"ما.. ماذا؟ من هذا؟" تفوهت بهذه الكلمات بتفاجؤ و خيبه صغيره و كانت تنظر الى هذا الشاب من بعيد و كان طويل القامة، ذو جسد رياضي يشبه رقائق الناتشو المثلثة، و شعر اسود طويل، ناعم كقماش من الحرير، عيونٍ لون الرمال البنية يرتدي بنطال اسود و قميص ابيض.
بدأ يقترب منها ببطء فسألته "من انت؟"
فأكمل طريقه و بلا مبالاة، بدأت بالرجوع و الخلف تعرف أنه حلم لكن الخوف يطعن قلبها قلقاً و اتى ناحيتها و امسك بيديها و قبل ان يحدث اي شيء، استيقظت من حلمها، متعجبة من امرها من هذا و لماذا و كيف اتى، لم تشغل بالها.
لبست ملابسها و ذاهبة لمدرستها، انتظرت صديقتها، حتى التقطها، بدأت اسيل بالحديث عن حلمها الغريب، فمزحت وعد قائله وهي تقهقه "هل هذا حبك الجديد، هههه فيقي من الحلم لقد انتهى"
فبدأت اسيل فالتبسم وقالت "حب؟ اي حب انا لا اعرف معنى الحب..."
اكملتا طريقهم للصف و بدأ اليوم الدراسي بشكل طبيعي، و بعد انتهاء اليوم في طريقها لبيتها تريد احتضان النوم.
ذهبت للبيت، و خلعت ثيابها و جسدها متعب بشدة و عيونها بالكاد تنفتح، لبست البيجاما الوردية المليئة بالأزهار، فنامت و في املها ان تحلم بأمها.
دخلت عالم الاحلام، و فيه تفاجئت، فرأت امها فبكت، دموع و دموع، تريد العناق حتى تدفئ الضلوع، جرت عليها و بدأت بعناقها و قبل لمسها... سالت الدموع...استيقظت من الحلم، فزادت الدموع فلن تهنئ بعناق، و الان قلبها موجوع، فبدأت بالصلاة و مع اول ركوع زادت الدموع، ولا ستطيع الصمود فلجأت للسجود، وهي تدعي لله أن ترى امها فلا طعم للحياة بدونها.
و بعد أن انتهت، على سريرها جلست، بكت و بكت و على ربها توكلت.
نامت حزينة و في عيونها الدموع لم تجف، صحت من نومها "اين انا و ما قد جرا" كأنها فقدت الذاكرة."و الحب هو لغة القلوب، و انا قلبي الدؤوب في حبها مسحوب" بدأ جسدها بالقشعريرة، تكاد تموت خوفاً "من قال و من هذا" بدأت بالقلق، تبحث و تبحث لم تجد شيء، وجدت كتاب امها بالنور يضئ فزاد الخوف على قلبها الرقيق.
صفحات الكتاب تطير، امسكت بالكتاب و يدها تقشعر فتبدأ الصفحات تستقر، على صفة عنوانها يقول 'انا معك حتى لو لم أكن بجوارك'
و كانت اول جمله مكتوبه " انا معك و اشعر بشعورك ، يقتلني ضجورك"
ابتسمت و في داخلها خوف يغمر قلبها و دهشة مما يحدث...
تنهدت بصوت عالٍ خوفا مما رأته، الكتاب كأنه يصدر منه صوتٍ يسرد و يقول، بصوت انثوي مجهور، فيه صداً جسور، يردد و يقول "فل يعم النور، و تتفتح الزهور، وككل صبور كتب عليكَ السرور، افرح يا فخور، فقلبي لك مسحور"
انتهت من الكلام، و الا بأسيل مغمى عليها....تفتح عينيها و يدها عليها، تبدأ بان تفيق، بدأت ترى بريق، تحاول الاستيعاب لكن صدمت بمن التقت، تحجر جسدها و بدأت بالقشعريرة و الخوف الشديد حتى سخن جسدها و بدأت فالبكاء الهستيري فمن رأت كانت... امها واقفة امامها ترتدي زي فضفاض باللون الزهري، مع حجاب زهري شفاف، تبدو مثل السيدات في الروايات التي تتحدث عن عصر السلاطين، كانت فاتنة الجمال.
عيون تسحر لا محال، لونها لون الرمال..."انتِ احلى من كل الصور لا محال، و حتى اروع مما تخيلتكِ في عالم الخيال"
اكملت البكاء في حضنها و هي لا تصدق ما يحدث لها، لكن لم تتكلم امها لكنها معها اصطحبتها.
اسيل لا تعرف ماذا يصير، فقط كل ما تفعله هو البكاء و هي تسير.
توسع بؤبؤها، و انارت بسمتها، و ظهرت صفّي لؤلؤها، مما رأت ابصارها، قصور جمالُها يفوق مما تصفُها السطور، ليست كقديم العصور، فجمالها سحرها من شدة البهور.
"وكما احببتِ يا عزيزتي، و كما قرأتِ في رواياتي و ها هي قصورٌ بما عيونكِ تشتهي" قالت الأم بصوتها و من اول حرف فبأسيل يتلهف سمعها و تسعد أذنها و تدمع عيونها و قائلةً بفمها" فيا ألمٍ اقسى من ألم قلبٍ حُرِمَ من حُبهِ، فيمرُ اليوم بمثابةِ دهرٍ، و كل ثانيةِ تطعن، و كل ساعةِ تقتل".
دخلت مع أمها الى قصرها، وهي لا تسعها فرحتها "قصركِ يا اميرتي" فارس انيق، درعه يلمع بالبريق يرحب بها ترحيب عريق.
تبتسم و تقول "لم أذق جمال الترحيب بقدر تذوقي جمال قائلة اللَبيب" بعدها فالقصر متجولين، و في كل خطوةٍ تشعر انهم مبجلين، ترحيب و تراحيب تنهمر عليهم و هذا غريب، لم تشغل بالها، و لكن!!
تمكن منها الرِيب و بدأ التفكير، لحظةِ من الاستيعاب، بدأت فالبكاء...
و إلى غرفةٍ فالارجاء دخلتها للاختباء، و لتسمح للبكاء بالتفشي بجسدها و عقلها، و يزداد البكاء معه التذمر و الاشتكاء" ليس هذا ما اشاء فبعد سعادتي التي غمرت الاعضاء، و جعلت قلبي يشع بالضياء، فبدأت بالارتخاء، تحاول تهدئه الاعصاب و تحاول تجاهل الاحزان و تتسائل و تقول "هل أنا نائمة ام انا فقط ميتة" لا تعرف هل هذا حلم و نهايته تغم ام حقيقة و نهايته سعادة عميقة، تحاول تجاهل الافكار لا تريد الواقع لكن ليس في يدها خيار، فعليها الاكمال سواءٌ هذه حقيقةُ مهيبة، او حُلمً نهايته استيقاظً.
سأحاول ان لا اشغل بالي، و لماذا اعكر على حالي، سانتظر قدري و اتمنى ان تتحقق آمالي.
خرجت من الغرفة، و تتحرك فالرواق طويل بما تتعدى الآفاق، ولا تعرف الطريق، فهي بحاجةٍ لرفيق لكن لا احد يمر بها، اكملت تحركها لا تعرف لأين الطريق سيأخذها، كل ما ودته مقابله والدتها.
رواق هادئ لدرجه سماعها لخطواتها الرقيقة...
تصدم بما رأته حتى من امامها، بلقائها ابهرته... "أنت هنا!!"يتبع....
اسف عالتأخر بس دراسه و اختبارات و هم
و سامحوني الفصل مش قد كده
أنت تقرأ
أَسِيل(متوقف مؤقتاً)
Fantasíaتفتح عيونها الصغيرة على دنيا كبيرة، قاسية و خطيرة. حاملها أباً حنون، قلبه لها ممنون و في نفس الوقت، على والدتها مقهور و الكُل حزينون، ففداء ولادتها تركتهم والدتها.