رأت الكلُ قلِقون، و شبه مذعورون، من الفراق هم خائفون، فسألت والدها "كيف أصيب و من يكون؟"
فأجاب عليها بصوت حنون، مهدئًا لقلقها المجنون "لا داعي للقلق يا أميرتي الصغيرة، أنه فقط...كل ما في الأمر ان قائد الفرسان عثمان، اصيب في احدى التشابكات بيننا و بين اعدائنا، و حالته يرثى لها...."
فردت بريبة و فضول "كيف اصيب ياله من وقت عصيب و ماذا حدث وهل هو بالمشفى؟"
ولأنه يعرف طيبة اسيل و حنانها، اجاب مطمئناً لها مع انه يكذب عليها "أنه بخير، فقط طلب ان يزور أهله في موطنه."
فبعد ان اجابها تنهدت قليلا و قالت "حمداً لله انه بخير، اتمنا له كل خير و ان ننتصر على الغير، لكن يا أبي اين موطنه أليس هذا موطنه؟"
فنظر لها في عينيها يحاول جعلها تصديقه "نعم نعم هو بخير، و لا موطنه ليس هنا عزيزتي موطنه الأصلي هو بلاد تركيا، ولا تقلقي عليه لن يذهب وحده سأرسل معه اسطول كامل من العربات و القوات، و بالإضافة لأبنه"بعد ان سمعت كلماته بدأت الشكوك و الافكار ترتابها، و بعد ان فكرت بكل كلمه و جمعت كلام و محادثتها مع كريم قالت له "هل ابنه هو كريم؟"
فأجابها "نعم، هل التقيتي به؟ كيف عرفتي"
فردت قائله "نعم التقيت به عده مرات لهذا حزِنتُ عليهِ بإفراط.."وبعدها ذهب والدها مسرعاً بعد أن ودعها لأنه ذعر بخبر ان الشعب يثور و يحتج، فذهب ليرى ما في الأمر.
بعدها بطلتنا بنفسها قررت الذهاب لكريم يال طيبتها، فأرادت توديعه و الاطمئنان على صحةِ ابيه .التقت بهِ في منزلهِ، و كان والده شديد الإصابة ففي كل مكان في جسده ضمادة، حزنت لأجله و لأجل أبنه، فألقت عليه التحية و خففت عنه بكلماتٍ هنية، بعدها اخذت تتحدث مع كريم لتُنسيه الهم العريم، فكان يبدو مهموم، و تائِه في الغموم، فسألته بصوت مشؤم "كـ..كريم، متى ستسافر و متى ستعود عندها السعادة ستسود و اين ستذهب هل ستبذل مجهود ، و ماذا قال الأطباء..."
فرد وهو في حالة يرثى لها وجه جوم من السعادة معدوم ينظر للأرض و في متاه الهموم يحوم، من ثم تنهد و اجاب وهو مغموم، مصدوم "لا اعرف يا أسِيل، ما في عقلي ليس له مثيل، انا الضئيل في عالم كبير، كل من فيه عملاق و انا معاق... حياةٌ بلا مذاق."
فمسحت اسيل عن عيونهِ دموعٌ تسيل، و بدأت تنشد بصوت جميل" لا تجعل للظلامِ مكان، فقلبك اضاء نورَ كُلِ الازمان، عقلُكَ اجملُ بستان، فلا تجعل زهوره تذبل بأمطار الأحزان، تذكر قدر الامكان، أني معُكَ مهما كان!"
نظرات كريم لها تثير شفقتها، تشعر بانكسارً في صديقها، لكنه اخترق قلبها، حزنت عليه كما لو كان من اهلِها.
و من بعدها ودعته و القلق في قلبها، لكن قبل وداعها قال لها و هو يهمس في اذنها "يا ابنة السلطان، تذكريني مهما الوقت طال، و أينما كنت في اي مكان!"
و من ثم ودعها و ذهبت لقصرها و افكارها لا تتركها، لكن اسيل وضعها ليس بجميل، فهي لا تفكر فقط بكريم و ابيه، بل عاودت التفكير، بان هذا حلم و كل تلك المشاعر زائفة مجردُ حلم و سينتهي، فبدأت بالتفكير.... لماذا كل هذا يصير؟..
فشعرت بالاشتياق لوالدتها فذهبت لغرفتها، و طلبت منها ان تنام معها في تلك الليلة، وافقت امها و في حضنها احتوتها معانقةً لها متمسكةً بها، و الاخرى على شعرها، تمسح عليه بحنانها، و تحكي لها و تسألها "شمسي ما احلاها كبيرةٌ ما اطيبها، لكن اليوم ما بها، هل هذا هو حزنها؟ ام هذا هو اشتياقها، هل هذا عِهنٌ على قلبها؟"
فأجابت اسيل بصوت ضئيل، لا يسمعه إلا القليل، و قالت "أشعر بشعور من في وسط أهله لكن غريب، شعور الاصم فالحفل، شعور البرد في الصيف، اشعر اني وحيدةٌ و البشر حولي، اشعر انه سيئاتي يوم و الكل يختفون مني"
فبدأت امها بتلاوالقرآن الكريم لها، بصوت مجهور "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"
فشعرت بالسكينة في قلبها و اطمأنت بداخلها، و بعدها تنهدت امها و قالت "اسمعي يا اسيل مهما كان ما يشغل بالك، عندي حل لكِ، وهو الصبر، فالمشكلة سؤال، و الصبر اجابتها، لأنه مع الوقت، ستصل لنا الإجابة، فلن نستفيد بالحزن فالحزن الان هو كالشعور بحكة الحساسية، نشعر بالحكة لكن ان لم نتجاهلها ستسوء الحاله"
بعدها كادت الغط فالنعاس، لكن شعرت بأغرب احساس، كأن حزنٍ شديد بلا سبب من الاساس.
فنامت من شدة النعاس، مر الليل بلا إحساس، لكن عندما استيقظت بدأت يومها بحزن و عبوس، و كانت حالتها شبه ميؤس.فقررت الذهاب لحديقة قصرها، و تقطف الازهار و تشتمها، لكن استلقت على ظهرها، و النعاس غلبها، لكن لم تسلم حتى في غفلتها...
يتبع...
احم بدون ضرب عارف اتاخرت اوي بس بجد كنت مريض😂😂💔
أولا احب ان اطلب انكم تدعولي عشن اخرج من الي انا غيه، و تدعو لصديقتي و اختي Lekaa_Rifq20
و حابب اشكر الفنانه دي perry-readers
و حابب اعرفكم اني بحبكم😂😂❤️
![](https://img.wattpad.com/cover/358264698-288-k493116.jpg)
أنت تقرأ
أَسِيل(متوقف مؤقتاً)
Fantasyتفتح عيونها الصغيرة على دنيا كبيرة، قاسية و خطيرة. حاملها أباً حنون، قلبه لها ممنون و في نفس الوقت، على والدتها مقهور و الكُل حزينون، ففداء ولادتها تركتهم والدتها.