ادركتُ حياتي

63 8 37
                                    

صُدمت بما رأت فحتى انها انبهرت و عيونها تلألأت، و في حضنهِ دمِعت "ابي يالَ فرحتي، هكذا تكتمل سعادتي في دنيتي" كان والدها في هيئةِ سلطان، بدأت عيونهِ باللمعان و هما تدمعان و في عناقهما يتألمان، فكأن لغةِ العناق تقول 'انا مداوي لجروحِ الاشتياق، من الان لا افقاد ولا مشتاق.'

ماشيةٍ مع والدها و للأسف زادت حيرتها، هل هذا والدها ام هذا حلمٌ و في النهاية سيؤلمها، تفكر و تفكر و لا تنظر لطريقها، في سهوتها و الا بها تفيق بعد أصطدامها، تنظر بتفاجؤ بمن صدمَت، " من انتَ" تفوهت بلا تفكير و في عيونها بكاء كثير ففي رأسها تعتقد انه انتهى حُلمها.

يرد و يقول وهو في قلقٍ مغمور" اعتذر اميرتي لم اقصد الاصطدام بكِ..." انهى كلامه منحنياً معتذراً
و سارع بالاستئذان و مشى و كلاهما يرتعشان، هي بقلبها جبال من الاحزان، ففي عقلها كلها احلام ستنتهي عندما تستيقظ من المنام.
وهو خائف من الايام التي اوقعت قلبه ببنت السلطان، و التي نفسها الايام التي ستبعده في زمن من الأزمان.
في المساء، ذهبت بطلتنا و في قلبها الاستياء، و على وسادها، تنهار من البكاء "تباً للغباء، اعتقدت اني سأسعد بحلم نهايته بلاء".

تكف عن البكاء و تبدأ بالاسترخاء فتشُم رائحةَ تشعرها بالرخاء، مزيج من الخوخ و الريحان، يُفتح الباب و تزداد الرائحة بما طاب، و تدخل والدتها، و في حضنها ضمتها، و تزداد ضربات قلبها.

و تقول لها في صوتٍ ناعم و في همسٍ "ماذا يجري لكي يا اسيل و اين ابتسامتكِ ذاتُ صفي اللؤلؤ الجميل، أهذه دموعٌ ام نهرُ حبٍ يسيل، على وجهٍ له أميل، فجماله ليس له مثيل" و تبتسم اسيل و قلبها فالحزن أسير، تقول لأمها و هي تشهق فلبكائها تأثير، و لاحظته امها و تحاول التخفيف عنها في هذا الوقت العسير.

فسألتها "ما بكِ يا اسيل، من متى و قلبك للحزن اسير، الستِ سعيدةٓ بتواجدي معكِ ؟ الم تكن تلك امنيتكِ"
فردت عليا اسيل، و دموعها على وجهها، و تقول و كأنها عقيمة السعادة، و تقول " لا توجد افاده، فقلت ام لم اقل ستظل تدمع المُقل، حتى يزول الثِقل، و ثقلي هنا هو حلمي و اريده ان ينتهي، فلا اريد ان اتعلق بكِ، و اعرف ان النهاية فراق و مجددا سأشتاق"
فردت عليها بعناق، و تقول في اذنها و هي بها متشبثة "صغيرتي يا حبيبتي، لا اعرف عما تتكلمي، ولكن لا تبكي، فإن كان حلمكِ يعجبكِ، فماذا بحزنكِ تدمرين فرحتك؟، افهمي يا فتاتي فهذه ليست حياتي بل حياتكِ و كل لحظة جميلة حتى لو حلم فبها استمتعي و على ربكي توكلي، وان كان نهاية حلمكِ حزينة فأجعليها سعيدة، فهذا حلمكِ وانت من تتحكمِ" تنهي كلامها و تترك البسمة على وجه ابنتها.

وفي هذه الليلة لم تترك اجواد ابنتها و اخذتها في حضنها، و يدٌ تحتضن و يدٌ تربت على شعرِها، فأغمضت اسيل عيونها و غطت في نومها، فنامت امها و هي في حضنها، و تشعر بألمها.

تتمايل والدتها، فتتمسك بها اسيل بقوة و تتفوه بكلمات وهي نائمه "لا تتركيني ارجوك، فالأمت قبل ان استيقظ من هذا الحلم"
فتدمع امها و تقول بهمسها "انا معك، لن أرحل و هذا وعد و تذكري كلمتي، طالما معكي روايتي فانا دائما معكِ"

في صباح اليوم التالي تصحو اسيل و والدتها فحضنها كما نامت البارحة فشعرت بسعادة ممزوجة بقلقٍ قليل، تتحرك ببطئ حتى لا تيقظ امها لكنها استيقظت و فتحت عينيها و مدت يديها على شعر اسيل و بدأت بالتربيت قائلة "هل تشعرين بتحسن يا عزيزتي؟"
فسحبت اسيل الكثير من الهواء شهيقاً ثم اخرجته زفيراً ثم قالت بصوت خافت و مسكين "ما دمت معكِ فأنا بخير، ولا اريد الاستيقاظ"
و جلست والدتها على السرير قائلة بصوتٍ يكاد ان يكون يائساً "اسمعي يا اسيل، روايتي قد مضت و دوري كُتب، الان هذه روايتكِ و الان و حالا دوركِ بيدك السعادة و الحزن، بيدك الخيال و الحقيقة، امامك المغامرة و الخوف، كما حياة كل شخص انتِ المتحكمة انتِ حياتكِ كتاب و عقلكِ القلم، ابدعي يا فتاة!" انهت كلامها و اسيل تبدو مقتنعة لكن متحيرة في امرها بدأت الحيرة تقتلها تشعر و كان كل هذا حقيقي لكن عقلها لا يصدق.

تذهب للحمام لتستحم و تغير ملابس النوم، لتستعد لمغامرات اليوم و ذهبت لتناول الفطور هي و امها على طاولة اطول حتى نصف الحجرة، مليئة بالأصناف تبدأ أسِيل فالأكل، كانت تآكل بسرعة و شراهة كأنها لم تأكل من اربعين يوم، فتنهي طعامها، و تُقبل والدتها و ترحل لاستكشاف المملكة، و كانت متحمسة بشدة فمن صغرها تريد ان تعيش تلك الحياة، قصور و حدائق و ازهار بكل مكان.

فخرجت من القصر عقب صلاة العصر و الجو كان جميل لا بارد ولا حار، مع رائحة الرحيق في كل مكان، ترى الانهار تفرح، ترى الريحان تتبسم.

تمشي بين اعشاب كثيفه و طويلة و تلقى شجرةَ عريضة جلست و اراحت ظهرها عليها حتى غفت...

و بعد ساعات شعرت بأحد يتكلم بقربها ففاقت و تسمع تذمر "ياليتني كنت وزيراً او اميراً اهن قدمي تؤلمني حتى لم يجعلوني اركب حصاني، تبا للفرسان"

فقامت فزعة و بات تبحث و نظرت خلف الشجرة وجدت الفتى التي رأته في حلمها و في قصرها حاملا كيس من رقائق الناتشو و رائحة الجبن تفوح منه فاقتربت منه و قالت "يا فتى الجبنة، من انت و لما دائما اراك بقربي؟"

فكوم الكيس بيده سريعاً و ع وجهه الدهشة و القلق "اميرتي انا... انا.... لم ارك اقسم اني لا اعرف انك هنا"
فقالت له و هي ترفع حاجباً "و من انت؟"

يتبع...

اسف عالتأخير امتحانات و اكتئاب كثير.
الفصل مش قد كده.
عيونكم تستاهل احسن🍓

أَسِيل(متوقف مؤقتاً)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن