قد ايه وحشني الحضن دا.. كان نفسي تعرف انك قلب وحياه ابوك بس ف موقف احسن من دا..
رفع باران رأسه يطالعه بوجه غرق ف الدموع واعين عبرت عن معني الندم الحقيقي ليقل.. أنا عمري ما كرهتك يا بابا..
كرم بابتسامه حنيه... عارف.. الي كان واجعني اني كنت عارف انك معمي من كلامهم.. حاولت.. حاولت معاك اني ابينلك بحبك قد ايه بس.. بس ماكنتش بتديني فرصه ولا حتى بتصدقني..
باران مدافعا عن نفسه.. صدقني حاولت والله .. والله حاولت اهدا.. حاولت افهم .. لا مني كرهتك ولا سامحتك حتى..
كرم بابتسامه.. تاب خلاص اهدا كدا وخلاص كله اتوضح والحمدلله.. سيبك من اللي فات عشان تعرف تعيش الي جاي..
كيف له ان يكن بذلك القلب؟ .. لقد فعلت به أفعال حقيرة كدت ان اهدم اسمه مرات عديده.. عاملته بعقوق.. كيف له ان يسامح ف كل ذلك؟.. ارتمي باران يضم والده أكثر باكيا كالطفل الصغير .. حقك عليا يا بابا والله أنا خوفت اكون ماشي ف الطريق الغلط.. خوفت افضل معاك ابقي جاني علي حق امي لاني كنت شايفك سبب موتها وخوفت اعمل حاجة تاذيك بجد وانا معرفش انت صح ولا غلط .. كنت بعمل كل حاجه تزعلك بس ارجعلك تاني خايف عليك .. حقك عليا.. أنا كنت تايه عن الحقيقه.. كنت ضايع وسط كل الي بيحصل حواليا.. كاره كل حاجه ف الدنيا عشان مش فاهم ايه الي خلاني مريت بكل ده.. اتمنيت الموت علي اني اعيش الحياه دي..
رفع كرم وجهه اليه بخوف ولهفه.. موت ايه؟.. اياك اسمعك تقول كدا تاني فاهم ولا لا.. وبعدين ايه اتمنيت دي.. باران انت ماعملتش ف نفسك حاجة صح؟..
فوضع باران رأسه أرضا بحرج من نفسه.. ليقل كرم بقلق.. أصابه رجلك دي بسببك؟؟..
باران بابتسامه.. كانت حادثه عاديه ف سباق..
كرم بتنهيده.. سباق تفريغ غضب زي عوايدك..
مهلا كيف علم؟.. لقد بدأت هذه العادة عندما كنت بعيدا عنه... ليقل باران بمزاح محاولا تخفيف حدة الموقف .. بتراقبني ولا ايه؟..
كرم بابتسامه.. حصل براقبك بقالي ٧ سنين و٨ شهور..
باران بتنهيده حزن .. انت كده بتجلد ذاتي علي فكره..
كرم بضحكة خفيفه.. خلاص حقك عليا.. الا البت الي كانت فاكرة نفسها ف سباق فين؟..
باران ..كانت تعبانه خليتهم يشوفوا مالها ..شويه وهروح اشوفها..
كرم.. كان باين عليها لما جات فعلا..
باران .. اه .. تاب المهم انت حاسس نفسك احسن؟..
كرم بابتسامه حنيه وهو يمسح دموع باران.. بقيت احسن كتير..
باران بابتسامه .. فستكت خالص يا كرم..
كرم بابتسامه.. فشررر دا انا جامد ياض عيب عليك..
باران بضحكه ساخره .. لا واضح فعلا..
كرم بابتسامه.. ماشي ي سكر.. تاب روح شوف البت وتعال طمني عليها..
باران .. ماشي .. انت مش قاعد ف المكان ده كتير صح ؟!..
كرم بابتسامه.. سالت الدكتور قبل ماتيجي قالي هفضل النهاردة بس وهنمشي بكرا..
باران .. امممم ماشي..
فقد أصبح باران يكره المستشفيات بسبب كثره ما جلس بها برفقه أمه ف ايام مرضها.. ليقل كرم بابتسامه.. بس انا قلتله اني هخلص الجلسه دي وامشي..
باران .. لا ليه؟.. طالما قالك انك محتاج تفضل خليك وانا هقعد معاك..
كرم بابتسامه.. عايز يخليني هنا حاجة وقائيه.. انا كويس اروح ارتاح ف البيت احسن..
باران .. كرم بطل إهمال ف نفسك طالما قال اقعد يبقى اقعد.. فين المشكله؟..
كرم بابتسامه تلقائيه... ايوا بس انت مش بتحب المستشفيات مش حابب اقعدك ف حته انت مش مرتاح فيها..
تبسم باران رغما عنه فرحا بقلق والده عليه.. ليقل بابتسامه.. ولا يهمك يا عم أنا عندي كام اب يعني..
كرم بضحكة خفيفه.. اكيد واحد.. يالا روح شوفها وتعال..
باران .. هشوفها وجايلك تاني..
وتركه وذهب إليها..ليجدها تتحدث ع الهاتف قائلة.. ي مامي والله انا كويسه.. هتيجي فين بس انا كويسه..حاضر ي ماما انا ف مستشفى... ماشي حاضر سلام..
واغلقت الخط معها..لتجده يجلس أمامها بهدوء.. لتقل له.. مستر كرم عامل ايه دلوقتي؟..
باران بابتسامه.. احسن الحمد لله.. بس هنبات هنا النهارده..
كيان بتعجب.. ليه كدا؟..
باران .. مافيش بس قالوا إن ابويا يفضل النهارده تحت الملاحظه احسن..
كيان بابتسامه.. كويس ف تقدم بقيت بتقول بابا..
باران بضحكه خفيفه .. مركزه انتي بزياده..
كيان بابتسامه خفيفه رغم حزنها.. كنت بستغرب ليه عندك اب زيه كدا ومش بتقول بابا.. ف حين ف ناس تانيه كان عندها جلادين وكانت مجبورة تقول بابا وهي مش حساها..
باران بتنهيده .. للاسف مش كل حاجه ليها تفسير..
كيان بابتسامه.. عندك حق والله.. يالا الحمد لله..
باران ببسمه خافته .. عامله ايه الوقتي؟..
كيان بمزاح لتخفيف الموقف.. هو انت بتتكسف تبتسم زي الناس؟..
باران بضحكة.. الله.. ما لسه ضاحك من شويه.. هو اي اعتراض وخلاص؟..
كيان بضحكة تلقائيه.. ايه ي عم ضحكتك حلوة الله..
باران بضحكة .. الله دي معاكسه بقي؟..
كيان.. لا دا انا بجبر بخاطرك بس..
باران .. ماشي يا ستي الله يخليكي..
وظلوا هكذا لدقائق حتى دخلت روح اليهم بسرعه ولهفه.. اتجهت إليها بسرعه تمسك بوجهها بقلق ولهفة..مالك يا نور عيني؟..
كيان بابتسامه.. انا كويسه الحمد لله والله اهدي..
روح بانفعال وقلق .. اهدا ايه بس؟.. حرام عليكي قلبي وقع ف رجلي..
كيان بابتسامه..سلامة قلبك اهدي بس والله انا كويسه.. اعرفك باران ابن مستر كرم..
صدمت روح لثواني.. ماذا يفعل هنا؟.. ولكنها قالت بابتسامه خفيفه.. اه اهلا ي باران..
باران بابتسامه .. اهلا بحضرتك..
كيان بابتسامه.. تاب قوم انت لباباك ماينفعش يبقى لوحده وانا هخلص واجي اطمن عليه..
باران بابتسامه.. طب ماشي.. عن اذنكم..
وتركهم وذهب.. ماذا يفعل كرم هنا؟... قالت روح محاولة ان تكن هادئة.. هو هو أبوه جه معاكوا ؟!..
كيان.. لا دا احنا الي جينا بيه ع هنا.. نفسه ودقات قلبه كانت مش مظبوطه..
صمتت روح تماما لا تقوي علي التحدث من خوفها عليه حتي نهضت قائلا.. هطلع اشوفه .. الدكتور يعني اشوفك عامله ايه الوقتي..
كيان بتعجب.. مامي انتي كويسه؟..
روح ..ها.. اه أنا بس من خضتي عليكي ي قلبي..
كانت كيان ع وشك التحدث ولكنها تركتها وذهبت.. ماذا بها؟.. اتجهت روح إلى إحدى الممرضات وسالتها عن حالة كرم الجارح..فقالت لها الممرضه.. دلوقتي بقا احسن كتير الحمد لله ضربات القلب رجعت طبيعيه والتنفس برضو.. بس هيفضل للصبح احتياطي..
روح بهدوء.. تمام.. ميرسي..
وتركتها وذهبت لتجلس ع إحدى المقاعد أمام غرفة ابنتها..
( ليه مقولتليش انك ف المستشفي ) ارسلت له فورا..
كرم بعد دقيقه..(حقك عليا والله لسه ماسك الفون دلوقتى..)..
( عايزه أشوفك ) ارسلت له ويدها ترتجف من قلقها وخوفها عليه..
كرم.. (انا لوحدي ف الاوضه تعالي)..
( طب ماشي ) واتجهت إليه بسرعه...
اتجهت اليه متناسيه وجود ابنتها وابنه هنا.. اتجهت اليه متناسيه انهم ف مكان عام.. اتجهت اليه متناسية كل منطق ف الكون... فعند الخوف واللهفة يتم الغاء كل منطق ف الكون..
ي ترى ممكن حد يشوفهم؟..
ي ترى ايه السر ان قسمت تعمل كدا؟..
ي ترى دي بدايه قصة حب جديدة؟..
وهنا سكنت الأقلام حتى تلتقي بكم مرة أخرى مع أحداث أكثر إثارة وتشويق🔥🔥🔥🔥
قراءة سعيده للجميع❤️💚🌿
YOU ARE READING
من أول نظرة🖤
Romance"لا نهايات للحب.." الحب الذي انتهى لم يكن حُبًا منذ بدايته، فالحب لابد أن يُعاش.. لا أن يصبح من الذكريات.. من يحبك بصدق سينبت في الأرض ورودًا لأجلك، ويزرع في قلبك حبًا وأمانًا لا يزول، سيحارب القبيلة والعادات لينالك، من يحبك لن يكسر قلبك، ولن يتخلى...
