الفصل الخامس
في اليوم التالي...
استيقظت حياء تشعر بألم عاصف يضرب عنقها بشدة فقد ظلت طوال الليل تتقلب فوق تلك المقاعد التي تستلقي عليها بلا هواده في محاولة منها للعثور علي موضع مريح يمكنها الاستقرار عليه لكنها فشلت بكل مره...
اطلقت صرخة متألمة عندما لم تنتبه وقامت بتحريك رأسها بعنف مما جعل عنقها يتشدد اكثر من قبل مسبباً لها الالم... اخذت تتوجع بصوت منخفض وهي تحاول ان النهوض ببطئ من فوق تلك المقاعد مقاومة ذلك الالم الذي يعصف بها لكن ما اصابها من ذلك الا ان الالم قد ازداد و اصبح لا يطاق مما جعل مما جعلها تنفجر في البكاء... وضعت قبضتها فوق فمها في محاوله منها لكتم شهقات بكائها التي اخذت تزداد حتي لا تيقظ عز الدين ويراها تتألم هكذا فهي لا ترغب بان يراها وهي ضعيفة بهذا الشكل..فقد يسخر من ألمها شامتاً بها..
في ذات الوقت ..
كان عز الدين مستلقياً فوق الفراش
يراقب تلك التي كانت تنتحب متألمة و هو يشعر بالذنب يشتعل بداخله..فرؤيتها تتألم بهذا الشكل اثار شعوراً غريباً من الضيق بداخله كما لو ان هناك قبضة حادة تعتصر صدره...نهض ببطئ ينوي التوجه اليها ومعرفة ما يؤلمها تحديداً حتي يمكنه التصرف لكنه قد خمن مما رأه من حركاتها السابقة ان عنقها هو الذي يؤلمها لكنه يريد التأكد رغم ذلك
ازالت الدموع التي تغطى وجنتيها بكف يدها سريعاً عند رؤيتها له ينهض من فوق الفراش و تسرع بغلق عينيها متصنعه النوم علي الفور ...اقترب منها ببطئ يراقب جفنيها المغلقين بشدة و هو يعلم بانها تتصنع النوم لا تريده ان يراها وهي تتألم مما جعل الذنب يشتعل بداخله اكثر واكثر ....
ابتعد عنها متوجهاً نحو غرفة الحمام الملحقة بالجناح الخاص بهم و هو يزفر بضيق ممرراً يده بشعره مبعثراً اياه بغضب...
فطوال فترة استحمامه حاول تجاهل وطرد صورتها وهي تبكي متألمه من ذاكرته لكنه لم يستطع
فقد ظلت صورتها تلك تسطع امام عينيه رافضه المحو زفر بحنق يضرب بقبضته بغضب فوق المقبض مغلقاً رذاذ الماء وهو يسب ويلعن بصوت منخفض ..
خرج من حجرة الاستحمام يحيط خصره بمنشفة كبيرة عائداً الي الغرفة مرة اخري ليكمل ارتداء ملابسه والذهاب الي عمله لكنه وقف عدة لحظات متأملا ً اياها فقد كانت لازالت علي تلك الحالة التي تركها عليها مستلقية تتصنع النوم لكن كانت علامات الألم باديه بشدة فوق ملامح وجهها اقترب منها محاولاً لمسها لكنه قبض علي يده بشدة مانعاً نفسه من ذلك فما يمكنه قوله او فعله لها لكي يخفف عنها ذاك الالم زفر بحنق وهو يبتعد عنها متمتاً ببعض الكلمات الغاضبة...
ظلت حياء مستلقية تتصنع النوم حتي وصل الي مسمعها صوت انغلاق باب الغرفة معلناً عن مغادرته للغرفة و ذهابه الي عمله..
حاولت النهوض ببطئ وبعد عدة محاولات فاشلة نجحت في نهايه الامر ان تنهض بجسد متصلب وهي تحاول بقدر الامكان عدم تحريك عنقها حتي لا يضربها الالم من جديد ..اتجهت نحو الهاتف المتواجد بالغرفة و الذي يصل غرف القصر ببعضها البعض فقط حتي تتصل بغرفة نهي لكي تطلب منها الحضور اليها ومساعدتها..
بعد مرور نصف ساعة....
سمعت حياء طرقات فوق باب الغرفة صاحت وهي مستلقية فوق الفراش غير قادرة علي التحرك تأذن للطارق بالدخول لكنها انتفضت جالسة ماتنسيه الم عنقها فور رؤيتها لأمرأتين غريبتين تدخلان الي الغرفة مما جعلها تطلق صرخة متألمة اثر محاولتها تلك..
لتستكين مرة اخري ببطئ فوق فوق الفراش حتي لا تسبب لنفسها الالم مرة اخري وهي تسب وتلعن غبائها
هتفت بارتباك وهي تنظر باعين متسعه الي تلك الامرأتين
=انتوا مين ؟!..
اجابتها احدي الأمرأتين وقد ارتسم علي وجهها ابتسامه رقيقة
=انا الدكتورة علياء المحمدي متخصصة العلاج الطبيعي...
ثم تقدمت نحوها المرأة الاخرى قائله بهدوء
=وانا سالمين خاطر من اكبر المتخصصين المساج في مصر وصاحبه اكبر نادي صحى
همست حياء بارتباك وهي لازالت تشعر بالصدمه من تواجدهم بداخل غرفتها
=اهلاً بيكوا...بس ممكن اعرف بتعملوا ايه هنا في اوضتى..؟!
ِاجابتها سالمين بهدوء
=هو حضرتك مش رقبتك تعبانة برضو...؟!
تمتمت حياء بخفوت والحيرة لازالت تسيطر عليها
=ايوه.....
ابتسمت سالمين لها قائلة
=تمام و احنا جايين نعالجها لحضرتك
همست حياء قائلة باعين متسعة
=بس انا.......
لكن قٌطعت جملتها من قبل نهي التي دخلت الغرفه وهي تهتف بصخب
=والله اتأخرت عليكي غصب عني انتي عارفه سالم غتت ولازقه ازاااااا......
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور رؤيتها للأمرأتين المتواجدتين بالغرفة وقفت تنظر اليهم باعين متسعة كالبلهاء
صاحت حياء باستنكار وهي تشير نحوهم
=نهي ...هو انتي اتهبلتي اقولك رقبتي وجعاني تروحي تجيبلي دكتوره علاج طبيعي و متخصصة مساج
تقدمت نهي بداخل الغرفة بخطوات بطيئة وهي لازالت تنظر اليهم بفم فاغر مندهش
=دكتورة ايه....و متخصصة مساج ايه....انا مطلبتش حد
اخذت حياء ترفرف عينيها. عده لحظات تحاول استيعاب الامر قبل ان تلتفت نحو سالمين وعلياء تمرر عينيها بحيره بينهما و هي تهمس بصوت منخفض مرتبك
=مطلبتيش بحد ...اومال مين....
قاطعتها علياء تجيبها على الفور
=حضرتك ..عز الدين بيه المسيرى هو اللي كلمنا وامرنا نيجي لحضرتك هنا..وادي تعليمات للخدم انهم يطلعونا علي اوضة حضرتك علي طول
التفت حياء تنظر الي نهي بأعين متسعة تشعر بالصدمة تسيطر عليها اخذت تحاول استيعاب الامر وهي تحاول معرفة كيف علم بأمر عنقها فقد كان نائماً عندما حاولت النهوض وضربها الالم و عندما استيقظ تصنعت هي النوم حتي لا يراها ويعلم... افاقت من افكارها تلك علي صوت علياء الهادئ
=ممكن حضرتك توصفلنا اللي حاسه بيه بالظبط...؟!
اخذت حياء توصف لها ما تشعر به في كلاً منً عنقها و ظهرها و طمئنتها الطبيبة بان كل هذا ليس الا مجرد تشنجات قد تعرضت لها اثر الضغط الخاطئ على عنقها وسوف يتم علاجه علي الفور ببعض التدليك الخاص...
بعد مغادرتهم واتمام مهمتهم جلست حياء تحرك رأسها في كل اتجاه وهي تهتف بسعادة
=مبقتش حاسة بأي وجع خالص كأن ايديها فيها سحر يا نهى
هتفت نهى قائلة بمرح وهي تضربها بخفه فوق كتفها
=البركة في عز بيه ...
لتكمل وهي تغمز عينيها بخبث
=وانتي بقي ياتري رقبتك الحلوة دي اتلوت من ايه ....
صاحت حياء بغضب فور تذكرها سبب الم عنقها
=البيه ...مرضاش يخليني انام جنبه علي السرير و أصر إنى.....
اصدرت نهي صرخة صادمة وهي تهتف بحده
=نهاااار اسود.. يعني ايه مرضاش يخاليكى تنامى جنبه علي السرير ؟!
لتكمل وهي تتفحصها باعين حاده. عاصفه
=ليه هو مفيش حاجة حصلت بينكوا ؟!
تمتمت حياء بتململ وقد اشتعل وجهها بالخجل
=حح..حاجة ايه...اللى هتحصل بنا ؟! انتي اتجننتي يا نهى
هتفت بها نهي باستياء
=انا اللى اتجننت برضو ..ده جوزك يا بنتي انتي هبله
اجابتها حياء بعبوس وهي تمرر يدها بين خصلات شعرها بارتباك
=جوزي..؟! نهى هو انتي ليه محسسانى كأنك مش عارفة احنا اتجوزنا ليه..ولا هو بيفكر فيا ازاى
تمتمت نهي بحزن
=عندك حق.......
لتكمل وهي تربت علي ذراعها بحنان
=بكره كل حاجة هتتصلح وهيعرف الحقيقه كلها
لتكمل بمرح وهي تغمز لها بعينيها
=بعدين هو اللي خسران..بكره يندم
انطلقت حياء تضحك بمرح قائلة
=بخربيت جنانك ..مش عارفه ازاي بتخليني اضحك في وسط كل القرف اللي انا فيه ده ..ربنا يخاليكي ليا يا نهي بجد
اقتربت منها تحتضنها بقوة قائلة بحنان
=ويخاليكي ليا...انتي عارفه انتي مش مجرد صاحبة عمري و بس انتي اختي....
شددت حياء من ذراعيها حولها كاجابه علي كلماتها تلك لكنها ابتعدت عنها ببطئ عند سماعها طرقات فوق باب الغرفة هتفت نهي تسمح للطارق بالدخول دخلت انصاف التي تعمل بالمنزل وهي تمتمت بهدوء
=الاستاذ ياسين عايز حضرتك يا حياء هانم
عقدت حياء حاجبيها باقتضاب قائله باستفهام
=ياسين مين...؟!
اجابتها نهي علي الفور
=ياسين المساعد الخاص لعز تقدرى تقولي عليه كده دراعه اليمين
هزت حياء راسها قائله بحيره
=طيب وعايزني في ايه مش فاهمه
لتكمل وهي تلتفت نحو انصاف
=هو تحت يا انصاف ؟!
هزت انصاف رأسها بالنفي قائله
= لا واقف علي الباب برا يا هانم
نهضت حياء علي الفور تتجه نحو باب الغرفة تفتحه لتجد رجلاً في منتصف العمر يقف بعيداً عن الباب بعدة خطوات وهو منخفض الرأس تنحنح قائلاً بهدوء
=ازيك يا حياء هانم ... انا ياسين الدسوقى المساعد الخاص لعز باشا
وقفت حياء ترمقه بنظرات متفحصة تفكر بما يفعله مساعد عز امام غرفتها تنحنحت قائلة بصوت منخفض
=اهلاً يا استاذ ياسين ..خير في حاجة ؟!
اجابها ياسين بهدوء وهو لايزال مخفض الرأس
=الباشا باعتني...علشان اغير كام حاجه كده في عفش الجناح بتاع حضرتكوا..فكنت بستأذن حضرتك انك لو تنزلي تستريحي تحت لحد ما العمال تطلع الحاجة وتظبطها
شعرت حياء بالغضب يشتعل بداخلها فكيف له ان يقوم بتغيير أثاث الجناح الخاص بهم دون ان يعلمها بذلك هتفت حياء بحدة وقد اشتعلت عينيها بغضب
=حاجات ايه اللي هتتغير...انا مش عايزه اغير حاجة بعدين هو ليه مقاليش..............
قاطعها ياسين قائلاً بهدوء
=والله يا حياء هانم دي أوامر عز باشا ..وانا مقدرش الا اني انفذ أوامره
ليكمل وهو يشير بيده الي الاسفل
=فلو سامحتلنا حضرتك...علشان العمال مستنية تطلع بالحاجة
استدارت حياء عائدة الي الداخل وهي تحاول تهدئت ذلك الغضب المشتعل بداخلها مذكرة ذاتها بان ياسين ليس له ذنب في كل هذا حتي يتحمل يتحمل نوبة غضبها تلك...
كانت تالا جالسة بغرفة الاستقبال تشتعل بالغضب اخذت تمتمت بحقد و هي تعتصر الوسادة بين يديها
=الصبح جايبلها صاحبة اكبر نادي صحي في مصر لحد اوضتها علشان تعملها المساج والهانم تدلع
وترتاح ودلوقتي بيغيرلها عفش الجناح بتاعهم .....
انتفضت واقفة علي قدميها وهي تهتف بغل
= ما اكيد لازم يغيرهولها ما الهانم اكيد معجبهاش وحب يراضيها....
دفنت وجهها بالوسادة التى بين يديها تكتم بها صوت صرختها التى اطلقتها تخرج بها كل غضبها
ابعدتها عن وجهها ببطئ بعد انتهائها تتمتم
=بيعملها كل ده و من اول يوم جواز اومال بعد كده هيعملها ايه ؟!
اطاحت بغضب المزهرية التي كانت موضوعة فوق الطاولة و هي تصرخ
بهسترية
=وديني لأقلبلك حياتك جحيم يا بنت ثروت وما هخاليكي تتهني يوم واحد...
دخل سالم شقيق عز الدين الي الغرفة ليجد تالا علي حالتها تلك من الغضب واقفة بمنتصف الغرفة بوجه شديد الاحمرار تتنفس بعنف و حده اشار نحو زجاج المزهرية المتناثر فوق الارضية و هو يتقدم داخل الغرفه قائلاً بسخرية
=ايه اللي حصل في الاوضة.؟!
اعصار عدي عليها ولا ايه....
هتفت تالا بحدة وهي تجلس مرة اخري فوق الاريكة
=ونبي يا سالم ..مش ناقصة خفة دمك
جلس سالم بجانبها قائلاً بهدوء
=طيب اهدي و فاهميني..ايه اللي حصل ؟!
اجابته تالا بعبوس وهي تفرك يديها ببعضها البعض بغضب
=البيه اخوك عمال يدلع في الزفته اللي اتجوزها.....
لتكمل وقد التمعت عينيها بحقد
=غيرلها عفش الاوضه و راح جايبلها اكبر متخصصين في مصر يعملولها مساج لحد اوضتها علشان الهانم متتعبش نفسها وتروح النادي بنفسها
ابتسم سالم قائلاً ببرود وهو يضع ساقاً فوق الاخرى
=يا ستي سبيها تدلعلها يومين ...
ليكمل وقد التمعت عينيه بشر
=قبل ما يجي اليوم اللي نخليه يطردها فيه طردة الكلاب
هتفت تالا وقد اشتعلت عينيها بغضب
=واليوم ده هايجي امتي بقى ان شاء الله ياسالم انا مش هتحمل اشوفها قدامي معاه اكتر من كده
صاح سالم بغضب وهو ينكز راسها باصبعه
=ما تهدي شويه يا تالا دول لسه متجوزين امبارح..في ايه مالك بعدين لازم يقع فيها ويحبها وده كان اتفقنا من الاوا و لا نسيتي ؟!
اجابته تالا باستياء
=منستش..بس مش عارفه طاوعتك ازاي ...ازاي هستنى لحد ما يحبها علشان ابدأ اتحرك وابعدها عنه لما الفرصه قدامي دلوقتى احسن
اجابها سالم وهو يرمقها بنظرات بارده
=لانك مقدامكيش غير الحل ده عز كده كده واخد عنها فاكره زي الزفت يعني ولا هيفرق معاه اي حاجه ممكن نعملها لكن لما نستنى زي الشاطرين كده ونطمن انها بقت نقطه ضعف بالنسباله هنقدر نضربه الضربه الصح
هزت تالا رأسها قائله بحدة
=عندك حق بس غصب عني وبصراحه كده خايفه انك تخلع و متكملش معايا للأخر
اجابها سالم وعينيه يبنثق منها الحقد
= مكملش ؟! انتي عبيطه ما انتي عارفه انا مستني اليوم ده من قد ايه ..مستنيه من 5 سنين علشان اقهره. و اوجعه زى ما قهرني. و وجعني زمان
همست تالا بحدة
=بس عز مكنش له ذنب في اللي حصلك يا سالم وانت عارف كده كويس
صاح بها سالم وهو ينحني نحوها يجز علي اسنانه بغضب مما جعل تالا تتراجع الي الخلف فوق الاريكه بذعر
=لا ذنبه....ذنبه ان البنت الوحيده اللي عشت احبها طول حياتي حبته هو و فضلته عليا ..
تمتمت تالا بتلملم وهي تضع يدها فوق كتفيه تدفعه الي الخلف مبعدة اياه عنها بحده
=عز عمره ما اداها وش ولا كان بيعبرها اصلاً ... هي كانت زميلتك انت بعدين علي يدك يوم ما جت تقوله انها بتحبه رفضها ازاي وعمل ايه...لانه كان عارف انها ماديه ميهمهاش الا الفلوس يبقي ذنبه ايه يا سالم؟!
صاح سالم بغضب وقد برزت عروق عنقه بشدة
=عايزة تعرفي ذنبه ايه ..ذنبه انه طول عمره المميز عني صاحب السلطة ..اللي بكلمه منه الدنيا تتهد و تتبني في ثانية ..اللي الكل بيعمله الف حساب حتي بابا بجبروته بيعمله حساب وانا...انا هوا جنبه حتي نهي اللي هي مراتي بتحترم كلمته اكتر مني انا...انا اللي المفروض جوزها ولا فخر بيه اللي ميروحش اي مكان الا و يتكلم عن ابنه اللي قدر يعتمد علي نفسه ويبني اسطورة من الشركات بعيد عن ثروة العيلة...
ومكتفاش بكده لا....يوم ما قرر انه يسيب الشغل ويتقاعد مسكه
هو شركه العيلة علشان يديرها ويتحكم في كل حاجه يعنى مكفهوش اللي عنده وطمع كمان في الشركة اللي متجيش نقطة في بحر شركاته وفلوسه...
ليكمل وهو يقف علي قدميه يضم قبضته يعتصرها بغضب
=وديني ...وديني لأحرق قلبه زي ما حرق قلبي و اكتر كمان.....
ظلت تالا جالسة تراقب انفعالاته تلك وهي تشعر بداخلها بعدم الراحه فسالم يحمل الكثير من الحقد تجاه عز الدين وهذا لا يعجبها جثيراٌ فهي وان كانت تريد ابعاده عن تلك الحيه التي تزوجها الا انها لا ترغب ان يتم ذلك عن طريق اذاءه.....
صعدت كلاً من حياء ونهي الي الجناح الخاص بها بعد ان ابلغها ياسين من انتهاء العمال به
فور دخولها الي الغرفة لاحظت علي الفور بانه قد قام بتغيير السجاد الذى كان يغطي ارضية الغرفة بسجاد عجمي فاخر وايضاً تم تغيير شاشة التلفاز بشاشة اخرى اكبر حجماً مررت نظراتها فوق الفراش والخزانة لكنها اندهشت عندما وجدتهما كما هما لم يتغير بهم شيئاً لكنها اطلقت شهقة منبهرة فور ان ادارت رأسها للجانب الاخر من الغرفة و رأت الأريكة العريقة التى احتلت الغرفة و كان بجانبها عدة مقاعد لا تقل عنها فخامة ادارت عينيها في انحاء الغرفة محاولة البحث عن اي شئ اخر قد تم تغييره لكنها لم تجد لتعلم علي الفور بانه قدم قام بتبديل المقاعد التي استلقت عليها ليلة أمس بأريكة مريحة حتي يمكنها الاستلقاء عليها براحة اكثر شعرت حياء بالارتياح والفرح يتغلغلاها فقد كانت تشعر بالقلق حول نومها مرة اخري فوق تلك المقاعد القاسية والمعاناة التي سوف تتعرض لها من جديد
هتفت نهي من خلفها وهي تتأمل الغرفة
=مش فاهمة ...هو مغيرش ليه السرير والدولاب ليه ما.......
لكنها صاحت تقطع جملتها وهي تضرب يدها بالاخرى
=بسسس فهمت..عمل كل ده علشان يجيب الكنبه المريحة القطقوطه دي...............
لتكمل وهي تجلس فوق الاريكة تهتز بجسدها فوقها كانها تختبرها قائلة
=لا بس دماغ عز ده ...عمل اللفه دي كلها علشان محدش يشك في حاجه طبعاً لو كان جاب كنبه بس كان كله استغرب و الرغي كان هيكتر لكن لما يغير معظم العفش محدش هياخد باله كله هيفتكر انه بيجدد العفش علشان مش عجبك
تنهدت حياء وهي تجلس بجوارها قائلة بهدوء
=والله يا نهي مش فارقه المهم اني مش هنام علي الكراسى الحجر دي تاني انا رقبتي كانت هتتكسر
ضمتها نهي اليها وهي تضحك بصخب قائلة
=لا كله الا رقبتك ..هنجبلك اخصائية مساج تاني منين
هتفت حياء وهي تجذب خصلة من خصلات شعر نهي بمرح
=انتي....مش هتبطلى حركاتك دي ابداً
قفزت نهي فوقها تدغدغها بمعدتها بمرح لتنطلق ضحكاتهم المرحة بارجاء الغرفة....
بالمساء...
دخل عز الدين الي غرفة النوم لكنه تجمد بمكانه فور رؤيته لتلك المستلقية فوق الفراش باسترخاء تمسك بين يديها كتاب تقرئه باندماج شديد غارقة بين طيات صفحاته غافلة تماماً عن تواجده بالغرفة..
ظل واقفاً بمكانه عدة لحظات متأملاً اياها بعينين تتشرب تفاصيلها وهو يشعر بمشاعر عاصفة تضرب صدره بقوة فقد كانت تبدو جميلة و رقيقة للغاية اخذت يمرر عينيه فوق ملامح وجهها الخلاب و شعرها الذي كانت تجمعه فوق رأسها بكعكة فوضوية مما جعل بعض خصلاته تتناثر بعشوائية فوق عنقها الابيض الغض لكنه فور ان وقعت عينيه فوق عنقها تذكر ألمها و بكائها بصباح اليوم مما جعله يزفر ببطئ محاولاً تهدئه تلك المشاعر التي بدأت تعصف بداخله ..
اعتدل في وقفته فور ان انتبه الي الالم الذي اخذ ينبض بيده بقوه اخفض عينيه نحوها ليجد انه كان يقبض بيده فوق مقبض الباب يعتصره بشده نفض يده زافراً بغضب مغلقاً باب الغرفة بحدة مما احدث ضجة قوية جعلتها تنتبه علي الفور الي وجوده بالغرفة انتفضت واقفة بارتباك من فوق الفراش وقد اشتعل وجهها باللون الاحمر ..مما جعله يبتسم بداخله علي حالتها تلك يعلم بانها قد تذكرت تحذيره لها بليلة امس حول عدم اقترابها من فراشه لكنه لم يعلق علي الامر ..تنحنح وهو يخطو بخطوات متكاسلة نحو خزانة الملابس متجاهلاً اياها تماماً كأنها غير موجودة بالغرفة.....
وقفت حياء تراقبه وهو يخرج ملابس نومه من الخزانة امسكت باحدي خصلات شعرها المتناثرة فوق عنقها تلويها بين اصبعها بتوتر قبل ان تهمس بصوت مهتز ضعيف
=عز...كُك..كنت عايزة اشكرك علي اللي عملته علشانى النهاردة...
التفت اليها بوجه متجهم ينظر اليها ببرود قائلاً
=تشكريني علي ايه بالظبط ..؟!
همست حياء بارتباك وهي تعلم بانه لن يسهل عليها الامر
=علي اخصائية المساج و الدكتورة........
لتكمل وهي تشير بيدها نحو الاريكة
=وتغيرلك لل.......
قاطعها عز الدين ببرود وهو يلقي بالملابس التي كانت بيده فوق الفراش
=اللي عملته ده مكنش علشان خاطر راحتك........
ليكمل بحدة وهو ينظر اليها بعينين ثاقبة حادة
=طبيعى مكنش ينفع اسيبك تنزلى وانتي مش قادرة تحركي رقبتك
الكل كان وقتها هيسأل ياترى عملت فيكي ايه وصلك لحالتك دى
ليكمل بسخرية وعينيه تلتمع بمكر
=ومتنسيش ان امبارح كان ليلة فرحنا
اشتعل وجه حياء بالخجل فور ان وصل اليها معني كلماته
اكمل وهو يتابع باستمتاع خجلها هذا...
=اما بقي حوار الكراسى اللي كنت نايمه عليها وانا غيرتها..كان لازم اعمل كده الا بقي لو كنت ناوى اجبلك اخصائية مساج تعيش معاكي هنا في البيت
هتفت حياء بحدة وقد اشتعل الغضب بداخلها من سخريته تلك
=والله انا عارفة انك مش عامل كل ده علشان خاطر سواد عيوني وان انا مف......................
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد عز الصلب الذي اصبح امامها مباشرة
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ
همست حياء بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك
=اانن.انت..بتعمل ايه ؟!
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=بصححلك غلطك...........
ليكمل عندما وجدها تنظر اليه بعدم فهم
=مش علشان خاطر سواد عينيكى لا قصدك الغابة اللي فى عينيكى....
شعرت برجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بينما اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها....
ليكمل بسخرية وهو يلاحظ حالتها تلك مبتعداً عنها يتجه نحو الفراش ملتقطاً ملابسه
=مش انتي لون عينيكي اخضر برضو...؟!
ظلت حياء تنظر اليه بصمت و لم تجيبه تتنفس ببطئ محاولة التحكم بتلك المشاعر التي تخللتها اثر لمساته تلك موبخة نفسها بشدة علي ضعفها امامه فقد كان يتلاعب بها مثل ليلة امس...
بينما ادار عز الدين ظهره لها محاولاً السيطرة علي تلك النيران التي اشتعلت بجسده فور اقترابه منها وشعوره بجسدها الغض بين ذراعيه اخذ نفسه بقوة يهدئ من تلك النيران....لينجح في نهاية الأمر بان يبدل نيران الرغبة المشتعلة بعينيه الي صاعيق بارد حاد قبل ان يستدير اليها متأملاً اياها بطرف عينيه مراقباً وجهها الذي كان لايزال مشتعلاً تحاول التقاط انفاسها بصعوبة قبل ان يتجه بخطواته الغاضبه نحو غرفة الحمام لتبديل ملابسه....
كانت حياء مستلقية فوق الاريكه تكمل قراءة الرواية التي كانت تقرئها بوقت سابق قبل حضوره محاولة تجاهل نظراته المسلطة عليها فقد كان مستلقياً هو الاخر فوق فراشه باسترخاء يعمل علي اللاب توب الخاص به ...
انتفضت تخفض الكتاب من يدها فور سماعها صوته الحاد يهتف بسخريه
= هتنامي ازاي بمنظرك.ده؟!
اخفضت حياء نظرها نحو ما كانت ترتديه حيث كانت ترتدي بنطال جينز و قميص احمر قصير ذو ياقه منخفضة فقد كانت تعلم بان ما ترتديه لا يليق للنوم يليق اكثر للخروج خارج المنزل ..كما انهما غير مريحين بالمره لكنهم اهون لديها من ارتداءها لملابس النوم العارية التي ابتاعهها لها ..
اجابته ببرود وهي تعود بعينيها نحو الكتاب الذي كان بين بيدها تكمل قراءته
=اهااا هنام كده........
لتكمل وهي تهتف بغضب ناظره اليه من فوق الكتاب بنظرات شرسه حاده
=بعدين انت ايه دخلك اصلاً انت مالكش الحق تقولى البس ايه وملبسش ايه هتتحكم فيا ولا..........
لكنها قطعت باقي جملتها مبتلعة ريقها بخوف عندما وجدته ينتفض من فوق الفراش مقترباً منها جاذباً اياها بعنف من ذراعها حتى اصبحت تقف امامه وهو يهتف بغضب
=لو اتكلمتي معايا بالاسلوب ده تاني ...هقطعلك لسانك ده خالص
ليكمل بحدة وعينيه تلتمع بغضب
=بعدين انا ليا الحق في كل حاجه تخصك مش اني اقولك تلبسي ايه ومتلبسيش ايه بس لا...
ليكمل وعنينه تلمع بشراسه وهو يشير نحو انفها ضارباً اياه باصبعه بخفه
= ده النفس اللي انتي بتتنفسيه اقولك تتنفسيه امتى وامتى تقطعيه
ليكمل بحدةوهو يجز علي اسنانه ضاغطاً فوق ذراعها يهزها بقوه
=فاهمة....؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب بصمت غير قادره علي النطق بحرف واحد تشعر بالذعر يخنق انفاسها انتفض مبعداً اياها عنه بحده دافعاً اياها نحو الاريكه لتسقط فوقها بقوة ابتعد عنها متوجهاً نحو الفراش يستلقي فوقه بعد ان قام بغلق زر الاضاءة مما جعل الظلام يسود الغرفة الا من شعاع النور الذي كان يأتي من خلال الشرفة التي كانت منفتحة علي مصراعيها......
بعد مرور ساعتين....
كانت حياء تتقلب فوق الاريكة بعدم راحه تضغط بيدها فوق معدتها التي كانت تصدر اصواتاً تعلن عن حاجتها الشديدة للطعام فلم تتناول شيئاً منذ الافطار الذي تناولته مع نهي بالصباح
همست حياء بصوت منخفض
=لا مش قادرة ..انا هنزل المطبخ اشوف اي حاجه اكلها
جلست فوق الاريكة ببطئ تراقب عز الدين الذي كان مستغرقاً فى نوماً عميق تتأكد من نومه قبل تنهض بخفه تتجه نحو باب الغرفة علي اطراف قدميها كاللصوص وهى تلتفت مع كل خطوة نحو الفراش حتي تتاكد من انه لازال نائماً .. وفور خروجها للردهة الخارجية وغلقها لباب الغرفة بهدوء شديد خلفها وضعت يدها فوق صدرها تتنفس براحة
اتجهت نحو الدرج تنزله برشاقة وسرعة لكنها صرخت بذعر عندما شعرت بيد قاسية تمسك بذراعها بقوة تجذبها للخلف التفتت ببطئ نحو تلك اليد لكنها شعرت بالشلل في جميع انحاء جسدها عندما وجدت عز الدين يقف خلفها باعلي الدرج بوجه محتقن بالغضب وعينين مظلمة بشدة تشتعل بهم النيران كبركان ثائر من الغضب
همست بصوت منخفض مرتبك
=عز انا......
لكنه قاطعها و هو يجز علي اسنانه بغضب يزيد من احكام قبضته حول ذراعها مما جعلها تطلق صرخة الم
=ايييه فكرك هتقدرى تهربي مني بالساهل كده......؟
أنت تقرأ
نيران ظلمه
Roman d'amour((حياتى من بعدك خواء ، حياتى من بعدك كالسمك بلا ماء ، حياتى من بعدك لم تعرف سوى العذاب ، ذهبت و ذهب معك كل جميل ، ذهبت و تركتنى اغرق ببحر الرثاء))