الفصل التاسع عشر
اتجهت بخطوات مشتعلة نحو الفراش تقذف القميص بغضب فوق وجه عز الدين المستغرق بالنوم و قد بدء عقلها فى رسم تخيلات له مع صاحبة تلك العلامة بصور كانت تغذيها نار غيرتها كما لو كانت حقيقه امام اعينها وليس تخيلات فلم تشعر الا و هى نتناول سريعاً اناء الماء الموضوع فوق الطاولة التى بجانب الفراش قاذفة محتوياته بوجه عز الدين المستغرق بالنوم و الذى انتفض فازعاً يشهق بقوة وقد اغرقته المياه كلياً...
صاحت حياء بحدة قد اهتزت لها ارجاء المكان وهى تلقى بالاناء الزجاجى الفارغ من يدها ليسقط متحطماً فوق ارضة الغرفة
=انت بتخونى......
جلس عز الدين على الفور مستنداً الى ظهر الفراش بعينين نصف مغلقة يزيل بيده قطرات الماء العالقة بوجهه بينما تسلطت نظراته العاصفة فوق صدره العارى الذى اصبح غارقاً بالمياه هو الاخر بينمت اخذ جسده يهتز بعنف من شدة الغضب الذى يعصف به متمتماً بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوة
=ايه الهباب اللى انتى عملتيه ده.....
قاطعته حياء هاتفة بحدة وقد التمعت عينيها بشراسة متجاهلة غضبه المشتعل هذا
=هباب انت لسه شوفت حاجه اصحى و فوقلى كده بدل ما اصورلك الليله جريمه
صاح عز الدين بحدة و هو لايزال يشعر بالنعاس يأثر على عقله الذى لم يستوعب بعد ما يحدث حوله
=فى ايه...ايه الدوشة اللى انتى عملها دى..؟!
هتفت حياء بحدة و جسدها ينتفض بغضب
=مش عارف فى ايه يا بجاحتك يا اخى...
انتفض معتدلاً فى جلسته و قد اختفى النعاس فور سماعه كلماتها تلك صائحاً بصوت حاد يبث الرعب بداخل من يسمعه و لديه عقل لكن حياء لم يهز بها شعره واحده حيث كانت غيرتها تعميها عن كل شئ
=بجاحتك؟!..اتكلمى عدل بدل ما اقسم بالله يا حياء اخلى ليلتك س....
صاحت حياء بشراسة مقاطعة اياه بحدة اذهلته جعلته فاغر الفم فلأول مرة منذ زواجهم يراها بهذا الكم من الغضب حتى عندما كان يقسو عليها فى بادئ زواجهم لم يحصل منها على ردة فعل كهذة
=انت كنت فين و مع مين طول الليل..؟!
اجابها بحده لاذعة بعد ان افاق من ذهوله هذا
=ميخصكيش ...
ليكمل ببرود كالصقيع مرمقاً اياها بنظرات ساخرة حاده زادت من اشتعال النيران التى بداخلها
=انا كنت فين و لا مع مين...فاهمة و لا تحبى افهمك بطريقت......
لم تستمع حياء لباقى حديثه هذا فقد اشعلت اجابته تلك بركاناً من الغضب بداخلها قاطعته صائحة بهسترية
=ميخصنيش ...طيب و دينى لأوريك...
اخذت تتلفت حولها بالغرفة باحثة عن شيئاً ما حتى وقعت عينيها فوق المزهرية المصنوعة من المعدن الموضوعة فوق الطاولة التى بجوارها تناولتها سريعاً قاذفه اياه بها و قد اعماها غضبها عما تفعله صائحة بهسترية
=انطق كنت فين.....
اسرع عز الدين بخفض رأسه متفادياً المزهرية التى ارتطمت بقوة بظهر السرير الذى خلفه اخذ ينظر الى المزهريه التى اصبحت ملقاه فوق الفراش باهمال باعين متسعه بالصدمه و هو لا يصدق ما قامت بفعله التفت نحوها صائحاً بشراسة و قد اسودت عينيه من شدة الغضب
=انتى اتجننتى ايه اللي انتى هببتيه ده....
قاطعته حياء هاتفة بشراسة متجاوزه صدمة ما فعلته منذ قليل و قد اصبح وجهها كالجمر المشتعل من شدة الغضب حيث كانت الغيرة تنهش بقلبها تناولت قميصه الملقى فوق ارضية الغرفة بجانبه قاذفة اياه به ليرتطم بصدره
=اها اتجننت.......وهوريك الجنان على اصوله يا عز لو مقولتليش دلوقتى
الروچ اللى على قميصك ده جه منين....؟!
اخذ عز الدين يتضطلع اليها عدة لحظات غير مستوعب كلماتها لكنه فهم ما تحاول الوصول اليه فور انه وقعت عينيه فوق البقعه الحمراء التى تلطخ قميصه تراجع الى الخلف مستنداً بتكاسل فوق ظهر الفراش قائلاً ببرود
=ايه...؟! قصدك يعنى انى بخونك....؟!
ليكمل بذات النبره الباردة كالصقيع و هو يضطلع اليها بسخرية لاذعه
=و لو بخونك هتعملى ايه يعنى ..؟!
ثم استلقى فوق الفراش مديراً اليها ظهره متجاهلاً حياء التى كانت تقف بجسد يهتز بعنف من شدة الغضب و قد اصبحت عينيها بلون الدم فور سماعها كلماته تلك ليكمل ببرود و هو يجذب الغطاء فوق جسده
=ياريت بعد ما تخلصى الدراما اللى انتى عاملها دى تقفلى النور علشان عايز انام
افاقت حياء من جمودها ذلك مندفعه نحوه على الفور بعد ان تناولت السكين من صحن الفاكهة الموجود فوق الطاولة المجاوره لها قافزه فوق جسده محاصره اياه بجسدها الضئيل تسدد له الضربات بقبضتها الاخرى فوق صدره بقوة و قد اعماها غضبها هاتفه بهستريهة حاده و هى تشير بالسكين بيدها
=عايز تعرف هعمل ايه ....هقتلك يا عز ...و الله لأقتلك
ازاحها عز الدين من فوقه بسهوله و كأنها لاتزن شئ دافعاً اياها بحده للخلف فوق الفراش منحنياً عليها حتي اصبح جسدها هى محاصراً اسفل جسده الصلب هذه المرة قابضاً على يدها الممسكه بالسكين بقوة المتها مما جعلها تفرج قبضتها عن السكين التى سقطت فوق الفراش باهمال تناولها عز الدين على الفور ملقياً اياها بعيداً ثم قرب وجهه منها مما جعلها تدير رأسها للجهه الاخرى حتي تبعد نظرها عن عينيه التي كانت تثور كبركان من الغضب
تمتم بانفاس متقطعة وهو يجز علي اسنانه بغضب راغباً فان يسبب لها بعضاً من الالم الذى يعصف به منذ عدة ايام
=عايزه تسمعى ايه ..؟! عايزه تسمعى انى بخونك؟!.. ايوه بخونك يا حياء.....
ليكمل بسخرية لاذعة و عينيه تلتمع بشراسة
= و لا يمكن عايزة تفهمينى ان لو عرفت واحدة غيرك هتفرق معاكى او حتى هيأثر فيكى .........
لكنه ابتلع باقى جملته بصدمة مهتزاً جسده بقوة كمن ضربته صاعقه عندما انفجرت حياء فجأةً فى بكاء مرير صادمه اياه بردة فعلها تلك فقد كان ينتظر منها ان تصيح فى وجهه بغضب او ان تقاومه وتسدد له الضربات كما فعلت منذ قليل لكنه لم يحضر نفسه لانهيارها هذا شعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأى وجهها الذى اصبح شاحباً كشحوب الاموات بينما اخذت شهقات بكائها الحادة تتعالى بقوة فقد ارعبه مظهرها ذلك
اخفض رأسه نحوها و هو يتمتم بلهفه محاوطاً جسدها بذراعيه و هى لازالت مستلقيه اسفله باستسلام محاولاً تقريب جسدها اليه لتهدئتها
=حياء اهدى....اهدى والله ما حصل حاجة....
اخذت حياء تقاومه دافعه اياه بقسوة في صدره محاولة ابعاده عنها وقد ازداد نحابها اكثر لكنه شدد قبضته من حولها مقرباً اياها منه قائلاً بصوت مرتجف
=والله ما خونتك ...اهدى يا حبيبتى و انا هفهمك كل حاجة
هتفت حياء بحده و هى لازالت تحاول دفعه بعيداً عنها شاعرة بالم حاد يكاد يزهق روحها
=ابعد عنى ِ....
قاطعها سريعاً محاولاً السيطرة على جسدها الذى كان ينتفض اسفله
=الروچ اللى على القميص ده بتاع تالا.....
تجمدت قبضتها فوق صدره تضطلع اليه بعينين متسعة شاعرة بنصل حاد ينغرز بقلبها فور سماعها كلماته تلك تمتمت بصوت مرتجف ضعيف
=ت..تالا......؟!
اسرع عز الدين قائلاً بلهفه عندما ادرك انها قد اسأت فهم كلماته
=لا ...مش زى ما انتى فاهمة........
زفر باحباط ممرراً يده بين خصلات شعره و هو يكمل محاولاً التفسير لها
=و انا طالع على هنا قابلتها على السلم و اتقعبلت وخبطت فيا بس و الزفت اللى كانت حطاه على بوقها ده بهدلى القميص زى ما انتى شايفه ....
ظلت حياء تنظر اليه بحسره و الم بينما عينيها لازالت تلتمع بالشك
ابتعد عنها عندما رأى تعبيرات وجهها تلك والتى كانت تدل على عدم تصديق كلماته تناول هاتفه من فوق الطاولة التى بجوار الفراش عائداً اليها سريعاً محيطاً جسدها بجسده عندما لمحها بطرف عينيه تحاول النهوض كان ممسكاً بالهاتف بيد يبحث به عن الرقم الخاص بتالا بينما يده الاخرى يحيط بها حياء بشدة كأنه خائفاً ان تهرب من بين يديه باى لحظة حتى وجد رقم تالا اتصل بها على الفور ضاغطاً على زر مكبر الصوت مقرباً الهاتف من وجه حياء الذى لايزال غارقاً بالدموع وصل اليه صوت تالا الناعس
=ايوه يا عز ؟!
اجابها عز سريعاً
=تالا ايه اللى حصل فى قميصى لما قابلتك على السلم من ساعه ؟!
أنت تقرأ
نيران ظلمه
Romance((حياتى من بعدك خواء ، حياتى من بعدك كالسمك بلا ماء ، حياتى من بعدك لم تعرف سوى العذاب ، ذهبت و ذهب معك كل جميل ، ذهبت و تركتنى اغرق ببحر الرثاء))