٢- إنـه هُــــو!

477 12 1
                                    

الفَــقـد ..شعور عايشته أنا مُنذ صِغَــرى.

إختبرتُ الفَــقـد بكل أنواعه حتى تجمدت مشاعــرى من الداخل و ما عاد يؤثر علىّ شيئ ..حتـى أتـى هُـــو!

مُنذ اللحظــة التى حَطم بها قلبــى ،تغيــر شيئٌ ما بداخلى و لم تَعُد إلىّ نفسى التى عَهدتُها.

أُفكر كُل يوم ..لِمَ فعل معىّ ذلك؟!

لقد وهبته كل شيئ عِندى و أثمن ما أملك ..قلبــى!

طلبتُ منه أن يصــونه و كان رده أن بَعـث لـى قلبى مُمزقاً إلى أشلاء ،مكسوراً لا أستطيع إصلاحه إلى اليوم!

بالرغم من ذلك و إلى اليوم.. أنــا لازلـت أحبـــه!

و هذا أكثر ما يُحزننى فى الأمر.

البارحه كَرِهتُ ذاتــى لأنى تمنيتهُ هُــو فى عيد مولدى دونما سواه.

كَرِهتُ أنه يُسيطر على عقلى حتى فى عدم وجوده.

الرغبة فى أن أراه تزداد داخلى كل يوم.

أريـد أن أراه لأتأكد أنى لست الوحيـدة الذى أوقفت حيـاتى من أجله.

شيئٌ داخلى يتمنـى أنه لازال يُحبنــى مثلما أفعـلُ أنــا!

عـادت إلى وعيها حالما وصلت إلى مَقـر عملها و الذى يكون قسم الحِسابات ،حيـث تعمل هــى كمُحاسبة داخل إحدى شركـات العلاج الطبــى.

"منــة! ،بقالى ساعه بكلمك ..إنتى معايا ولا أى؟!"

تكلمت زميلتها عبيـر بنبرة تدل على نفاذ صبرها ،فهى تُحدث تلك المخبولة مُنذ ساعه و الأخرى لا ترد عليها سارحه فى عالمها الخـاص.

"معلش كُنت سرحانة شوية ،كُنتى عايزة تقولى أى؟!"

بنبرة هادئة أجابتها منــة تحاول إمتصاص الغضب الصادر من زميلتها.

"راجعى الملفات دى وخلصيها بسرعه و إتأكدى إن كل حاجه تمام ،النهاردة جاى رئيس مُهندسين الجودة بنفسه ،حيفتش كل حاجه و لو لقى غلطة واحدة حتبقى فيها سجن! "

ذهبت عبيـر على الفور دون أن تترك لصديقتها فرصة لفَهم أى شيئ.

كل ما إستطاعت إدراكه أن هُناك تفتيــش اليوم و هذا كافى لتعكير مزاجها لإسبوع قادم.

هى تكره المُفتشون كثيراً ،تشعر فى حضورهم و كأنها مُجرمه يتم التحقيق معاها فى جريمه هــى لم ترتكبها من الأساس!

بسرعة أخذت تُراجع ما أمامها من ملفات قبل أن يأتى هذا المُفتــش.

"رئيــس المُفتشيــن وصل!"

الكل يركض فى جو يسوده التوتر و الخوف ،يُبلغـون بعضهم بوصول ذاك المفتش إلى شركتهم.

التوتـر هو كل ما تشعر به الآن.

تُرتب مكتبها فى سرعه خشيـه أن يقتحمه هذا المُفتــش فى أى لحظه.

حينما إنتهــت ،وقفت تُراقب ما يفعل ذاك المُفتــش مع زملائها.

من باب مَكتبها المجـاور إستطاعت أن تراه من ظهره.

بـدا لها طويل القامه يتجاوز طوله المائه وتسعون!

من خصلاته الخلفيه المائلة للأصفر ،إستطاعت التخمين أنه فى الغالب يكون أشقر!

كما أن منكباه عريضان يبرز منهما العضلات!

مواصفاته هذه قد ذَكرتهـا بأحدهــم..

يشبه كثيراً الرجل الذى سرق قلبها و كأنه هــو!

فجـأة إستدار المُفتــش متقدماً نَاحيتـها بينما هــى قد ألجمتها الصدمة.

رجعت هــى خطوات إلى الوراء فى نفس ذات اللحظة التى دخل هــو إلى مكتبها.

فى تلك اللحظة تأكدت هـــى من ظَنِها

إنــه هـــو..

من يقـف أمامها الآن هــو نفـس ذات الرجل الذى إمتلك قلبها فى الماضى ولا زال يملكه حتى الآن!

و هـــو ذاتـه حُــب طُفولتــها و مُراهقتــها ..

يُــــوسـف!

-


حاسه جالى جفاف عاطفى مع إننا لسه مدخلناش فى الجد🙃.

دا فصل صغنون لأنى مشغولة اليومين دول و أوعدكوا إن الفصول بعد كدا هتبقى أطول و فيها أحداث مشوقة أكتر إن شاء الله.

أتمنى يعجبوا و تقولوا رأيكوا لأنى مُهتمه أسمعه بجد♥️

وبس كدا ..تصبحوا على خير.








أَنــــا و هـُـــو Where stories live. Discover now