تَعَبْ

38 6 2
                                    


enjoy,.









عَقلِي فَارِغٌ مِن الكَلامْ،.

لَا أدرِي مَا أكتُب وَ كِيفَ أُعَبِرُ عَن تَبعثُر دَواخِلِي،.
قَلمِي قَد جَفَّ حِبرُه وَ عِينَإي فَاضَت،.وَ قَلبِي الجَريح يُرجَى مَن يُداوِيه،.

الكُتمَان؛ أتَعَبنِي، أرهَقنِي، وَعذبَنِي،.
وَ مَا أحمِلهُ فِي جَوفِي بَاتَ يَظهَر عَلى مَلامِحي،.
وَ لستُ أدرِي مِن أيَّ جُرحٍ أستَطيعُ إستِعادِة مَلامِحي البَاهِتة،.
وتَقاسِيمُ السَعادَة تُعادُ لِي،.

____________

يَدايَ تَرتَجِف وَ جَسدِي يَقشَعِر،.
مُقلتَايَّ تَهتَزُ بِعُنف وَ أرمُش كَثِيراً، وَ هُناكَ طَبقةٌ شَفافَة فِي عَينَاي مِمّا يُشكّل لَمعةٌ بِهُمَا،.

أُحاوِلُ الكِتمانَ،.
أحَاولُ أنْ أكتُم مَرّةٌ أخرَى،.
وَ مَا هُو إلَّا إِرهَاقٌ وَتعَب،.

لَطالَما دَفنَتُ فِي دَاخِلِي أحزَانِي وَ آلَامِي وَ لَم أتحَدثُ عَنهُ مُطلَقاً،.

لَطالمَا كَتمتُها لَعلَّها تَذهَب،. ألَّا انَّها كَانَت تُمزِقُني وَ تُكسِبُني شُعورٍ فِي نَفسِي لَا يُنسى،.

كُلّ الذِي أكتُمِه أنَا أتَذكَرهُ وَ أفكِر بِه مَرَّاتٍ عِدَّة فِي اليَومِ الوَاحِد،.

أجّتَرهُ وأعِيدَ التَفكِيرُ بِه مَا يُكسِبنُي فِي نَفسِي مَشاعِرٌ سِلبِية وَ مُؤذِية لَا تزوُل..

وَ مَا الكِتمانُ إلَّا خَوفٍ وَ رُهبَة مِن أَشبَاهِ البَشر،.

فَ صَحِيحٌ اَنّهُم خُلِقوا كَ بَشر وَ لكِنهُم حَمَلوا صِفاتَ الوُحُوشِ وَ الشَياطِين فِي كُلّ أفعَالِهم.

فَمّا أَختَلف بِينهُم إلّا شَكَلهُم،.
أمّا تَصرُفاتِهم فَ كَانَت أشدُّ كِرهَاً وَسُوءاً،.







______________________________________

لَطالمَّا كِنتُ أَمامَهُم بِ مَظهرُ الفَتَاة الهَادِئة وَ البارِدة، عَدِيمَةُ الإحسَاس..

ألّا أنَّ أحَداً قَد نَظَر بِداخِلي،.
ألّا أنَّ أحَداً قَد تَبصّرَ حَقيقَتِي وَ مَا أحتَوِيهِ دَاخِلي،

دَاخِلي حَيثُ تَرقُد نَفسِي اَلحَقيقَيِة،.
تَرقُد هُناك خِشيَة أنّ تَتأذَى،.خِشيةً مِن أشبَاهِ البَشر،.

فَ لطَالَمّا أقشَعرّ جَسدِي وَ أنتَابَنِي اَلخَوف كُلمّا فَكرّتٌ بِ أنِي قَد أتوَاجَد مَعَهم وَ لَو لِ وَقتٍ قَصِير..

لَستُ مُصَابَة بِ اَلرُهابِ اَلاِجتِماعِي، أنَا مُصابَة بِ اَلرُهابِ مِنهُم وَ مِن أفعَالِهم وَ نَظراتِهُم..

لَم يَكّن تَجمعُهم مَا يُخيفَني،.
كَانَت حَقيقَتهُم وَ مَا يَكِّنونَ فِي دَواخِلُهم،.
كَانَ ذَلِك مَحطّ خَوفِي وَ رِهبَتي..

لَطَالما شَعَرتُ بِ الخَوف كُلمّا فَكرتُ بِ إظهَارِ حَقِقتِي لَهم،. شَعرتُ بِالخَوفِ مِن كُلّ تَصرُفاتِهم وَ مَا أزالُ أفَعل،.

وَ لَكِن رُغمَ ذَلِك أنَا كُنتُ أظهِر اَلمَغزَى مِن تَصرُفاتِي،.
كُنتُ أشرَح لَهُم وَ أبَرِر جَلَّ مَا أفعَلهُ..

فَ حَتى اَلكَلمَة اَلوَاحِدة مِني قَد إحتَاجَت تَفسِير حَتى تُفَهم بِ النِسبَة لَهُم،.











______________________________________

قِيلَ عَنِي فَاشِلة،. وَتَمّ وَصفِي بِذَلِك،.
وَ هُم عَلى يَقِين بِ أنِي سَأفشَل،.
لَم أُعطَى فِرصَة لِ شَرحِ أَفعَالِي حِينمَا أسَاؤا فِهمِي، بَل لَم تُتاحَ لِي اَلفِرصَة لِ فِعلِ ذَلِك أبَداً،.

وَ حتَى فِي اَلكَلام وُصِفتُ بِ فَشلِي بِه،.
وَ لكِن اَلصَامِتة دَائمَاً تَرتَجِف أثَناءَ اَلكَلاَم..

وَ حتَى كَلِماتِي وَحُرُوفِ ثِغرِي قَد أصبِحَت مُستَهلِكة لِي وَ مُتعِبة،.

قَد قَابلتُ كَلامَهُم بِهُدوء وَ دُونَ اَلنَبثِ بِحَرف عَلى عَكسَ دَاخِلِي الذِي صَرخَ وَ دافعَ عَن ذَاتِي،.









___________

اَلنِيرَانُ تأَكُلنِي وَ تَنهَشُ دَواخِلِي كَ غُرابِ يَنهَشُ جِثةَ جُندِي نَاضَل إلَى اَلنَصر حَتَى لَقِيَّ حَتفَهُ غَدرَاً مِن أَقَربِ أصدِقَائِه،.



"اَلنِيرَانُ تَأكُلَنِي،.أَنَا اَلخَشَب وَ كَلَامَهُم هُوَ اَلنِيرَانْ"


















:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


دِمتُم بِسَلامٍ دَائِم إِنّ شَاءَ الله 3>



إِلَى اَللِقَاءِ



3>


تبعثُرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن