الفصل الثالث
التفت عز الدين نحوها فور مغادرة والدها الغرفة ممسكاً بوجهها بين قبضته يعتصر وجنتيها بقوة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها قائلاً بفحيح غاضب جعل رعشة من الخوف تتسرب بداخلها
=اسمعيني كويس علشان الكلام اللي هقولهولك دلوقتي مش هعيده تاني.....
استجمعت حياء شجاعتها وانتفضت مبتعدة عنه تزيح يده الممسكه بوجهها بغضب وهي تهتف بحده لاذعة
=مهما قولت مش هغير رأي انا عندي اموت ولا اني اتجوز واحد زيك
احتقن وجهه بالغضب مزمجراً
=واحد زيي.....؟!
تمتمت حياء بتوتر وهي ترجع بظهرها الي الخلف بخطوات متعثرة فور رؤيتها له يتقدم نحوها
بخطوات متمهلة متواعده وعيناه تشع بغضب
=أ..اا..ايوة واحد زيك...حيوان واناني واحد..........
لكنها اطلقت صرخة ألم فور انقضاضه عليها ممسكاً بذراعها يلويه خلف ظهرها بقوة وهو يهتف بشراسة وقد اشتعلت عينيه كبركان ثائر من الغضب
= حيوان..و اناني ؟!! ...
ليكمل بحده وهو يزيد من لويه لذراعها متجاهلاً صرخات المها
=ده انتي المفروض تحمدي ربنا ان انا وافقت اتجوزك بوساختك وقرفك..............
ليكمل وهو يهمس في اذنها بفحيح حاد
=واحد زيى... قبل بواحدة سهلة و رخيصة زيك...
ِشعرت بطعنة حادة في صدرها فور سماعها كلماته الجارحة تلك لتمتلئ عينيها علي الفور بدموع حارقة لكنها حاولت مقاومتها حتي لا تظهر له ضعفها و كم ألمتها كلماته تلك
همست بصوت ضعيف مهتز
=وانت ايه يجبرك تتجوز واحدة رخيصه ؟!...مجوزتنيش ليه للي انتوا بتقولوا انه كان معايا وفرطت في نفسي معاه؟!
اجابها ببرود وهو يبتعد عنها محرراً ذراعها من بين بين قبضته بحده
= وانتي تفتكري لو كنت شاكك بس 1% في انك فرطتي في نفسك مع الكلب ده انا كنت فكرت ان اتجوزك او اربط اسمك باسمي..
ليكمل بازدراء وهو يرمقها بنظرات نافرة
=انا عارف انك كنت بتصاحبي ده وتحبي ده... وده يبوس و ده يحضن بس كان ليكي حدود تخافي تخطيها
نظرت اليه حياء بتحدي قائلة ببرود
=و ياتري بقي الثقه دي انت جايبها منين ايه عرفك اني معملتهاش ؟!
انحني نحوها مقرباً وجهه منها ينظر اليها وعينيه تلتمع بشراسة مما جعل رجفة من الذعر تسري في جسدها
=علشان انتي عارفه كويس اللي حصل لعمتك مريم و عارفة كويس اني مش هرحمك لو عملتيها يعني مش هتردد للحظة في ان ادفنك مكانك
اخفضت حياء رأسها تتهرب من نظراته تلك وهي تشعر بجسدها يرتجف بشدة فور سامعها تهديده هذا فبرغم برائتها الا انها شعرت بالخوف يستولي عليها تمتمت بضعف
=اطمن...انا...انا عمر ما حد لمسني
انحني نحوها اكثر يهمس في اذنها بفحيح حاد
=عارف و متأكد من ده كويس لان لو كنت مش متأكد من ده كان زمانك مدفونه في مقابر العيلة من امبارح ....ِ
ليكمل مبتعداً عنها واضعاً يده في جيب بنطاله ببرود
= اما بقي حوار هتجوز من واحدة رخيصة زيك ليه ؟!
ليكمل بهدوء وهو يهز كتفيه ببرود
=مضطر علشان خاطر جدتك اللي مرميه في المستشفي بين الحياة والموت بسبب عمايلك الوسخة و علشان انقذ سمعة العيلة اللي هتبقي في الارض لو حد عرف باللي حصل...
شعرت حياء بالذنب فور تذكرها لجدتها ومرضها بعد علمها بما حدث لكنها نهرت نفسها بشدة مذكرة ذاتها بانها ليس لها ذنب في كل هذا فهي لا تعلم حتي هواية الشخص الذي كان بداخل غرفتها.....
رفعت حياء رأسها تقاطعه ببرود
=انا معملتش حاجه غلط..وعمري ما عملت حاجه غلط.........
لتكمل وهي تنظر اليه بحده
=يعني مش محتاجة انك تتنازل وتضحي علشان تنقذ سمعة العيله
ولو علي جدتي انا هروحلها بكره المستشفي وهتكلم معها وهفهمها كل.........
لكنها قاطعت جملتها عندما قبض علي معصمها يعتصره بشده قائلاً وهو يجز علي اسنانه وعينيه تلتمع بغضب اعمي
=جربي بس تقربي منها مش تتكلمي معها وانا ادفنك مكانك
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول معصمها يعتصره بشدة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها
=معنديش استعداد اخسرها بسبب واحده زبالة زيك...انتي فكرك لما تتكلمي معها هتصدق الكلام الاهبل اللي بتقوليه جدتك مش هتتحمل و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي
اخذت حياء تحاول جذب يدها و الافلات من بين قبضته وهي تفكر بكلماته تلك فهي تعلم جيداً ان معه كل الحق فجدتها لن تصدقها مثلها مثل الجميع فمن يمكنه ان يصدقها ويكذب والدتها....
افلتها عز الدين في نهايه الامر تاركاً اياها قائلاً وهو يتجه نحو باب الغرفة يستعد للمغادرة
=قدامك لبكره تفكري ...لا توافقي علي الجواز ....والا وغلاوة جدتي يا حياء اخليكي تقضي باقي عمرك كله محبوسة في اوضة متر في متر في اي مكان قذر ميعرفش طريقه صريخ ابن يومين ...
ثم تركها وغادر الغرفة بهدوء متجاهلاً صرخات غضبها التي اخذت تلقي بها خلفه...
اتجه عز الدين نحو الفراش بخظوات بطيئه متثاقله يستلقي عليه شابكاً يديه تحت رأسه وهو يزفر بضيق ...اخذ يفكر في كل ما حدث منذ ليلة امس فهو لا يعلم هل طلبه للزواج منها بعد كل افعالها تلك صواب ام خطأ...
لكنه ليس بيده حلاً اخر سوا هذا فهو لن يستطيع ان يقف ساكناً وهو يري جدته تموت امام عينيه
انتفض جالساً وهو يزفر بحنق ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب فهو لم يتخيل ان يتزوج بتلك الطريقة خصوصاً من ابنة عمه ثروت فقد كانت معرفته بها لم تكن تتجاوز القاء التحيه في المناسبات فهي معظم الوقت كانت خارج البلاد مع عائلتها حتي في الاوقات التي كانت ترجع بها الي مصر يكون هو منشغلاً دائماً باعماله...فهو لم يتحدث معها الا مرات قليلة جداً وبكلمات تعد علي اصابع اليد الواحدة
خرج عز الدين من الفراش متجهاً نحو الشرفة يقف بها كي يستنشق بعضاً من هواء الليل لعله يهدئ النيران التي تشتعل في صدره
وهو يفكر في انه في حالة رفضها للزواج فهو لن يتردد لحظة واحدة في ان ينفذ تهديده لها فسوف ينفيها في احدي الاماكن المتطرفة الخاصة بالعائلة. فلن يسمح لها بان تكرر ما فعلته عمته مريم فجدته لن تتحمل ذلك .....
وفي حالة موافقتها علي الزواج منه فانه سيعيد تربيتها من جديد لن يجعلها تلتفت برأسها يميناً او يسارا ًالا بأذن منه فمن حديث والدتها معه علم انها ذات شحصية انانية مستهترة لا تبالي بشئ سوا نفسها واهوائها لذا يجب عليه ان يضعها طوال الوقت تحت انظاره حتي لا ترتكب حماقة جديدة فهي سوف تصبح زوجته تحمل اسمه ولن يسمح لها بان تجعله اضحوكة بين الناس ..
أنت تقرأ
نيران ظلمه
Romansa((حياتى من بعدك خواء ، حياتى من بعدك كالسمك بلا ماء ، حياتى من بعدك لم تعرف سوى العذاب ، ذهبت و ذهب معك كل جميل ، ذهبت و تركتنى اغرق ببحر الرثاء))