سفر[1]

880 40 3
                                    


تتشكل الاختلافاتُ في شتى الأمور، وتتقلّبُ الأيام وتمضي، وايان مؤمنٌ بقُدرته على ان يتعايشَ معها.

حياتهُ التي قضاها في دولةٍ مُختلفة عن التي ولدَ بها لم تكن أمراً يسيراً ولم تكن عصيبةً أيضاً! هو استطاع العيشَ بها بما ان دولتهُ الأم لم يقضي فيها سوى سنواتٍ قليلة لا يتذكرُ بها إلا القليل، ولذلك... هو حصلَ على لُغتين يُمكنه التحدث بها، والديه حرصا على تعليمه لُغته الأم والمدرسة تكفّلت بلُغةِ البلد التي يعيشُ بها.

الإختلافُ بين كوريا وبريطانيا شاسعٌ جداً! وايان قادرٌ على التكيُّف، هو امتلكَ الكثيرَ من الصفات-العادات-التقاليد من الدولةِ الاجنبية وتأثرَ بالقليل من خصالِ والديه.

وبالرغمِ من ايمانهِ ذاك إلا انه لم يتوقّع يوماً في أن يعودَ الى منزله بعد انتهاءِ السنةِ الثالثه من دراسته الجامعيه أن يُقابله والديه ويُخبرانه عن سفرٍ في نهايةِ الاسبوع الى كوريا.

" هذا مُفاجئ حسناً! لما نحن سنذهبُ الى كوريا فجأة؟ "
تساءل بعد ان جلسَ على الأريكةِ وحصلَ على قطعةٍ من الكعك واستمع لوالده.

" أخبرتُك من قبل بشأنِ شقيقي؟ لقد أصرَّ هذه المرة على عودتي والبقاء لديه طيلةَ الاجازة، ومنذُ أني لم أفعل ذلك من قبل برفقتكما فلا سبب للرفض. "
" مازلتُ مُتفاجئاً من الأمر! شقيقُك لم أره من قبل وجاهلٌ تماماً بما يصلك بأي شخصٍ من هناك... "

انهى قطعةَ الكعك التي بيده واستقامَ مُردفاً
" ولكن لا بأس بما انه في نهايةِ الاسبوع، استطيعُ موازنةَ الأمور في رأسي قليلاً "
وقبلَ ان يُغادرَ الحُجرة قبّلَ وجنةَ والدته وأكملَ طريقه لحُجرته، هذا يومه الأخير في هذه السنة واُستقبلَ بأكثرِ أمر لم يُتوقع، جلسَ على سريره وخلعَ جواربه البيضاء الطويله مع سُترته ذات اللون الأزرق، وألقى بها جانباً، ثم أحلَّ أزرار صدريته بيدٍ واحدة وبالأُخرى نقر بها على شاشةِ هاتفه سريعاً يُراسل أصدقائه، مُعتذراً عن عدمِ حضوره للمخيمِ الذي اتفقَ الجميع عليه للاسبوعِ القادم.

استلقى بعد أن أحلَّ الازرار الثلاثه ولم يخلعه، بل أضافَ زراً آخر ليحلّهُ من قميصه الأبيض، هو يشعرُ بالنُعاسِ كثيراً فالبقاءُ مُستيقظاً طيلةَ ليلة الأمس قد سرقَ الكثير من ساعاتِ نومه وجُهده.

وذهبَ في نومٍ طويل عميق يحملُ أحلاماً عشوائيةً عن ذهابه الى كوريا بطريقةٍ مجهوله!

ثم استيقظَ بمزاجٍ غير جيد بسبب تِلك الأحلامِ الغريبه! وبدّلَ ثيابه الى أخرى أكثرَ راحةٍ ليخرج ويأخذَ طريقه للمطبخ.

" جيد لقد استيقظت، صنعتُ العشاء وخشيت بأنك لن تحصل عليه وهو دافئ. "
ابتسمَ لوالدته التي تُرتب جوانب المطبخ وجلسَ على الكُرسي حول طاولةِ الطعام وتساءل حالما وجدَ طبقاً واحداً فقط!

「 OneShots 」 HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن