غُرَباءُ

ما بعد الخذلان "

ماذا وإن عاد معتذرا ؟
وبأي عين يعود معتذرا !
  أيعود معتذرا بعد أن ترجيته ليبقى !
أيعود معتذرا بعد أن سفك دماء قلبى !
أيعود معتذرا بعد أن تركنى وحيدة أعانى ما أعانى !
  أيعود معتذرا بعد أن قصف ظهر بغدره !
أيعود معتذرا بعد ما أمات روحى !
والله وإن جاء وأحضر معه من البشر جميعهم وجمع ما فى البحار السبع لأقفلت بابى في وجهه ووضعت البرزخ بينا .
"آيه قدري"

----------------------------

وسط سكون الليل فى القصر وكان الجميع هادئا كان قلب أحدهم يصيح فى الأرجاء وعينيه تتكلم بدموع بينما فمه مغلق وكان يتردد السؤال في ذهنه طوال الوقت لما الخذلان بينما لم افعل شيء سوى العطاء لما الخذلان وانا أعطيت ما أملك من مشاعر وإن كانت قليلة ولكن كانت كل ما أملك كان نويا قد خذل ومن طيفه ولكن كيف علم نويا

---------------------------

قبل الواقعة بأيام في غرفة طيف و ملاك
ملاك بخوف من سرعة الأحداث المعاصرة لهم ومن كل شيء يحدث حولهم : طيف احنا هنفضل هنا لحد امته ؟

طيف بهدوء ونفس عميق : لحد ما نلاقى حل ي ملاك

ملاك بتردد من سؤالها : طيب أنتى مش خايفة ؟

طيف باستغراب وتعجب : هخاف من اي !

ملاك بتردد أكثر : انك تحبى نويا وهو مش من زمنا

عم السكون لمده لا تقل عن الدقيقة فى عقل طيف ليتحدث قلبها فى تلك اللحظة : ما أنا فعلا حبيت نويا لتكمل بابتسامة محبتوش أعجبت بيه مثلا حاجه زي كده

ملاك بتعجب : طيف مش بنكابر ولا بنتناقش في حاجة زى دى

طيف وهى تحاول جمع نفسها : يستى يعنى هكابر فى اي بس مفيش حاجة أكابر فيها

وفى أول ممر لغرفة طيف كان نويا كان يحمل من الزهور أجملها ومتجه إلى طيفه لكى يهديها ما يليق بها من الزهور ولكن أوقفه صوت طيف الذي كاد أن لا يسمع

" تخيلى نويا لو عرف أننا مش من زمنه وانى ضحكت عليه كل دا تخيلى "

لنسمع لأول مره صوت قلب نويا قد مزق
لم يبدي نويا أى ردة فعل وقتها سوى التراجع إلى الوراء بعض الخطوات ومن ثم ارتعشت يده فأوقعت زهورها وتراجع نويا عن ما بدأ به

ملاك متجه نحو باب الغرفة لتتأكد من عدم مرور أحد لتجد الزهور ملقاه أرضا
  طيف في ورد علي الأرض أحمر
"ملاك بتعجب "
  تلاقيه وقع من الحارس ولا حاجة
"طيف باستنتاج "

لم تكن مجرد زهور ي طيف فقد كانت أحلام وقلب أيضا والعجيب أنها كانت لكِ

------------------------------

لم يكن نويا الوحيد المستيقظ الحائر كان أيضا عدي يفكر فيما قالته له أيانا ولكن قطع تفكيره في هذا الوقت قدوم مالك بجاوره كى لا يتركه يفكر وحيدا فيما يحدث فى قلبه