دفع ساترو باب الحمام تاركا بقع دماء بالباب.
لم يعد يشعر بالالم بل شعر فقط بالخدر.امسك بالشاش ولفه على الجرح بطريقة عشوائية ثم شده بأسنانه.
كان يتجنب النظر في المرآة،لا يستطيع النظر إلى الرجل امامه.خرج من الحمام بسرعة.
انه يحتاج لبعض الهواء.اتجه للخارج وفتح الباب.
غمره الهواء البارد،احس وكأنه يتم دفع شظايا الجليد بعروقه،لكن لقد كان شعورا جيدا بالنسبة له.لم يكن يدرك مدى سرعة نبض قلبه و سرعة تنفسه،كان سيعاني من نوبة ذعر سيئة.
أغمض عينيه وترك البرد يغوص به أكثر،اعتقد ان هواء الليل سيصلح كل شيء.
بدأ بالشهيق و الزفير لفترة من الوقت .تباطأت نبضات قلبه المتسارعة.
كان يعلم انه ان عاد الى هناك للتحدث مع الصبي فسوف يتراجع مرة اخرى كان بحاجة ان يكون شخصا بالغا.أبًا.
كان يخطط لما سيقوله لم يكن ابدا جيدا بالكلمات،لو كانت تسوميكي فستتمكن من اصلاح كل شيء.
بدأ بالمشي والمشي.
استمر في ذلك لساعات وهو يتمتم لنفسه،هل يجب ان يعتذر اولا؟ او يقدم عناقا؟ لكن بالكاد اصبح يعانقه لذا سيكون الامر محرجا.كان يفتقد ميغومي الصغير الذي كان يتسكع معه ويحمله كان يعلم انه اناني لكنه افتقده حقا.
وافتقد تسوميكي الصغيرة ايضا التي كان يصفف شعرها ويساعدها في واجباتها الخاصة.لو لم يكن ذلك الكابوس الذي راود ميغومي لم يكونوا ليصبحوا عائلة مؤقتة.
اوه؟
لقد كان ذلك هو اليوم الذي قطع فيه ساتورو ذلك الوعد للصبي،أليس كذلك؟
لم يعد البرد ينفعه الان لقد احس به.
اخرج هاتفه وتحقق من الساعة."يا الهي..." لقد كان بالخارج لمدة ساعتين ونصف.
فتح الباب بهدوء لكي لا يوقظ الصبي،لكنه لاحظ وجود شخص يجلس على الارض.
اتضح انه ميغومي من كان يجلس وهو يضُم ركبتيه لصدره.
اتجه نحوه ساتورو ثم ابعد خصلة الشعر عن عينيه ووجد انه كان نائما.اراد ان يحمله للسرير لكنه تذكر تلك الكلمات "نحن لسنا بحاجة اليك،لم تحتج لك ابدا"
تردد للحظة ثم ربّت عليه."ميغومي،استيقظ"
تحرك ميغومي قليلا ثم فتح عينيه الناعستين.
توسعت عينيه وبدأ بالبكاء.كان يبكي من اجل تسوميكي،شجاره مع ساتورو،المنزل الذي اصبح فارغا،فكرة العودة للمدرسة والحياة الطبيعية دون تسوميكي،كونها بدت أنحف مما كانت عليه قبل اسبوعين،أكثر برودة مما كانت عليه،كان يخشى ان ينسى لون عينيها اذا ظلت مغلقة لفترة اطول.
![](https://img.wattpad.com/cover/358850748-288-k378984.jpg)