حُلم مجيد

165 14 20
                                    

تفتح عيونها الصغيرة على دنيا كبيرة، قاسية و خطيرة.
حاملها أبًا حنون، قلبهُ لها ممنون و في نفس الوقت، على والدتها مقهور و الكُل حزينون، ففداء ولادتِها تركتهم والدتها.

تمر السنين، وتكبر اسيل في قلبها حزنٌ مرير ففي يوم ميلادها سُلبت سعادتُها، يا بئر الحنان، جفت الاجفان، على كل يوم ميلاد، اتذكر فيه اني حرمت منك يا أجواد، ابنتكِ لحضنك تشتاق، لم تنلهُ لكنها تحتاج.

"لا احتفالات ب يوم الميلاد اصبح اليوم حداد على امي أجواد" صرخت اسيل بهذه الكلمات رداً على صديقتها وعد.

ردت وعد بحزن شديد و خذلان اكيد "آسفة يا اسيل، نسيت ان والدتك توفيت في هذا اليوم، اردت فقط أن نفرح"

تهدئ من روع صديقتها الوحيدة قائلة "لا عليكِ لم احزن... فقط لا اريد ان اتذكر ان من اتمناها ماتت لكي اعيش" و سكتت قليلاً ولاحظت ملامح الحزن على صديقتها فمزحت معها "اعرف انك كنتي تشتهين قطعة من الحلوى، سوف اشتري لكِ واحدة بالشيكولاتة"
ضحكت وعد و قالت "حسناً لم اعد حزينة، لكن سيزيد العرض لقطعتان، و زجاجة مياه"

"موافقة" من بعد موافقتها ذهب كلاهما لمحل الحلويات و اشترت اسيل قطعتان من الحلويات، لكن منعتها وعد من الدفع و دفعت هي، و اعطت اسيل قطعة و هي قطعه.

"ولما فعلتي هذا اليس من المفترض اني من سيشتري لك القطعتين؟" بعد ان قالت اسيل هذه الجمل متفاجئة، ردت وعد عليها وهي تقهقه. "هل صدقتي التمثيلية... فقط اردت ان تأكلي الكعك في يوم ميلادك."

ظلت تفكر اسيل للحظات و لم تمس قطعة الحلوة و بدأت الدموع تسيل من عيون أسيل..
و بدأت وعد بالقلق و الارتجاف أيضاً "آسفة...بالله عليك لا تحزني لم اقصد، اردت فقط ان تفرحي بيوم ميلادك ولو بقليل..."

و صمتت و من ثم استمعت لأسيل تبكي بصوت اقل و تقول "لا اريد الاحتفال او الاستمتاع ... اريد امي بجواري، اريد حضنها و حنانها، اريد وجدانها معي، الهم لا اعترض على قضائُك، سأستمر في دعائك، بلقائها في جناتك"
لاحظت على وعد التفاجؤ مبهورةٌ مسحورة تقول "لم يبكيني كلامك بقدر ترتيبك لكلامك"
فردت اسيل في غضب يسيل و رسمت تجهم بسيط "مشاعري لا تفرق معك بل سجعي ما يبكي اعينك؟؟"
قهقهت وعد، ثم قالت "مشاعرك في عيوني، و على رأسي، لكن اتحدث عن انك موهوبة... ما شاء الله، لا تفكرين في تأليف قصة؟"
"لا" بدون اي تفكير، نهت عن الأمر بملامح تقول، لن افعل هذا مهما حدث.

عادت لمنزلها، فتجد والدها منتظرها، بكعكةٍ يفاجئُها، فالصدمةُ انتابتها، قائلةً بدون تفكير "منذ متى ونحن نحتفل بموت من نحب، لا اريد اي ود، فلا اقاوم انتظار الغد، فانا كارهةٌ لهذا اليوم."

حزن الوالد و رسم الحزن، و قال في صوت مهموم "عزيزتي، يا دنيتي، لا غيرك بقى لي، حلمي قبل موتي، رؤيةُ صف لؤلؤكِ يُشع نور البسمة، بسمتك تجعل قلبي دافئ في ليلةِ بارده."
نظرت الى والدها و ابتسمت ابتسامه صغيره قائلة "اطلب فقط يا ابو اسيل و ستجد الابتسامة قلبك فيها اسير، يا اميري الكبير، افرح بدون تفكير"
ضحك الاب فرحاً و قال "اهن منك يا اسيل دائماً تضحكيني و انا مرير، ادامني الله لك، حتى اجدك في بيتك و مع زوجك"
تحولت الابتسامة الى ملامح طفلة غاضبة تسخر و تقول "انا طفلة صغيرة تريد ان تزوجني و يكون عندي والدان وليس واحد؟ لكن لا عرض مرفوض يكفيني أمير واحد يا بابي"
ضحك الاب فرحاً "ههه حسناً يا اميرتي الصغيرة"
ذهبت للنوم تقرأ بكتاب أمها، كتابٌ بعنوان 'حبٌ ما بعد اشتياق' و قبل نومها وقعت عيونها على كلمات امها تقول" اهن منك يا حضنٍ لها اشتاق، سلبوني حبي و من اليوم لا إشراق" كانت جملةُ يقولها البطل حزناً على فقدان حبة، رغماً عن قلبه يائساً من وضعه...
فتنام اسيل باكية تشعر انها حرمت من حضن امها، الدمع في عيونها تتخيل اصدقائها غارقون ففي الاحضان مُنعمون.

تنام و في خاطرها أن تكون امها جزء من حلمها.. تغط فالنعاس و تتعمق الأنفاس... ضباب ما بعدة ضباب لا يوجد الا البياض، نورٌ من بعيد هل هذا ما أُريد، "أهي امي، حُلمي المجيد!!" .

يتبع....

أَسِيل(متوقف مؤقتاً)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن