"ماهو غوجو بالنسبة لك،فوشيغورو؟"
"غوجو سينسي...أنا مدين له"
كان يوجي ونوبارا يجلسان بالقرب منه على المقعد تحت الشجرة خارج الثانوية،يستمعان باهتمام الى ميغومي.
بمجرد أن سمعا الجواب تأوهوا بخيبة أمل لأن فضولهما لم يشبع.
تنهد ميغومي.
كان بصره مركزا على السماء الزرقاء مع عدم وجود غيوم بها،كان الجو مشمسا.
انحنت شفتيه مشكلة ابتسامة دافئة.
"ولكن ليس هناك طريقة من خلالها أرد الجميل له" تمتم وهو لازال يحدق بالسماء.
"اه؟هل قلت شيئا فوشيغورو؟" سأل يوجي وهو ينظر الى ميغومي.
"لا،لم يفعل" ردت عليه نوبارا وهي تمد له قنينة ماء.
٠
٠
٠
ماهو غوجو بالنسبة له؟
معلم.
كان يتذكر طفولته بوضوح.
"غوجو!" نظر الطفل الى الرجل طويل القامة خلفه.
كان يضع يديه في جيوب زي المدرسة الثانوية،كانت عيون ميغومي مشرقة وصوته مليء بالفخر والفرح الصادق الذي أراد ان لا يشاركه مع أحد سوى ساتورو.
ركزت نظرات غوجو على الجرو الذي يقف أمام الطفل وهو يلعب بالثلج.
امتدت يده لتصل الى رأس الطفل لتربت عليه،قام غوجو بالتربيت على شعر ميغومي بينما غطت غرة الطفل عينيه،ابتسم ميغومي ابتسامة واسعة مما أدى إلى ظهور اسنانه البيضاء.
"ميغومي!"
كان صوت ساتورو مليئا بالاعجاب لانه كان يشعر بالفخر،كان ميغومي يتعلم بسرعة هائلة.
لقد فهم كل ماقاله غوجو وقام بتحويله بسرعة الى هدف بسيط في ذهنه،فقط لإثارة اعجاب معلمه وجعله أكثر فخرا.
ثنى ساتورو ركبتيه ووجَّه نظره الى ميغومي الذي كانت عينيه تتألق بشكل أكثر من ذي قبل.
ابتسم غوجو ابتسامة دافئة ونظر الى الجرو الصغير.
"ماذا ستسميه؟"
حول ميغومي نظرته من الشيكيغامي الى ساتورو "هل أحتاج الى تسميته؟"
"بالطبع!" كان صوته مليئا بالاصرار "ميغومي عليك أن تعتز بالشيكيغامي الخاص بك بقد مايعتزون بك"
أنزل غوجو نظاراته الى طرف انفه ونظر الى عيني ميغومي مباشرة.
'جميلة..'
كانت هذه هي المرة الاولى التي يرى فيها ميغومي غوجو بدون نظاراته.
٠
٠
٠
لم يكن معلما له فحسب بل كان مرشدا جيدا.
في بعض الاحيان يكون ساتورو متحمسا لعيد ميلاده أكثر منه،بالنسبة لميغومي فهو مجرد يوم عادي يقضيه في المدرسة.
لكن بالنسبة لمعلمه فهو يوم يكون فيه مزعجا اكثر من المعتاد.
ابتسم ميغومي وهو يتذكر ذالك اليوم،فهو لايريد نسيانه أبدا.
كان غوجو يقف في منتصف الغرفة وفي يده كعكة بالشوكولاتة.
"عيد ميلاد سعيد قنفذي الصغير،عيد ميلاد سعيد لك!"
ابتسم ميغومي ابتسامة صادقة.
عيناه الزرقاء اللتان تحدقان في العيون الخضراء لطالبه العزيز،حول نظره الى الكعكة وبابتسامة على وجهه اشار ساتورو نحو الكعكة.
"حان الوقت لتحقيق أمنية"
نظر ساتورو الى تلميذه بابتسامة عريضة،لم يستطع أن يمنع نفسه ولكنه يشعر بالفخر بالمدى الذي وصل اليه هذا الطفل.
الان هو بالرابعة عشرة من عمره،لقد مرت سنوات عديدة ولم يعد ذالك الطفل الذي اخذه تحت جناحه بل اصبح الان مراهقا قويا والمستقبل امامه.
بالطبع كان لديه توقعات كبيرة عنه ولكن قبل ذالك كان يثق به،لقد اصبح الان مثل احد الوالدين،انه سعيد بصدق بهذا الطفل،فهو طفله الذي قام بتربيته ورعايته.
لقد كان طفله هو الذي جعل كل آلامه وندمه يختفي.
في الواقع هو ميغومي لأنه اصبح حقا نعمة لساتورو الاولى والاخيرة.
"غوجو،هل انت بخير؟"
"بالطبع انا كذالك صغيري!" ضحك غوجو وهو يخرب شعر ميغومي.
"دعنا نجرب الكعكة!"
٠
٠
٠
غوجو مزعج،درامي وطفولي مما يجعل ميغومي منزعجا.
انه صريح جدا ولكن....ولكنه منتبه ومُتفهم ومراعي.
انه شخص جعل حياة ميغومي أفضل بمجرد بقائه،على الرغم من انه بدا دائما وكأنه غير مرحب به لكنه لم يظهر ذالك ابدا.
ابتسم ميغومي وزفر بصوت عالي.
بالفعل...
"انه عائلتي."
*
*
*
عذرا على الاخطاء~
