END سفر[2]

956 38 1
                                    



وعلى الرغمِ من كُل ذلك, هو يستمرُ بأفعاله، في اليومِ التالي حين قرر هيونجين الذهابَ لعملهِ لكونهِ يشعرُ بالعافية، ايان تَبِعهُ بعد عدّة ساعات، يُفاجئه بحضوره، وهيونجين هزَّ رأسه مُبتسماً حين ولجَ ايان للداخل، يستشعرُ جسدهُ اولاً برودةَ المتجرِ الموسيقي، لينظرَ للارجاءِ بعد ذلك تتنقلُ عيناه بين آلات الموسيقى، تنعكسُ عليها الاضاءاتُ الصفراء لتُظهرها أكثرَ جمالاً.

" واه! أخشى حقاً لمسها بعد رؤيتها بهذا القُرب "
تمتم بذلك، ليُظهر ابتسامةً حين أقتربَ لـ هيونجين الذي خطى نحوه.
" لا تقل بأنك هنا بسبب قلقك! "

أبدلَ ابتسامته بوجهٍ منكرٍ حالاً لينطق
" مستحيل! أنت صحيٌ تماماً وانظر.. "

رفع يده ليضعها على جبينه مُتحسساً حرارته
" حرارةُ جسدك ليست مُرتفعه وهذا هو الأهم "
وابتسمَ هيونجين.

ايان يُمكنه تزييف ذلك، يُمكنه اخفاء قلقه، وخطى بجانبِ هيونجين حين تحركَ بين الآلات
" وأنت, كيفَ هي قدمك؟ "
" لم يكن سوى التواءٍ بسيط انه بخيرٍ تماماً الآن "

اومئ هيونجين، يستمرُ بالمشي بخطواتٍ بطيئه، يشعرُ يعضدهِ يصطدمُ بكتفِّ ايان عدّة مرات، ولم يبتعد
بعد عدّة خطواتٍ هو التفَّ برأسه ينطق سؤالاً آخر
" اذاً, هل أنت تقرأُ جيداً؟ "
" همم! "
رمشَ ايان على السؤالِ المُلقى عنوةً وأدركَ بعد ذلك مقصده، ليضعَ أنظاره للأمام مُتردداً بشأنِ اجابته! واستمع
" إلى أين وصلت؟ "
" لقد كنتُ أقرأ كثيراً لذا فقدتُ عد الاجزاء! اعتقد في الثامن أو التاسع "
زفرَ ايان حين شعرَ بأن هيونجين يودُّ نطق سؤالٍ آخر ولكن زبوناً ما ولجَ للمتجرِ ليستدير هيونجين سريعاً ويتجهَ نحوه، لم يعتقد بأنه سيسأل عن ذلك! بل كيفَ لـ هيونجين ان يسأل وهو يعلمُ محتواه! لا يُمكن لـ ايان الاجابةَ بشكلٍ صريح أبداً!!
انتظرَ بهدوءٍ في نقطةٍ بعيدة قليلاً حتى انتهى الزبون وخرج ليرسُم ابتسامةً على شفتيه حين اقتربَ هيونجين بخطواتٍ منه، وتحدث
" سأعودُ الآن, والدتي تُريد أن أشتري لها بعضَ النواقص "
" حقاً؟ أنت لم تأتي لزيارتي لأنك قلقٌ عليُّ؟ "
" مـ-.. "
أمالَ ايان رأسه للحديثِ الغير متوقع وأجاب بعد ذلك
" أخبرتُك! لقد خرجتُ في الحقيقة لأجلِ أمي ولكن مررتُ بجانبِ متجرك فقط! "
" اعتقدتُ بأنك تكذبُ بشأنِ ذلك وكنتَ خَجِلاً من الاعتراف! "
" هيونجين!!! "
بخروجهِ بعد ذلك هو زفرَ الكثير من الأنفاسِ وتمتم
" أهذا واضحٌ على وجهي؟ "
هو يكذب!
بل يستمرُ بفعلِ ذلك!
لم يخرج لأجلِ والدته ولم يكن هناك ما يجبُ ان يشتريه!
قَلِقَ وقطعَ الطريق للمتجرِ حتى يطمئن! فـ إصرارُ هيونجين على الذهابِ لعمله كان بسبب تغيبُ مينهو أيضاً فوجبَ عليه الذهاب، ليسَ وكأنه لم يكن مصاباً هو ايضاً ومازال يشعرُ ببعض الألم بكاحله...
هيونجين الذي أكملَ ساعات عمله بهدوءٍ، يستقبل الزبائن ويودعهم، أغلق باب المتجر خلفهِ حين أنتهى وقتُ عمله وحلَّ الليل، رفعَ المظلة فوق رأسه فهُناك قطرات من المطر تهطل، هو ألقى نظرةً على الطقسِ قبل خروجه والانباءُ تخبر بشأنِ الأيام الماطره المتواصله.
عادَ للمنزل و ولجَ للداخلِ يضعُ المظلة بمكانها بعد ان أغلقها.
" لقد عدت "
" مرحباً بعودتك, هل كان المطر غزيراً بُني؟ "
والدته التي استقبلتهُ أمام الباب نطقت وهي تقبضُ على يديها قلقة، ولتزفر حين نفى هيونجين اجابةً وتحدث
" انه خفيف ولطيفٌ ايضاً "
هزّت رأسها وابتسمت بخفه تلتفُ عائدةً للداخل ولتتحدث اثناء ذلك
" أتريدُ عشاءً؟ ايان سبقك بتناوله وصعد للأعلى لينام "
همهم وتساءلَ بداخلهِ عن سبب نومهِ المُبكر؟ الساعةُ مازالت الحاديةَ عشر، صعدَ هو ايضاً ليُبدل ثيابه إلى اخرى مُريحة، وبدلاً من ان يشقَ الطريقَ الى حُجرته هو استدارَ نحو حُجرةِ ايان، وقفَ أمامها واقتربَ قليلاً يتأكدُ من السكونِ بداخلها، ليُدير المقبضَ بعد ذلك ويفتحَ الباب بهدوءٍ شديد، يُلقي نظرةً قبل ان ينسلَّ بجسدهِ للداخل، يُعيد اغلاق الباب خلفه بذاتِ الهدوء الشديد، يعزلُ أصوات الازعاجِ التي تأتي من الأسفل بسبب العائلتين السعيدة.
استدارَ لتقعَ عيناه على السرير الذي حملَ جسد ايان النائم بعمقٍ فعلاً، والغطاء يصلُ الى نصفِ جسده ويداه ظاهره، خطى بخفّة نحوه ليقفَ أمامه، يُبقي أنظاره الساكنةَ عليه لبضعِ دقائق قبل ان ترى عيناه شيئاً مألوفاً ليلتفَ برأسه يرى حاسبه المحمول فوقَ مكتبه.
آه, ذلك اذاً ما جعلَ نومه مُتقلباً.. هو حتماً يستمرُ بالقراءةِ دون توقف.
أعادَ وضع أنظاره على الوجهِ النائم وانحنى بجسدهِ قليلاً، ليرسمَ ابتسامةً طفيفةً على شفتيه وانخفضَ بجسده حتى جلسَ على قدميه واحتضنَ ساقيه إلى صدره، السرير ذا الارتفاعِ المُنخفض يجعلهُ قريباً للحدِّ الذي يُريده هو، مدَّ يده ليُبعد بسبابته خُصلةً ساقطةً على وجهِ ايان، لا تختفي ابتسامته عن الظهورِ أبداً، وتساءلَ في ذاته عن عدد المراتِ التي أصبحَ بها يلجُ لداخلِ حُجرة ايان أثناء نومه؟ ويبقى لنصفِ ساعةٍ أو أكثر ينظرُ له بهدوءٍ تام.
هو يتذكرُ المرةُ الأولى، يومهُ الأول.. ليلتهُ الأولى هنا.
هيونجين لم يستطع ان يمنعَ ذاتهُ أبداً من ان تدخل الى الحُجرة! على الرغمِ من قلقه الشديد ان كان البابُ محكم الإغلاق أم ان ايان مُستيقظ! وفعلَ ذلك... البابُ مفتوح وايان نائم بشدة لتعبهِ من السفر الطويل.
تِلك, كانت مرتهُ الأولى.

「 OneShots 」 HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن